هل ممارسة الألعاب الإلكترونية حرام؟.. الإفتاء توضح

هل ممارسة الألعاب الإلكترونية حرام؟.. الإفتاء توضحالألعاب الإلكترونية - صورة أرشيفية

الدين والحياة25-5-2022 | 05:18

كشفت دار الإفتاء عن حكم الشرع فى ممارسة الألعاب الإلكترونية المنتشرة حاليا سواء على أجهزة الجوال، أو على الإنترنت.

وقالت الإفتاء، إنه يجوز ممارسة الألعاب الإلكترونية إذا كانت تعود على الإنسان بالنفع، وتساعده فى تنمية الملكات وتوسعة القدرات الذهنية، وكانت خالية من أى محظور شرعى وأخلاقى، ولا تعود بالسلب على الإنسان نفسيًّا أو أخلاقيًّا، ولا تأخذ وقته كاملًا.

وأضافت: "يجب أن تكون هذه الألعاب مصرح بها قانونًا فى البلاد، وبالنسبة للأطفال يجب أن تكون هذه الألعاب مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، وأن تكون هذه الألعاب تحت إشراف الوالدين".

وتابعت: "من المعلوم أنَّ نفسية الطفل مفطورة على الميل إلى اللعب والمرح، والشرع الشريف أجاز اللعب الذى فيه فائدة تربوية تعود بالنفع على الطفل؛ ليقوم بدورٍ إيجابى فى خدمة دينه ومجتمعه، فعن ابن عمر رضى الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عَلِّمُوا أَبنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمى، وَالمَرأَةَ المِغزَلَ" رواه البيهقى.

واستطردت الإفتاء: "وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِى أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ متفق عليه. والنُّغَرُ: هو البلبل".

وقد استفاد العلماء من هذه الأحاديث أنه يجوز للوالدين ترك الولد للعب النافع إذا لم يكن فى هذا اللعب شيء من المحرمات، ومن ألعاب الأطفال فى العصر الحديث، الألعاب الإلكترونية أو ألعاب الفيديو، وقد أصبحت من أهم أنواع الألعاب بالنسبة للأطفال والمراهقين فى كثير من البيئات حتَّى جعلها الأطباء النفسيون عاملًا رئيسيًّا فى تشخيص بعض الأمراض النفسية لدى الأطفال.

وتابعت: "والذى ذهبت إليه دار الإفتاء المصرية هو أنَّ حكم ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية قد تكون جائزة، وقد تكون غير جائزة، وذلك على النحو التالى:

أولًا: تكون ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية غير جائزة إذا توفر فيها أحد أشياء التالية:

إذا رَبَّت فى نفسية الطفل العنف وحب السيطرة والعدوانية.
إذا أَدَّت إلى الإدمان؛ بحيث تشغل جميع أوقات الطفل، فلا يجد وقتًا للمذاكرة أو الدراسة أو التكلم مع أحد.

إذا أَدَّت إلى الاكتئاب والقلق أو الانتحار.

ثانيا، تكون ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية جائزة إذا توفرت فيها هذه الشروط

أن تكون هذه الألعاب الإلكترونية مناسبة للمرحلة العمرية للطفل.
تعود بالنفع على الطفل وتساعده فى تنمية الملكات أو توسعة القدرات الذهنية.

تُرَوِّح عن نَفس الطفل وتُشبِع رغبته فى اللعب، بشرط ألا يكون فيها ممارسة قمار أو قتل، أو مشاهد إباحية، أو أى محظور شرعى وأخلاقى.

لا تعود بالسلب على الطفل نفسيًّا أو أخلاقيًّا، فيختار له من الألعاب ما يناسب طبيعته ويفيد فى بنائه وتربيته.

لا تأخذ وقت الطفل كله، بل يكون ذلك فى بعض الأوقات المناسبة؛ حتى لا ينشغل الطفل بها عن أداء واجباته ومتطلباته، أو تؤثِّر على صحته وعقله.

أن تكون هذه الألعاب تحت إشراف ولى أمر الطفل؛ وذلك لمراقبة سلوك وأخلاق الطفل.

لا تكون هذه الألعاب الإلكترونية محظورة قانونًا فى البلاد؛ لأنها تشجع على ارتكاب ممارسيها الجرائم والجاسوسية ضد أوطانهم.. والله سبحانه وتعالى أعلم.

أضف تعليق