30 % من التلاميذ لا يعرفون القراءة ولا الكتابة

30 % من التلاميذ لا يعرفون القراءة ولا الكتابةبهاء زيتون

الرأى20-11-2023 | 13:17

تصريح فى غاية الأهمية الذى أدلى به د. رضا حجازى، وزير التربية والتعليم منذ أيام قليلة بأن 30% من تلاميذ المدارس "دون المستوى" في القراءة والكتابة.. وأن لديهم صعوبات فيها، حيث وصف المشكلة بأنها "أم الصعوبات".

وهو تصريح لا يمكن تجاهله، حيث يعكس حقيقة صادمة لا يمكن إنكارها.. فالمشكلة ليست وليدة اليوم وإنما تمتد لأكثر من 30 سنة مضت.

وإحقاقًا للحق فإنه شىء يحسب للوزير اعترافه بهذا القصور التعليمى بالرغم أنه يمتد لسنوات سابقة من توليه مقاليد الوزارة.. ومع ذلك لم يغمض عينيه عنه كما فعل سابقوه.. بل على العكس حمّل المسئولية على المدرسة، حيث قال مهددًا: بأنه "لو زار مدرسة ووجد التلاميذ لا يعرفون القراءة والكتابة سيقوم بمحاسبة مدير المدرسة".

وبالفعل عنده حق لأن هذا القصور معناه أن المدرسة لم تعد تقوم بدورها التعليمى كما كان فى الماضى.. وأتذكر أنه كنا تلاميذ فى الابتدائى أوائل السبعينيات كان معلم اللغة العربية يحضر معه "الجرنال" ويطلب من التلاميذ قراءته وأحيانًا تكون الإملاء من الجريدة، فضلاً عن إحضار طلبة من التلاميذ الضعاف فى القراءة والكتابة كتابا يسمى "وزن" لتعليمهم استهجاء الحروف.. وهذا لم يعد موجودًا فى مدارسنا اليوم.

فالوزير باعترافه بهذا القصور قد لمس مشكلة مهمة لأن ترك تلاميذ الابتدائى يعانون صعوبات فى القراءة والكتابة فإنها ستستمر معهم حتى لما يكبروا ويتخرجوا من الجامعة، وخير دليل الواقعة التى سردها لنا المستشار عدلى حسين عندما كان محافظا للقليوبية فى أوائل السبعينيات بأنه تقدم له خريج إحدى كليات التجارة بطلب، يطلب فيه قرضا من الصندوق الاجتماعى.. فكتبه كالآتى: "أريد قردًا من قرود الصندوق الاجتماعى" حيث كتب كلمة قرض بالدال وليس بالضاد!!.. ناهيك عما نشهده من أخطاء إملائية فى الرسائل المتبادلة على المحمول وغيرها.

عمومًا.. قد حان الوقت لوقفة لمواجهة هذه المشكلة بتحديد الأسباب وإيجاد الحلول والعلاج لها.. قبل أن تتفاقم وتصبح ظاهرة ونجد أجيالاً كاملة يخطئون فى القراءة والكتابة.

هذه المشكلة تتطلب حلين.. أحدهما عاجل بعمل حصر للتلاميذ الذين لديهم صعوبات فى القراءة والكتابة وتنظيم لهم مجموعات تقوية وحتى خلال الإجازة الصيفية.. والحل الثانى على المدى البعيد ويتطلب 4 أمور: الأمر الأول تعيين أكفاء من مدرسي اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية.. والأمر الثانى أن يكون هناك امتحان شفهى فى القراءة والكتابة كشرط للانتقال للصف الأعلى.. الأمر الثالث تقليل الكثافة بالفصول بالابتدائى بحيث لا تزيد عن 25 تلميذا.. والأمر الرابع تنظيم مجموعات تقوية للتلاميذ الضعاف فى القراءة والكتابة.

أضف تعليق