كعضو مراقب.. توابع انضمام إسرائيل للاتحاد الإفريقي

كعضو مراقب.. توابع انضمام إسرائيل للاتحاد الإفريقيالاتحاد الإفريقي

عرب وعالم4-8-2021 | 02:12

رأى محللون سياسيون أن قرار انضمام إسرائيل للاتحاد الإفريقي كعضو مراقب سوف يعزز دور الدولة العبرية في القارة السمراء، وسيكون له تداعيات سلبية على الموقف الإفريقي من القضية الفلسطينية، وطبيعة القرارات التي يصدرها الاتحاد.

وأعلنت إسرائيل أخيرا الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب للمرة الأولى منذ العام 2002.

وتملك إسرائيل علاقات مع 46 دولة من إجمالي 55 دولة في إفريقيا، وذلك بعد أن جددت في السنوات الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد وغينيا، كما أعلن السودان الذي انضم إلى اتفاقات أبراهام قبل أشهر قليلة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وبمجرد إقامة العلاقة مع الاتحاد الإفريقي، سيتمكن الطرفان من التعاون في عدة مجالات، من بينها منع انتشار الإرهاب في جميع أنحاء القارة، بحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، حصلت وكالة الأنباء الصينية على عدد من التعليقات على هذا الأمر، فقال بركات الفرا سفير فلسطين الأسبق بالقاهرة، ومندوبها السابق بجامعة الدول العربية، إن إسرائيل سعت للانضمام كمراقب في الاتحاد الإفريقي من أجل تطوير علاقاتها مع إفريقيا، التي تعد قارة كبيرة تضم 55 دولة.

وأضاف الفرا، وهو رئيس جمعية الصداقة المصرية الفلسطينية، أن إسرائيل تسعى لإقامة علاقات قوية مع الدول الإفريقية، حتى يؤيدوها في أي تصويت بالأمم المتحدة، فضلا عن تعزيز علاقاتها ومشاريعها الاقتصادية في القارة السمراء.

وتابع: وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد اعتبر قرار انضمام بلاده للاتحاد الإفريقي كعضو مراقب يوم عيد لكن نحن نعتبره يوم نكبة.

وأوضح: هذا القرار سوف يكون له تأثير سلبي على القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي صرح بأن القرار لن يؤثر على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، لكن أشك في ذلك.

وحذر من أن هذا القرار سيمهد الطريق لتطبيع إسرائيل علاقاتها مع باقي الدول الإفريقية، لأن القرار يتيح ل إسرائيل حضور اجتماعات الاتحاد الإفريقي على كل المستويات.. وبالتالي ستعمل على إقامة علاقات مع كل الدول الإفريقية.

ودعا الفرا الدول العربية والإفريقية الصديقة إلى العمل على إلغاء هذا القرار، الذي اتخذ دون تصويت على مستوى الرؤساء أو الوزراء.

ولفت إلى أن الجزائر تتبني، بجانب 13 دولة، عملية إلغاء هذا القرار.

من جهته، قال الدكتور جهاد الحرازين أستاذ النظم القانونية والعلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن إسرائيل تسعى منذ سنوات لأن تكون عضوا مراقبا بالاتحاد الإفريقي، من أجل اختراق الموقف الإفريقي وتحسين صورتها أمام الشعوب الإفريقية.

وتابع الحرازين: إسرائيل عملت خلال السنوات الماضية على التغلغل داخل القارة الإفريقية، مستخدمة كل الوسائل، حتى تؤثر على الدول الإفريقية خاصة أن هناك موقفا إفريقيا موحدا تجاه القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الاحتلال.

وأردف أن إسرائيل استطاعت أن تحصل على قرار من الأمانة العامة للاتحاد الإفريقي بأن تكون عضوا مراقبا، حيث إن العضو المراقب ينحصر دوره فقط في حضور الجلسات دون أن يكون له حق التصويت أو المشاركة في اتخاذ القرارات التي تصدر عن الاتحاد الإفريقي.

ومع ذلك، رأى الحرازين أن حضور إسرائيل سيكون له تداعيات مؤثرة على طبيعة القرارات التي تتخذ في الاجتماعات، حيث سيحدث نوع من تحسين الصورة الإسرائيلية ووقف حالة التأييد المطلق للحق الفلسطيني.

وأضاف أن إسرائيل بعدما وجدت أن الاتحاد الإفريقي له موقف موحد تجاه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، عملت على اختراق موقفه ومحاولة تحييد بعض الدول الإفريقية من خلال بناء شراكات وعلاقات اقتصادية وعسكري.

وأشار إلى أن هناك عملا يجرى على قدم وساق من قبل الدبلوماسية الفلسطينية والعربية في محاولة لوقف حالة التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا، خاصة أن الأخيرة تضم 55 دولة لها حق التصويت في الأمم المتحدة، ويعتمد عليها الموقف الفلسطيني في معظم المناسبات الدولية لاتخاذ قرارات مؤيدة بالقضية الفلسطينية.

بدوره، رأى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن إصدار قرار من قبل الاتحاد الإفريقي بانضمام إسرائيل إليه كعضو مراقب يثير علامات استفهام حول طبيعة العلاقات الإسرائيلية مع الدول الإفريقية في هذا التوقيت.

وأردف فهمي: أظن أن القرار تم الترتيب له من قبل تكتل إفريقي له دور في عودة إسرائيل كمراقب في الاتحاد.

وأوضح أن إسرائيل ستحضر بموجب هذا القرار كل الأنشطة القادمة للاتحاد الأفريقي، وهذا يترجم الدبلوماسية الناجحة للجانب الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، وبطبيعة الحال سوف يؤثر ذلك على أنماط التصويت للاتحاد سواء كان داخل مؤسسة الاتحاد أو في الأمم المتحدة، كما سيؤثر على القضية الفلسطينية.

وتابع: أعتقد أن مجمل الحضور الإسرائيلي في الاتحاد الإفريقي سوف يمثل مشكلة، لأن إسرائيل سوف تكون لاعب قوي ومؤثر داخل القارة الإفريقية.

وتوقع أن يكون الاتحاد الإفريقي في المرحلة المقبلة ساحة للمواجهات، في ظل رفض الرفض العربي الذي تقوده الجزائر لقرار انضمام إسرائيل كعضو مراقب.

أضف تعليق