شركة النصر.. قلعة صناعة الدواء بقيادة أشرف سميح صادق

شركة النصر.. قلعة صناعة الدواء بقيادة أشرف سميح صادقالدكتور أشرف سميح صادق

اقتصاد10-9-2023 | 11:14

«سميح» توليت المسئولية والشركة على وشك التصفية عام 2021

الشركة القابضة و وزارة قطاع الأعمال دعمونا لتخطى أى عقبات

حققنا 530 مليون جنيه مبيعات لهذا العام مقابل 240 مليونًا عام 2021

وضعت خطة للإنقاذ.. واستخدمت الأساليب الحديثة فى الإدارة

نعمل على تطوير المصانع.. وتعاقدنا مع إحدى الشركات الوطنية

النجاح يحتاج إرادة قوية.. وليس بالأمنيات تتحقق الأحلام.. وعليك بالعمل الجاد للوصول إلى ما تطمح له، وهو ما يفعله الدكتور أشرف سميح صادق، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية التابعة للشركة القابضة للأدوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، الذى استلم مهام عمله فى وقت عصيب من عُمر شركة النصر، التى كانت مهددة بالتصفية بسبب الخسائر التى تكبدتها على مدار سنوات طويلة، إلا أن الرجل بسبب ما يمتلكه من كفاءة علمية وعملية استطاع استعادة الشركة من مصيرها المحتوم واستعان بخبرته الطويلة فى مجال الدواء فى شركات عالمية، التى امتدت لأكثر من 35 عامًا، بمساعدة الشركة القابضة و وزارة قطاع الأعمال استطاع تخطى العديد من العقبات التى تواجه شركة النصر، وسخر «سميح» كل ما يمتلكه من خبرات فى خدمة الشركة.

شركة النصر للكيماويات الدوائية

تعد شركة النصر للكيماويات الدوائية التابعة للشركة القابضة للأدوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام من الشركات التاريخية فى صناعة الخامات الدوائية فى مصر، وتعرضت الشركة لمشكلات تتعلق بعدم التحديث والتطوير، مما أدى إلى تراكم الخسائر والمديونيات عليها مما وضعها بين أوائل الشركات التى سيتم هيكلتها.

نشأت شركة النصر للكيماويات الدوائية عام 1960 وكان الهدف من إنشائها سد احتياجات البلاد من الكيماويات الدوائية والمضادات الحيوية.

وفى مايو 1964 قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس السوفيتى خرشوف بزيارة شركة النصر باعتبارها نواة لمدينة الدواء، وتعد الشركة الأولى فى مصر والمنطقة كلها متخصصة فى صناعة وإنتاج الخامات والكيماويات الأساسية لصناعة الدواء، كانت شركة النصر للكيماويات الدوائية الشركة الوحيدة فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا التى تنتج الخامات الدوائية العضوية وغير العضوية وإنتاج خامات الأدوية البيطرية ومستحضراتها الصيدلية.

ومن أبرز ما يميز الشركة إنتاج المحاليل الطبية ومحاليل الغسيل الكلوى ومرشحات الغسيل الكلوى وإنتاج المستلزمات الطبية اللازمة لاستعمال المحاليل.

مشوار أشرف سميح صادق

د. أشرف سميح صادق، رئيس مجلس إدارة شركة النصر، مشواره العملى ملئ بالإنجازات فى عالم الدواء، ولذا فإن اختياره لتولى مسئولية الشركة لم يكن بطريقة عشوائية، بل كان بسبب خبرته الطويلة التى تجاوزت 35 عامًا فى الشركات العالمية.

وعن هذا المشوار الطويل، قال أشرف سميح صادق: تخرجت فى كلية صيدلة الزقازيق عام 1986، وعملت صيدلى حتى انتهيت من فترة التجنيد وبعدها عملت بشركة ألمانية فى مصر لمدة عامين، وبعد ذلك حصلت على عقد عمل فى السعودية مع إحدى الشركات الأمريكية وعملت معها 10 سنوات، وبعد ذلك انضممت لشركة فايزر، وأخذت الطريق من أوله، وبعد ذلك انتقلت إلى دبى، حيث أصبحت مسئولا عن إفريقيا والشرق الأوسط، وسافرت الولايات المتحدة وبعدها عدت إلى دبي، مشيرا إلى أن الشركات العالمية بها مميزات كثيرة منها أنها تقوم بعملية تطوير وتدريب العاملين بها وتمنحهم كورسات كثيرة.. وبعد تجربة فايزر أسست شركتى الخاصة بالأدوية مع عدد من الزملاء حتى تم اختيارى لتولى إدارة شركة النصر والتى كانت على وشك التصفية عام 2021.

الدكتور أشرف سميح صادق

المُنقذ

ما تعرضت له شركة النصر من عملية انهيار لأسباب متعددة، كانت بحاجة إلى خبير فى مجال صناعة الدواء ليستطيع إنقاذ الشركة من عثراتها، وكان اختيار الدكتور أشرف سميح صادق هو الاختيار الأصلح فى هذه المرحلة الحرجة التى كانت تعانى منها الشركة.

ومن جانبه قال «سميح»، إنه تم اختياره من قبل الشركة القابضة لتولى شركة النصر والتى كانت على وشك التصفية فى عام 2021، مشيرا إلى أن الشركة كانت فى حال يرثى لها، مؤكدا أنه قبل التحدي، وتحمل المسئولية الوطنية التى ألقيت على عاتقه، ووضع أهدافا ورؤية عصرية للبدء فى عملية الإنقاذ.

وتابع «سميح» عندما توليت المسئولية وجدت عائلات كاملة تعمل بالشركة، وهى إحدى المشكلات التى كانت تواجهها الشركة فعقب أحداث ثورة 25 يناير 2011 تم تعيين 750 شخصا دون أن يكون لهم دور، وهو ما مثل عبئا كبيرا على كاهل الشركة، وهو الأمر الذى أحدث سلبيات كثيرة بسبب هذه العمالة الزائدة، كما أن تغيير رؤساء الشركة بصفة مستمرة جعل الجميع غير ملتزم بأى شيء.

وأكد «سميح» أن فكر وزارة قطاع الأعمال الجديد بقيادة الدكتور محمود عصمت ودعم الشركة القابضة الجديدة بقيادة الدكتور أشرف الخولي، بدأت فى تغيير الفكر والنظام القديم، وقبلت المسئولية وأنا أعلم أننى سأواجه مأساة، لكننى أخذت الموضوع بشكل وطنى بحت، وكيف أسهم فى رؤية وزارة قطاع الأعمال ورؤية الشركة القابضة فى النهوض بالصناعة.

نظام العمل

وأوضح «سميح» عندما توليت المسئولية وجدت الشركة تعمل بالنظام الورقى ونظام قديم جدا، كما أن الأهداف غير واضحة، وبالنسبة لى تعودت على العمل بنظام إدارة الأهداف حيث إن أى شركة فى الدنيا يجب أن يكون لها رؤية وهدف واضح وعوامل النجاح الرئيسية.

خطة الإنقاذ

وعن خطة إنقاذ الشركة فهى تتمثل فى الوضع الراهن وأين سنذهب فى ظل شح الإمكانات والديون المتراكمة ورأس مال متآكل وتجدر الإشارة إلى أنه عندما توليت مهامى لم يكن هناك مورد واحد يقبل أن يورد لنا شيئا ولذا كانت أول خطوة فى الطريق هى بناء الثقة مع الموردين والعملاء بل مع العاملين فى المقام الأول، والحمد لله فى الوقت الراهن استعدنا ثقة كل هؤلاء.

وأضاف «سميح» أن من خطط إنقاذ الشركة أيضا تصفية أى آثار خاطئة مثل أى عقد توريد به أخطاء ويهضم حق الشركة وهو الأمر الذى لم يكن عادلا، ومن هنا بدأت العجلة فى الدوران، وبدأت عملية الاستيعاب فى كوننا قادرين على النجاح، واستطعنا تحقيق أرقاما الحمد لله، وضبط أداء الشركة هو ما منح العاملين الثقة بأنفسهم ومنح العملاء الثقة بالشركة.

الدكتور أشرف سميح صادق

دعم الشركة القابضة وقطاع الأعمال

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة النصر أن الشركة القابضة قامت بدعمهم، كما أن وزارة قطاع الأعمال ساهمت فى هذا الدعم أيضا من خلال الاجتماعات المتتالية، ودعمهم للقرارات التى يتم اتخاذها، واستطعنا تقليل الخسائر من 200 مليون جنيه فى 2021 إلى أقل من 60 مليون جنيه العام الماضي، ونستهدف أن تنتهى الخسائر وتتحول إلى أرباح.

وتابع «سميح»: رقم المبيعات فى عام 2021 كان 240 مليون جنيه، وهذا العام وصلنا إلى 530 مليون جنيه، وهذا الرقم لم يحدث من قبل فى الشركة.

الميزانية

وكشف رئيس مجلس إدارة شركة النصر عن الميزانية، قائلا: وضعنا ميزانية تقدر بـ 770 مليون جنيه للعام القادم، بالرغم من تأثرنا بحركة الشحن والمشاكل العالمية، إلا أن هذا الرقم طموح، ونطمح فى زيادته أكثر، وأنا وراء الحلم لحين تحقيقه.

تطوير المصانع

وعن المشكلات التى كانت تواجه الشركة، أوضح «سميح» أن هناك مشكلة رئيسية كانت تواجه الشركة تتمثل فى فقدان المصانع لرخصة التصنيع الجيدة، ولذا فنحن الآن فى مرحلة تطوير المصانع بمساعدة الشركة القابضة، وحصلنا على قرض من الشركة القابضة وبدأنا بالفعل فى عملية تطوير مصنع المحاليل ومصنع المستحضرات الصيدلانية، وتعتبر شركة النصر هى أحد أكبر الأسماء فى السوق إنتاجا للمحاليل وإنتاجنا مطلوب فى كل الدول العربية، وننتج فى حدود 240 مليون جنيه محاليل وهذا الرقم متواضع، ويمكننى إنتاج أكثر منه إلا أن الماكينة الواحدة سعرها 100 مليون جنيه، ونحن مضطرين العمل بالماكينات القديمة لحين وجود أموال لشراء ماكينات جديدة.

وبالنسبة لمصنع المستحضرات نعمل على تطويره حاليا بمساعدة الشركة القابضة وعند الانتهاء من التطوير سنكون مؤهلين للتصدير.

إنتاج أدوية جديدة

وعن إنتاج الأدوية الجديدة، أوضح رئيس مجلس الإدارة، أنه يوجد خطة طموحة لإنتاج أول دواء لمنع التجلط، حيث إن الموجود فى الأسواق دواء مستورد، وهذا الدواء من الجيل الجديد للأدوية، كما أن أحدث منتجاتنا فوار اسمه «كاستلوزز» وهو للكلى والحصوات، ومستمرين فى تسجيل الدواء.

الأسعار

وبالنسبة لأسعار الدواء، قال «سميح»: عندما توليت إدارة الشركة وجدت أن الأسعار متدنية جدا، فبدأنا إعادة التسعير ووجدنا استجابة فى ذلك من هيئة الدواء المصرية ووجدنا تجاوبا كبيرا فى الفترة الأخيرة مع طلبات الشركات خاصة الشركات ذات الأسعار المتدنية جدا، وبدأ بالفعل تزويد الأسعار على أكثر من مرحلة خلال العامين الماضيين.

الاستثمارات

وعن استثمارات الشركة، قال «سميح»، إنه يتم الاستثمار فى مصانع المطهرات والمحاليل والمستحضرات الصيدلانية ومصنع البيطرى والغسيل الكلوي، وتم التعاقد على تطوير مصنع مرشحات الغسيل الكلوى مع إحدى الشركات الوطنية من خلال إعادة بناء المصنع وتطويره وإدارته لمدة 9 سنوات، وبعدها يعود لى المصنع بكامل طاقته، وخلال هذه الفترة سأستفيد من الإيجار ونسبة المبيعات ووفرنا على الدولة العملة الصعبة التى كانت تستورد بها مرشحات الغسيل الكلوي.

«سميح» يشكر العاملين بالشركة

ووجه الدكتور أشرف سميح صادق، رئيس مجلس إدارة شركة النصر، الشكر لجميع العاملين بالشركة، ومحافظتهم على الآلات واستمرار المصانع فى العمل، بأقل الإمكانيات المتاحة خلال الفترة الماضية حيث عملوا فى ظروف صعبة، لذا فإن هؤلاء المخلصين يستحقون كل تقدير واحترام.

أضف تعليق

التدريبات المشتركة وقوة الدولة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا