يشهد المجتمع المصرى حالة غير مسبوقة فى هجرة الشباب إلى الخارج بحثاً عن فرصة عمل ولكن بطريقة غير شرعية .
وعن تلك القضية يقول الباحث إبراهيم عبدالحليم الحضرى ، باحث علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ، الهجرة والانتقال من بلد إلى بلد آخر يعد من أولويات الشباب لكى ينعموا بحياة سعيدة فى المستقبل ، لكن فى بعض الأحيان يتعرضون للكثير من المخاطر ويلقوا حتفهم، فعلى سبيل المثال هجرة الشباب إلى الأراضى الليبية بحثاً عن حياة جديدة، فيقومون بالتسلل عبر الجبال داخل الصحراء ويتعرضون للمخاطر وقليل منهم من يصل والباقى يموتوا جوعاً وعطشاً ، وهناك فئة أخرى تحلم بالرفاهية ويحاولون الهجرة إلى البلدان الأوروبية لكى ينعموا بحياة أكثر رفاهية، فيهاجرون عن طريق البحر بمراكب متهالكة وتزيد حمولاتها عن عمر المركب التى يركبون فيها والكثير منهم يموتون غرقاً ، ويتابع أستاذ علم الاجتماع، أن كل هذا يرجع إلى الظروف الإقتصادية التى يعانى منها الناس فى مجتمعنا، ولكن العامل الأساسى هو الزيادة والانفجار السكانى الهائل فى المجتمع المصرى ، وقلة الوعى بالمخاطر التى تتعرض لها الأسرة نتيجة هذه الزيادة ، ويوضح أستاذ إبراهيم، إن الكثافة السكانية أدت إلى تدهور دخل الفرد وعدم تلبية احتياجاته الأساسية من المأكل والمشرب وعدم وجود دخل ثابت للأسرة، مع ارتفاع نسبة البطالة داخل المجتمع ، كل هذا أدى إلى تفكير بعض الشباب فى الهجرة إلى الخارج بحثاً عن فرص عمل من أجل الإرتقاء بالأسرة وتلبية الاحتياجات .
وأوضح " الحضرى" أنه عندما يريد الشباب الهجرة يسلكون الطرق الغير شرعية لأنها أقل تكلفة ولا يعلمون المصير الذى ينتظرهم والمخاطر التى يتعرضون لها جراء هذا التفكير ، إما أن يموت وتفقد الأسرة أحد أبناءها وإما أن يصل ويعيش حياته مهاناً أو يعود إلى بلده منكسراً .
وأشار باحث علم الاجتماع ، إلى ضرورة وأهمية زيادة الوعى داخل الأسرة فى تنظيم النسل، حتى يتمكن من يعول الأسرة بتلبية الإحتياجات الأساسية وأن ينعم بحياة راضية داخل المجتمع ، دون التفكير فى الهجرة إلى دول أخرى .
ويكشف أستاذ إبراهيم أن الشباب يلجأوا إلى بعض السماسرة الذين يتبعون الطرق غير الشرعية، ويطلبون منهم مبالغ للهجرة ويشجع السمسار الشخص المهاجر على استقطاب المزيد من الشباب مقابل عمل تخفيض لهم ولا يعلمون كيف يكون مصيرهم .
ومن هنا يؤكد أستاذ إبراهيم، على أهمية زيادة الوعى لدى الشباب وأن يكونوا مدركين حجم المخاطر التى يتعرضون لها وأن يتبعوا الطرق الشرعية حفاظاً على أرواحهم إذا كانوا يريدون الهجرة بحثاً عن فرصة عمل جديدة ، ولا يسمحوا لأحد أن يضلل عقولهم .