انطلقت اليوم فعاليات "معرض فارنبره الدولي للطيران" 2022- FIA في المملكة المتحدة، في نسخته الـ52، في ظل أوضاع اقتصادية عالمية حرجة وبيئة جيوسياسية مضطربة تشهدها القارة الأوروبية والعالم جراء حمى شراء سلاح انتابت بلدان الاتحاد الأوروبي وأعضاء حلف "الناتو" إثر اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية في فبراير الماضي. ويراهن عدد من المحللين على تحقيق المعرض لمستوى صفقات قياسية في ضوء تلك الأوضاع العالمية المضطربة.
بعد غياب 4 سنوات منذ دورته الأخيرة في 2018، يعود معرض "فارنبره الدولي للطيران" للانعقاد حتى الثاني والعشرين من يوليو الجاري لاستضافة كبار المبتكرين والمطورين في عالم صناعات ال طيران والفضاء والصناعات الدفاعية وغيرها من المجالات ذات الصلة ليتواصلوا مع الوفود الرسمية العسكرية والمدنية من من جميع قارات العالم.
يُعرف عن "معرض فارنبره الدولي للطيران" FIA، الذي انطلقت أولى دوراته في عام 1948، انعقاد فعالياته على مدار أسبوع كامل خلال شهر يوليو من كل عامين، ويخصص خمسة أيام منها للوفود الرسمية المشاركة والصفات التجارية، ويفتح المعرض أبوابه للجمهور العادي في اليومين التاليين، أما دورته الراهنة فقد اقتصرت فعالياتها على خمسة أيام.
عادة ما يشهد "معرض فارنبره" إقبالاً من كبرى شركات صناعة الطائرات والفضاء في أرجاء العالم التي تسعى لتحقيق مزيد من الاستفادة والشراكات والمتابعة لأحدث الابتكارات والتكنولوجيات والمنتجات الجديدة والمتطورة في عالم ال طيران والفضاء والصناعات الدفاعية، التي تحرص كبرى الشركات الدولية والعالمية على الكشف عنها لأول مرة للفت الانتباه إلى منتجاتها الحديثة لجذب المزيد من العملاء الجدد وإبرام عقود و صفقات على هامشه.
ورغم الصعوبات الاقتصادية وموجات التضخم التي ضربت العالم في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وتضرر سلاسل الإمداد العالمية جراء الحرب الروسية الأوكرانية، يتوقع العديد من المراقبين والدوائر الاستراتيجية أن تشهد دهاليز معرض فارنبره عقوداً ضخمة ل صفقات في مجال ال طيران والفضاء، ولاسيما "الطائرات بدون طيار" (المسيرات)، التي كشفت الحرب الأوكرانية عن دورها الفعال في ضرب الدفاعات الجوية وتكبيد القوات البرية خسائر غير متوقعة.
فيما يرى محللون أن الكثير من أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو" شرعوا في التخلي عن شح الإنفاق على الموازنات الدفاعية، وبدأ أعضاء "الناتو" زيادة نفاقاتهم الدفاعية لتتماشى مع التزامات الحلف للوصول بها إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وكان أبرزها ألمانيا التي تركت تحفظها التقليدي وأعلنت خطة إنفاق ما يزيد على 100 مليار دولار لإعادة تسليح للجيش الألماني، فضلاً عن تخلي أعضاء آخرون عن سياسات الحياد المعهودة مثل فنلندا والسويد، اللتين تقدمتا للحصول على عضوية الحلف في الاجتماع الاستثنائي الأخير له، والذي استضافته مدريد في 28 يونيو الماضي.
ويتوقع مراقبون أن تشهد فعاليات "فارنبره" في نسخته الـ52 اقبالاً متزايداً من العارضين والوفود الرسمية والعسكرية والشركات الدفاعية والتكنولوجية.
شهدت الدورة السابقة للمعرض في 2018 مشاركة أكثر من 1500 شركة عارضة من 48 دولة، وشهدت مشاركة 79 من بين أكبر 100 شركة عالمية كبرى متخصصة في صناعات ال طيران والفضاء، وتجاوزت نسبة المشاركة من خارج المملكة المتحدة 70 في المائة، كما شارك فيه 156 وفداً رسمياً مدنياً وعسكرياً، و أكثر من 80 ألف زائر من 90 دولة من أرجاء العالم، وشهد مستوى قياسياً من ال صفقات المبرمة على هامشه التي قفزت إلى 192 مليار دولار، بزيادة تقترب من 3 أمثال عمّا سجلته النسخة السابقة في 2016 حين بلغت 5ر67 مليار دولار في 2016.