نشرت وزارة الخارجية، بيان شرح التصويت الذى ألقاه مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، بعد التصويت على قرار الجميعة العامة للأمم المتحدة الخاص بأوكرانيا، يوم الأربعاء.
وذكر البيان، أن مصر صوتت لصالح القرار المعروض على الجمعية العامة؛ اتساقا مع موقفها المبدئى المتمسك بمقاصد ومواد ميثاق الأمم المتحدة، من حيث نبذ التهديد أو استخدام القوة فى العلاقات الدولية، والجنوح إلى الوسائل السلمية لحل المنازعات، واحترام سيادة الدولة الوطنية ووحدة أراضيها، وهو ما دأبت عليه مصر عبر العقود السبعة الماضية.
نص البيان:
بیان مصر التفسيرى عقب التصويت على قرار إدانة الاستفتاءات الروسية لضم أراضى أوكرانية
(نيويورك، 10 أكتوبر ۲۰۲۲)
1- لقد صوتت مصر لصالح القرار المعروض على الجمعية العامة؛ اتساقا مع موقفها المبدئى المتمسك بمقاصد وموادميثاق الأمم المتحدة، من حيث نبذ التهديد أو استخدام القوة فى العلاقات الدولية، والجنوح إلى الوسائل السلمية لحلالمنازعات، واحترام سيادة الدولة الوطنية ووحدة أراضيها، وهو ما دأبت عليه مصر عبر العقود السبعة الماضية،بإعتبارها دولة مؤسسة للأمم المتحدة، وذلك دون أن تحيد عن هذه المبادئ أو تتنصل منها فى أى مرحلة.
2 - هذا، وتؤكد مصر مجددا مطالبتها لطرفى النزاع الروسى/ الأوكرانى، وكل الأطراف المؤثرة، بضرورة التوصل إلى حل تفاوضى يراعى شواغل جميع الأطراف دون استثناء، ويوقف القتال والتدمير والآثار الإنسانية السلبية التى تلحق بالمدنيين جراء هذا النزاع، وبما يحقق مصالح الطرفين بشكل متساو؛ ضمانا لتحقيق الاستقرار والأمن الدوليين.
3- إن الموقف الراهن يدعو المجتمع الدولى إلى وقفة للتساؤل.. هل كان من الممكن تفادى حدوث هذه الأزمة؟ وماذا لو كانقد تم تغليب صوت العقل ولغة الحوار؟ ماذا لو استمع كل طرف لشواغل الآخر، وتم التوصل إلى تسوية ترضى جميع الأطراف؟ ألم نكن الآن فى موقع أفضل لعالمنا ودولنا وشعوبنا التى تعانى، والتى تستحق الأفضل.
4- إننا نؤكد على أهمية التوقف عن ازدواجية المعايير والمفاضلة بين المصالح والمبادئ فى معالجة القضايا الدولية، التي وإن استمرت فلن تفرز سوى مزيد من تصدير الأزمات لنظامنا الدولى المعاصر بل ستؤدى إلى تفاقمها وسيظل النظام الدولى القائم عاجزا عن معالجتها والتعاطى معها بشكل فعال، مما سيفضى فى النهاية إلى خلق نظام عاجز عن التفاعل الإيجابى مع متطلبات أطرافه.
5 ـ كذلك، لابد أن ننوه بطبيعة هذه الأزمة التى تمس العالم بأسره، وتؤثر على اقتصاداته سلبا، وتظل الدول النامية، ومن بينها مصر، هى الأكثر تأثرا على صعيد الأمن الغذائى وأمن الطاقة، وتوافر السلع والحبوب التى تمثل غذاء أساسيا لشعوبها، فضلا عن عجز موازنات هذه الدول الذى يظل فى ارتفاع متزايد، مع تناقص لفرص العمل وتزايد لمعدلات البطالة، وذلك دون أن تجد آذانا صاغية لما تواجهه من مشكلات أو تفاعل جاد لتجاوزها والتغلب عليها.
6- إن مصر تدعو من خلال هذا المنبر الأممى إلى تغليب صوت العقل ولغة الحوار، والامتناع عن أى عمل من شأنه تأجيج الأزمة الراهنة، وإلى تكريس الجهود الدولية من أجل تسوية هذه الأزمة قبل أن تتطور إلى نقطة اللاعودة، وتكلف الجميع خسائر فادحة وثروات طائلة، كان يتعين توجيهها لصالح التنمية والتقدم والخير لجميع الأطراف.