خط أحمر جديد

خط أحمر جديدسعيد صلاح

الرأى26-11-2023 | 16:19

على غير العادة.. اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حديثه إلى الشعب المصرى والعالم من ستاد القاهرة الخميس الماضى بغير الخاتمة التى اعتدنا عليها..

تعودنا من الرئيس أن يختم معظم أحاديثه الهامة بجملة "تحيا مصر" مكررًا لها ثلاث مرات، ولكن فى هذه المرة نراه يختم حديثه الهام جدًا بجملة "تحيا مصر – تحيا فلسطين"، أظن فى اعتقادى أن هذه "الخاتمة المقصودة" ذات دلالة كبرى وتحمل فى مضمونها رسالة مهمة جدًا وهى أن مصر تضع فلسطين فى عمق وجدانها وتعتبر القضية الفلسطينية هى قضيتها الأولى، بل قضيتها التاريخية.

فعلى مدار سبعة عقود مضت امتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى، وشهدت الجغرافيا وسجل بعدها التاريخ دعم مصر الدائم للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وحقه فى دولة مستقلة على أرضه التى يملكها أبا عن جد، عن جد، عن جد .. .. ..

فى ستاد القاهرة، تتجدد العهد المصرى على الدعم المتواصل لفلسطين وشعبها والوقوف بكل ما نملك إلى جانبه وخاصة المرابطين فى غزة الصامدة أمام وجه العدو الغاصب.

وقد عنون الرئيس السيسي هذا العهد ب خط أحمر جديد يعلن عنه خلال حديثه إلى جماهير الشعب المصرى، موجهًا إياه بطبيعة الحال إلى الاحتلال الإسرائيلى وكل العالم الذى يفكر ويظن أنه قد يستطيع أن يصفى القضية الفلسطينية أو يستطيع أن يصفيها على حساب مصر.

لقد أعلن الرئيس السيسي رفض مصر، قيادة وشعبًا، الحاسم القاطع تهجير الفلسطينيين من أرضهم فى غزة، مؤكدًا أن هذا يعتبر "خطًا أحمر" بالنسبة لمصر، ومشددًا على أنه لا يوجد أحد كان من كان يستطيع أن يزايد على مصر، وعندما نقول إننا لا نقبل تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية فلا يستطيع أحد أن يقول إن مصر ليس لها مواقف إنسانية داعمة للشعب الفلسطينى، ولكننا نعلم والجميع يعلم أن أهل فلسطين لو خرجوا من أرضهم لن يرجعوا إليها، لذلك مصر تقول وتؤكد على أن ذلك بالنسبة لها "خط أحمر".
وهذا ليس ضعفا ولا تهاونا كما قال الرئيس، فهذا موقفه وموقف الدولة المصرية وموقف الحكومة المصرية وموقف الشعب المصرى، وليكن معلومًا لإسرائيل وللعالم أن ذلك موقف واحد لا رجعة فيه أو عنه ودونه أمور أخرى قد تؤدى إلى أضرار جسيمة بالأمن والسلم، ليس الإقليمى فقط بل بالأمن والسلم الدوليين.

وليكن معلومًا أيضا لكل من يحاول أن يزايد على مصر ودورها ومكانتها أن هذا "الخط الأحمر" من أجل حماية فلسطين وقضيتها فى المقام الأول ثم حماية الدولة المصرية وأرضها وحدودها، وهذا حقها ولن ينازعها أحد فيه.

وستظل مصر على هذا الموقف دون النظر إلى محاولات المزايدة والانتقاد والتى تحدثت على تخاذل وتكاسل مصر وتحدثت عن غلق معبر رفح، وهو ما كشف عن زيفه وكذبه الرئيس السيسي خلال حديثه، عندما أكد بكلمات قاطعة أن معبر رفح لم يغلق على الإطلاق رغم قصفه 4 مرات من قبل قوات الاحتلال على الجانب الفلسطينى، ورغم ذلك كانت مصر تحرص على إدخال المساعدات الإغاثية وحماية حياة القائمين على إدخال هذه المساعدات، وسخرت كل إمكانيات مطار العريش من أجل ذلك، وبذلت أيضا جهودًا مضنية من أجل التوصل إلى هدنة الأيام الأربعة وتبادل الأسرى.

هذه مصر، ستظل تدعم شقيقتها فلسطين ولا تتخلى عنها، وتحافظ على أرضها حتى لو اضطرت فى ذلك إلى أن تضع "خطًا أحمر جديدا".
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق