نظم مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) جلسة فنية بعنوان " الهيدروجين الأخضر .. هو مستقبل الطاقة المستدامة" وذلك ضمن فعاليات منتدى البيئة والتنمية 2022 والذي ينظمه المجلس العربي للمياه تحت رعاية وزير الخارجية سامح شكري ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، وتنطلق هذه الدورة تحت شعار "الطريق إلى شرم الشيخ – مؤتمر التغيرات المناخية"، تمهيدا للحدث البيئي الأبرز عالميا وهو مؤتمر التغيرات المناخية المنعقد في شرم الشيخ بمصر في نوفمبر المقبل والذي استمر لمدة ٣ أيام بأحد فنادق القاهرة .
وألقت الجلسة الضوء على الفرص والتحديات التي تواجهها مصر من أجل إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر كأحد أهم مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، فضلا عن فرصها المستقبلية لتكون مصدرا لإمداد الدول المحيطة به. فبينما أصبحت الدول الآن في سباق مع الزمن للبحث عن مصادر للطاقة الخضراء وإحلالها محل المصادر غير المتجددة، تحظى مصر بفرص واعدة لتأسيس سوق ناشئة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره للدول المحيطة كونها تتمتع بالموارد والإمكانيات التي تؤهلها لذلك ولما لديها من وفرة في مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء اللازمة لاستخراج الهيدروجين الأخضر من المياه. وقد اتخذت الحكومة المصرية مؤخرا خطوات جادة وعاجلة نحو ذلك، كما قامت بتحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتضمين الهيدروجين الأخضر ضمن مصدر الطاقة المستدامة وما يتبع ذلك من إجراءات تنفيذية.
صرح الدكتور أحمد مهينة وكيل أول الوزارة للبحوث والتخطيط ومتابعة الهيئات بوزارة الكهرباء و الطاقة المتجددة أن "مصر تخطط لأن تكون لاعبا رئيسيا في مجال الهيدروجين الأخضر. وفي هذا الإطار يتم حاليا إعداد الاستراتيجية الخاصة بإنتاج واستخدام وتصدير الهيدروجين الأخضر وبالفعل قامت الدولة بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع ١٦ من كبرى الشركات الاستثمارية المتخصصة لتنفيذ عدد من المشروعات الرائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، مما ينبئ بأن مصر سيكون لها مكانة متميزة في هذا المضمار".
وحول نقل الهيدروجين أشار الدكتور سمير القريش نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي (إيجاس) في محاضرته إلى أنه هناك خيارات كثيرة لنقل الهيدروجين الأخضر وكل ختيار له إيجابيات وسلبيات يجب اخذها في الاعتبار، ومن ثم اختيار افضل أسلوب للنقل.
وقالت الدكتورة أنهار حجازي خبير الطاقة والتنمية المستدامة "إن اعتماد النيتروجين الأخضر كواحد من عناصر التحول في نظام الطاقة المصري هو توجه متعدد الجوانب والفوائد، ويمكن أن يسهم في تحقيق استدامة التنمية، إلا أنه لن يحدث بين عشية وضحاها، حيث يتطلب جهودا واستثمارات متعددة. كما يدخل في منافسة مع تقنيات وأساليب أخرى لتحقيق التحول المنشود. وقد بذلت الحكومة المصرية جهودا مقدرة في التحرك نحو استيعاب تقنياته وتطوير تطبيقاته من خلال إعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين وعدد من المشروعات الخضراء لاستخدامه والتي ستعرض على مؤتمر التغيرات المناخية بشرم الشيخ".
والجدير بالذكر أن الجلسة النقاشية كانت برئاسة د. حسام علام المدير الإقليمي لبرنامج النمو المستدام بسيداري وتنوع برنامج الجلسة ليشمل عروض كما تمت مداخلات ثرية قدمها نخبة من خبراء الطاقة بمؤسسات الدولة والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص.