مهدي يحقق حلمه ويقابل تامر حسني في يوم اللاجىء العالمي

مهدي يحقق حلمه ويقابل تامر حسني في يوم اللاجىء العالميتامر حسني في زيارة ل مهدي ورفاقه

مصر20-6-2021 | 18:01

بين الواقع والأحلام طريقًا طويلاً على مهدي أن يسلكه، حيث أن كل أمانيه أن يصبح مطربًا مشهورًا، ولكنه لا يملك سوى صوته العذب الذي أخفته طيات الواقع بين مشاغل الحياة ولكنه مازال مهتديًا بحلمه.

يبلغ مهدي 24 عامًا، ووصل إلى مصر في سبتمبر 2020، وكان يعمل مطربًا قبل أن يترك وطنه السودان ويصبح عاملاً في مصنع للاستثمارت يقع على أطراف القاهرة بمصر. عندما تنظر في عيني مهدي يمكنك أن ترى عمرًا طويلاً قد أنقضى رغم شبابه وأصدقاء مازال يتذكرهم كانوا دائمًا رفقاءه في دربه حتى قرر أن يدلف إلى طريق أخر بحثًا عن الأمان.

"لسه يا قلبى العنيد لا شقيت لابقيت سعيد" تلك الكلمات هي مطلع أغنية سودانية يدندنها مهدي بإستمرار وهو يعمل، ذلك القلب العنيد الذي رحل وليس معه سوى حقيبة سفر لم يتوقع يومًا إنه سيصادف مطربه المفضل الفنان المصري تامر حسني في الغُربة الموحشة. ولأول مرة منذ زمن بعيد يختبر قلب مهدي السعادة التي عاندته لسنوات طويلة.

تعالت أصوات البهجة والضحكات التلقائية حتى فاقت صوت أّلات المصنع التي لا تهدأ أبدًا من ضغط الإنتاج، بعد دقائق من دخول الفنان المصري تامر حسني مصنع للاستثمارات بالقاهرة في مصر، ليصبح التاسع من يونيو من عام 2021 يومًا مميزًا في حياة أكثر من 200 عامل من بينهم مصريين ولاجئين ومهاجرين من مختلف الجنسيات.

تلك الأجواء الفرحه التي ملأت أرجاء المكان كانت إشعار بداية رحلة استثنائية قام بها تامر حسني لتفقد مصنع ذات طابع خاص يوجد به عمال من مختلف الجنسيات، يعملون على إنتاج كمامات وأقمشة طبية مختلفة لتكون عونًا للناس في ظل جائحة كوفيد-19.

"أنا فخور أن المصنع تأسيس شباب مصري اشتغل من كل قلبه من اجل الإنسانيه، وإن كل موظفي المصنع رغم اختلاف جنسياتهم بيجمعهم مشاعر أسرية حقيقية، ماحستش بفرق بين مصري ولاجىء أو مهاجر، كلنا هنا واحد" هكذا عبر الفنان عن رأيه في الأجواء الأسرية التي تجمع عمال المصنع، فهم يعملون سويًا كالأمواه التي تجري في النهر لزيادة الإنتاج ويطبخون الأكلات المختلفة المصرية والسودانية لتغذي علاقة الود بينهم، كما يلعبون كرة القدم في وقت الراحة أو عند الانتهاء من دوامهم ليرفهوا عن أنفسهم ويتنافسوا على لقب الهداف.

شارك تامر حسني العمال يومهم ليتعرف على قصصهم ومهاراتهم المختلفة، وعند مقابلته لمهدي تلهف الأخير للغناء مرة أخرى حتى عزفت الدنيا لحن جديد في حياته وأستطاع أن يغني مع فنانه المفضل تامر حسني بصوت جميل كصدح العصافير عند شروق الشمس في بداية اليوم، في حالة من الإعجاب من زملائه في المصنع الذين كانوا يظنوا إنهم يعرفوا كل شيء عن مهدي، ولم يدركوا يومًا إنه يخبأ موهبة تتحطم في سبيلها العوائق.

"أنا سعيد إنني تمكنت من مقابلة الفنان تامر حسني والغناء منه، اليوم هو بداية مشواري الفني" بتلك الكلمات عبر مهدي عن فرحته بلقاءه لتامر حسني، كما أوضح إنه يتمنى أن يجني المال من عمله في المصنع ليتمكن من شراء أورج كهربائي ويتعلم العزف عليه، لينمي من مهاراته الموسيقية التي تساعده على تحمل أعباء الحياة.

تأسس المصنع في أغسطس 2020 على أيدي مجموعة من الشباب المصري الذي تعهد أن يكون هذا المصنع نموذج للحاضنة المجتمعية للجنسيات المختلفة، ويقول عمرو عبد الحكيم، محامي وأحد مؤسسي مجموعة للاستثمارات: " اللاجئين والمهاجرين عندهم تفاني في العمل وتفرغ تام بيساعد المصنع إنه يكبر ويحقق إيرادات أعلى، عشان كدة هما عامل ضروري لنجاح أي مستثمر في مصر".

تستضيف مصر أكثر من 260 ألف لاجىء وطالب لجوء مسجل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من 58 جنسية مختلفة. والجدير بالذكر إن غالبية اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر كانوا من الفئات الأكثر احتياجًا من قبل انتشار جائحة كوفيد-19، وتأثروا بشكل أكبر بالظروف المتغيرة التي مر بها العالم خلال العام الماضي، حيث فقد الكثيرون من بينهم مصدر دخلهم ولم يتمكنوا من الاستمرار في توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم.

وتساعد المفوضية اللاجئين وطالبي اللجوء على إعالة أنفسهم وأسرهم من خلال تزويدهم بالتدريب ومساعدتهم في إيجاد سوق لمهاراتهم وسلعهم.

جاءت زيارة تامر لمصنع كأول حلقة من برنامج "مش مجرد لاجىء" الذي تقوم المفوضية بإنتاجه؛ لتسليط الضوء على قصص ومهارات اللاجئين واللاجئات من مختلف الجنسيات المقيمين في مصر، للمشاركة في فاعليات يوم اللاجىء العالمي لهذا العام والذي يأتي في العشرين من يونيو من كل عام.

ويضم البرنامج أربع حلقات مختلفة تتناول مهارات اللاجئين وتبرز حكاياتهم وسط أجواء مختلفة من الرسم ولعب كورة القدم والعمل بتفاني من أجل توفير حياة كريمة لأسرهم.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2