«في أعمالهن لا يبحثن عن الشهرة ويتجنبن الأضواء ويعملن بلا صخب إعلامي ويقدمن خدمات مفيدة للشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام دون أن يبحثن عن التقدير أو ينتظرن المقابل، جهودهن مثمرة ومؤثرة بشكل إيجابي في المجتمع مما يجعلهن نجمات زاهرة تتلألأ بقوة.. ولكن في الظل بعيدا عن أضواء الإعلام».
يمثل الشباب فى مصر أكثر من نصف المجتمع وتُولى الدولة المصرية اهتماما كبيرا بقطاع لشباب الذى يواجه متغيرات كثيرة وحادة على مستوى العالم ويواجه تحديات تقنية وتكنولوجية وفكرية وثقافية ضخمة، وفى هذا الشأن تبذل وزارة الشباب والرياضة جهودا ضخمة فى مختلف المجالات والأنشطة لكى تحافظ وتحمى وتُنمى هذه الثروة البشرية التى يعتبرها الكثيرون مستقبل مصر القريب، ف الشباب هم الطاقة والقوة والأمل والغد، هكذا يؤمن الكثيرون ومن بينهم نجمتنا التى أخذت على عاتقها حماية هذا القطاع المثمر من أى أخطار تواجهه واستخدمت وظيفتها كسلاح ودرع تحميه وتساعده على مواجهة المخاطر والتحديات والمتغيرات التى يواجهها الشباب وتعمدت تسليحهم بسلاح الوعى والثقافة، وتنمية مواهبهم وقدراتهم الذهنية والثقافية حتى يكونوا قادرين على خوض غمار معاركهم الثقافية والفكرية ومواكبة التطور التكنولوجى الكبير الذى يشهده العالم بما فيه من قفزات كبيرة فى التطور وتشابكات علمية وتقنية وفكرية معقدة.
استثمار مهارات
نجمتنا الأولى اسمها، سميرة ربيع بدر، وتعمل منسقة النادى الثقافى بمديرية الشباب بالجيزة؛ وتقول: نعمل من خلال النادى الثقافى بمراكز الشباب المنتشرة على مستوى المحافظة على توعية الشباب بمختلف القضايا اليومية والحياتية التى تساعدهم على فهم المتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية وغيرها من القضايا الهامة التى تحدث حولهم ونساعدهم على اكتشاف مهاراتهم الثقافية والأدبية والعلمية من خلال تقديم الندوات وورش العمل المتنوعة لهم بحيث تساعدهم فى تطوير مواهبهم ومهاراتهم واستثمار قدراتهم الذهنية والعقلية بما ينعكس عليهم وعلى المجتمع كله بشكل إيجابى بناء.
وتضيف: هذه الندوات تقدم لهؤلاء الشباب المعلومات العلمية والأدبية والثقافية التى يحتاجونها وتساعدهم فى البحث عن إجابات لأسئلتهم المُلحة، كما تساعدهم فى تكوين شخصياتهم الثقافية، بالإضافة إلى أن تنوع المحاضرات وورش العمل يمنح أصحاب المهارات الثقافية والعلمية والأدبية سبيلا إلى توسيع مدركاتهم وتطوير مواهبهم من خلال التركيز عليها والاستفادة من خبرات المحاضرين العلمية والعملية مما يعظم من استفادتهم منها، وعندما يجد الشباب هذه الأبواب المفتوحة لتطويره وتنميته والاهتمام بمواهبه فإنه سيلجأ إليها وإلى كل الأبواب التى تشبهها وبالتالى سيبتعد عن الأبواب التى قد تجتذبه إلى أمور سيئة أو ضارة أو غير مفيدة، لأنه تذوق طعم الأبواب والسبل الإيجابية وأدرك فوائدها ومميزاتها وتأثيرها الجيد عليه، فأصبح من السهل عليه أن يدرك خطورة السبل والأبواب السلبية ويبتعد عنها تماما.
وتختتم: نتعامل مع الشباب فى هذه المرحلة العمرية بميزان من الذهب لأنهم يحتاجون إلى التعبير عن أنفسهم وعن شخصياتهم ويبحثون عن إجابات لأسئلة تشغل تفكيرهم فى عالم يشهد متغيرات ثقافية وتكنولوجية رهيبة جدا ومعقدة ولذلك نعمل على احترام عقولهم ومخاطبتها بالشكل اللائق ومساعدتهم على طرح رؤاهم وأفكارهم داخل إطار سليم ونتعامل معهم كأبنائنا ونحاول دائما أن نحتويهم ونحتضن آرائهم ومشاعرهم وأفكارهم ونجعلهم يشعرون بالثقة والأمان.
ألقاب النجاح
أما نجمتنا الثانية فهى الأولى والأبرز فى مجال العمل التطوعى وسيدة من أنشط سيدات المجتمع المدنى الداعم للشباب والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، فالدكتورة دليلة مختار، هى رئيسة مجلس أمناء مؤسسة المجلس الوطنى للشباب حاليا، وهى النائب العلمى لقطاع التنمية المستدامة بالاتحاد العربى للمرأة المتخصصة التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية وجامعة الدول العربية، وهى أيضا عضو مؤسس بالاتحاد العربى للمرأة المتخصصة، كما أنها عضو بالعديد من الجمعيات واللجان منها رئيس لجنة حقوق الإنسان بالجمعية العربية للتحكيم الإلكتروني.
وتشغل منصب مديرة شبكة الرائدات العربيات العالمية بجمهورية مصر العربية والمسجلة بالأمم المتحدة.
وتعمل د. دليلة أيضا كمستشار التخطيط والتطوير والتدريب بالمجلس العربى للقضاء العرفى، فضلا إلى كونها أستاذا محاضرا فى مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية والأجنبية فى التحكيم التجارى الدولى وصياغة العقود باللغتين العربية والفرنسية والمصطلحات القانونية باللغتين الفرنسية والإنجليزية، كما شغلت منصب رئيس الأكاديمية الدولية للعلوم الإدارية 2011-2012م.
كل هذه المناصب والألقاب العلمية والإدارية التى اقترنت باسمها لم تكن بغرض الوجاهة الاجتماعية أو الاستعراض الوظيفي، بل كانت هى أوسمة تقدير لما بذلته من جهود وخدمات قدمتها من خلال فعاليات وندوات ومحاضرات تدريبية وأنشطة وورش عمل تهدف حميعها إلى دعم قطاعى الشباب والمرأة، كما أنها أولت اهتماما كبيرا بقطاع ذوى الاحتياجات الخاصة وقدمت لهم فعاليات داعمة ومـحفزة وساعدت عددا كبيرا منهم فى تجاوز العثرات التى تواجهه وفتحت لعدد آخر أبواب العمل والأمل وساهمت مع آخرين فى تحقيق مشروعاتهم التى طالما حلموا بها ولم يستطيعوا تنفيذها، وقدمت الدعم المعلوماتى والقانونى والتدريبى للآلاف من هذه القطاعات المجتمعية المهمة.
جهود مؤثرة
وتقول دليلة: «حصلت على درجة الدكتوراة وموضوعها الجوانب القانونية لحماية المنافسة فى إطار العولمة وأثرها على المستهلك دراسة مقارنة، جامعة القاهرة، ودرجة الماجستير فى قانون الأعمال الدولي، وكان موضوع الرسالة تنفيذ وبطلان أحكام التحكيم دراسة مقارنة باللغة الفرنسية من معهد قانون الأعمال الدولى بجامعة القاهرة وجامعة السربون دفعة سنة 2000، وليسانس كلية العلوم القانونية والإدارية من كلية الحقوق جامعة السانيا بوهران الجزائر دفعة سنة 1995، كما حصلت على ماجستير فى الموسيقى «سولفاج» وعزف على آلة الكمان من «كونسارفتوار» وهران الجزائر دفعة سنة 1990م ، وتشرفت بالمشاركة فى تصميم نموذج محاكاة حكومة الدولة المصرية وآليات تنفيذه المبتكرة والمحاضرة به منذ نوفمبر 2019 إلى الآن فى إطار توصيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة تبنى النموذج وتدريب الشباب المصرى عليه على هامش المؤتمر الوطنى السابع للشباب أغسطس 2019 م ومشروع مجلس إدارة الشارع منذ 2018 إلى الآن والذى أصبح مشروعا قوميا تحت رعاية رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة التنمية المحلية رسميا وأصبحت ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
وتستكمل دليلة، «وفى مجال دعم وتنمية المرأة المصرية والعربية تشرفت بتصميم وتنفيذ مؤتمر دور المرأة فى صناعة جيل قيادى وبناء اقتصاد مستدام بالأردن من مؤسسة إطعام للتنمية والتدريب فى أبريل 2019 بالأردن، والمشاركة فى تنظيم وتنفيذ مؤتمر رائدات القمة 2019 بإسطنبول والإشراف على اللجنة العلمية للمؤتمر، وأخيرا مؤتمر رائدات القمة 2021 م، تحت شعار رائدات تصنعن التاريخ والذى أقيم بجمهورية مصر العربية.
وتستكمل دليلة: حصلت على تكريم من الفقيه القانونى العالمى د. فيليب لوبوالنجيه (بفرنسا) 2000، وتكريم من جامعة السربون وجامعة القاهرة، ومكتبة الإسكندرية وكلية الإعلام بجامعة القاهرة، والمنظمة الليبية العربية لحقوق الإنسان، وتكريم من الاتحاد العربى للمرأة المتخصصة، وأيضا حصلت على تكريم من أكاديمية كامبردج للعلوم والتكنولوجيا وتكريم من المركز الثقافى الفرنسي، تكريم من كونسارفاتوار وهران الجزائر على التفوق فى عزف آلة الكمان.
طبيعة خاصة
ولأن الشباب هم الثروة والمستقبل فالاهتمام بهم واجب هام يجب أن يؤدَّى على جميع المستويات وعندما يكون الشاب أو الشابة بلا سند أو ظهر يحميهم يخيم شبح اليتم فى الأفق، وهنا تظهر وزارة التضامن الاجتماعى لكى تحمى وترعى هذا النبت لكى تجعل منه نبتا صالحا وهى مهمة ليست بالسهلة أو اليسيرة أبدا فهى مهمة شاقة تحتاج إلى قلب واع رحيم يمتلك ميزانًا عادلًا بين الرأفة والحزم، ويعرف كيف يصدر الحكم الذى يصوب ما أعوج من الأغصان ويبتر ما فسد منها ويستأصله حتى لا تصيب عدواه باقى الفروع وهنا تتلألأ نجمتنا الثالثة.
حصلت د. نور الهدى إبراهيم على درجة الدكتوراة بعنوان «التدخل المهنى بطريقة تنظيم المجتمع لتفعيل تطبيق المعايير الإرشادية لجدارة الجمعيات الأهلية»، وعلى درجة الماجستير والبكالوريس فى الخدمة الاجتماعية قسم تنظيم المجتمع جامعة حلوان، وتعمل إخصائى اجتماعى بإدارة الأسرة والطفولة بالقاهرة بوزارة التضامن الاجتماعى ومفتش على دور الأيتام وهو ما أهلها لأن تُمنخ ضبطية قضائية بعد أن شاركت بالدورة التدريبية للسادة موظفى التضامن الاجتماعى الممنوحين صفة الضبطية القضائية بالمركز القومى للدراسات القضائية.
وتقول نور الهدى: «حصلت على درجة الدكتوراة فى الوقت الذى تزوجت فيه ابنتي، لأنى كنت أصر على الحصول عليها دون أن يؤثر ذلك على أسرتي، والرسالة كانت لها أهداف علمية أهمها تفعيل المعايير الإرشادية لجدارة الجمعيات الأهلية من خلال البرنامج التدريبى للجمعيات للوصول لكيان مؤسسى فعال والتميز المؤسسى ل خدمة المجتمع وبناء قدرات العاملين ومجلس الإدارة بالجمعيات الأهلية، وحصلت بفضل الله على درجة دكتوراة الفلسفة فى الخدمة الاجتماعية تخصص تنظيم المجتمع مع التوصية بتبادل الرسالة على كل الجامعات المصرية والمراكز البحثية».
وتستكمل نورالهدى: « الشباب فى دور الأيتام لهم طبيعة خاصة جدا تجعل التعامل معهم أمرا يحتاج إلى معرفة أدق الأساليب العلمية والنفسية والاجتماعية والظروف الخاصة التى يعيشون فيها، وهو أمر يحتاج إلى ملاحظة قوية وضمير أقوى، والتعامل بحسم وحزم وفى نفس الوقت بلين وعطف ومحبة واحتواء لهؤلاء الشباب والقُصّر، وذلك حتى نظل نحافظ على وجودهم تحت حماية مظلة وزارة التضامن التى تبذل كل ما هو ممكن لتحقيق كل الدعم والرعاية وتوفير حياة طبيعية وآمنة لهم».