حكم الكلام عند سماع الأذان

حكم الكلام عند سماع الأذانالأذان

الدين والحياة17-1-2023 | 04:21

كشف دار الإفتاء المصرية عن حكم الكلام عند سماع الأذان.

وقالت الإفتاء، على موقعها الإلكترونى على شبكة الإنترنت: "شُرِع الأذان للإعلام بدخول وقت الصلاة؛ فقد روى الشيخان فى صحيحيهما عن مالك بن الحويرث رضى الله عنه، أنَّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ".

وقد ورد فى السنة المطهرة ما يدل على استحباب متابعة المؤذِّن وإجابته بترديد الأذان خلفه لكلِّ من سمعه؛ فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه: أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ" متفق عليه.

وأضافت الإفتاء: "فيُسَنّ لمَن يسمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذِّن إلَّا فى الحيعلتين، وهى قول المؤذِّن: "حى على الصلاة، حى على الفلاح"، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، وعند قول المؤذِّن فى صلاة الفجر: " الصلاة خير من النوم"، يقول السامع: "صدقت وبررت"، وعند قول المؤذِّن فى الإقامة: "قد قامت الصلاة"، يقول السامع: "أقامها الله وأدامها؛ يُنظر: "بدائع الصنائع".

وتابعت: "ذهب بعض الحنفية إلى أن المستمع يقول عند سماعه الحيعلتين: "حى على الصلاة، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، "حى على الفلاح، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، وفصَّل بعضهم بأن يأتى بالحوقلة مكان "حى على الصلاة"، ويقول: "ما شاء الله كان" مكان "حى على الفلاح"؛ يُنظر: "رد المحتار" للعلامة ابن عابدين".

وقد نصَّ جمهور الفقهاء؛ من الحنفية والشافعية والحنابلة على أنَّ شأن المسلم حال سماع الأذان أن يكون مُنصتًا له، مُنشغلًا بترديده، وألَّا ينشغل بالكلام ولا بشيءٍ من الأعمال سوى الإجابة؛ لأنَّ الأذان يفوت وغيره من الأعمال باقية يمكن تداركها، وهذا على سبيل الاستحباب.

وفى هذا الصدد، قال العلامة الزيلعى الحنفى فى "تبيين الحقائق": "ولا ينبغى أن يتكلَّم السامع فى الأذان والإقامة، ولا يشتغل بقراءة القرآن ولا بشىءٍ من الأعمال سوى الإجابة، ولو كان فى القرآن ينبغى أن يقطع ويشتغل بالاستماع والإجابة".

وقال الإمام النووى الشافعى فى "المجموع": "قال أصحابنا: ويستحب متابعته لكلِّ سامعٍ من طاهرٍ ومحدثٍ وجنبٍ وحائضٍ وكبيرٍ وصغيرٍ؛ لأنه ذِكرٌ، وكل هؤلاء من أهل الذكر.. فإذا سمعه وهو فى قراءة أو ذكرٍ أو درسِ علمٍ أو نحو ذلك: قطعه وتابع المؤذِّن ثم عاد إلى ما كان عليه إن شاء".

ونصَّ المالكية أيضًا على استحباب متابعة الأذان وترديده، إلَّا أنَّهم أجازوا الكلام أثناء سماعه؛ قال العلامة الحطاب فى "مواهب الجليل"؛ قال فى "الطراز": ويجوز الكلام والمؤذِّن يؤذِّن، وقد كانت الصحابة تفعله، ففى "الموطَّأ": أنَّهم كانوا يصلُّون يوم الجمعة حتى يخرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه فإذا جلس على المنبر، وأذَّن المؤذنون، جلسنا نتحدَّث فإذا سكت المؤذِّن، وقام عمر يخطب، أنصتنا فلم يتكلم أحد منَّا".

وبناءً على ما سبق: فيستحب الإنصات للأذان، والانشغال بترديده، وترك الكلام، وعدم الانشغال بغيره من الأعمال، إلَّا أن تدعو للكلام حاجة فإنَّه يجوز حينئذٍ من غير كراهة.

أضف تعليق

إعلان آراك 2