من صفوفهم خرج القيادى الإخوانى السابق.. محى عيسى لـ «دار المعارف»: استخدام العنف ضد الدولة بجميع مؤسساتها عمل إرهابى إجرامى

من صفوفهم خرج القيادى الإخوانى السابق.. محى عيسى لـ «دار المعارف»: استخدام العنف ضد الدولة بجميع مؤسساتها عمل إرهابى إجرامىمن صفوفهم خرج القيادى الإخوانى السابق.. محى عيسى لـ «دار المعارف»: استخدام العنف ضد الدولة بجميع مؤسساتها عمل إرهابى إجرامى

* عاجل12-9-2018 | 21:06

كتب: عبد الرحمن صقر

تشير السيرة الذاتية للمهندس "محيي عيسي"  إلى أنه من أبناء المنيا، المحافظة التى تعد أحد معاقل الجماعة الإسلامية. وفى الربع الأخير من القرن العشرين، تحديدا فى عام  1977 كان عيسى أميرأ للجماعة الإسلامية بالمنيا، وهى فى أوج عنفوانها، وقوتها فى جامعة المنيا وخارجها.

وبسبب رفضه للعنف ترك جماعته الأولى ( الجماعة الإسلامية ) من أجل إيمانه بأن العنف لا يأتى ثمار خير.

وذهب عيسى إلى الإخوان وصار أحد قيادات الجماعة عام 1979 وكان من أشهر الشخصيات التى لها وزن وثقل فى الجامعات المصرية وبالأخص الصعيد، ولم يمض كثير حتى غادر الجماعة بسبب ممارساتها الداخلية كجماعة ديكتاتورية، وإيمانا منه بأن الأمر شورى وليس مجرد طاعة وولاء أعميين، على طول الخط.

وبدون سابق إنذار ترك العمل فى الحركة الإسلامية، وكان ذلك عام 2004 وغادر مصر وأقام بالمملكة العربية السعودية، وعاد إلى مصر عقب ثورة يناير، ثم غادر مرة أخرى إلى السعودية بعد صعود نجم الإخوان المسلمين واستيلائهم على البرلمان والرئاسة، ثم اختفى مؤقتا قبل أن يعود للظهور عقب عزل محمد مرسي.

وفى هذا الحديث يؤكد عيسى لـ "دار المعارف" على رسالة مهمة للغاية، وهى وجوب ابتعاد الإخوان، وكافة التيارات المنسوبة للإسلام، عن العمل التنظيمى.

[caption id="attachment_3556" align="alignnone" width="819"] تفجير الكنيسة البطرسية أخر عملية ارهابية تستهدف القاهرة[/caption]

* من الجماعة الإسلامية إلى الإخوان، لماذا؟ ومتى بالتحديد تركت الأولى، والثانية؟

- تأسست عام ١٩٧٤ الجماعة الإسلامية فى المنيا وكنت أميرا لها، وقد كانت جماعة دعوية تجنح أحيانا إلى بعض العنف فى قضية تغيير المنكر، وعندما استشعرت أن هناك توجها إلى استخدام العنف المفرط بالسلاح، والعمل على الوصول إلى السلطة بالقوة، وكان وقتها هناك تواصل بيننا وبين جماعة الإخوان عن طريق الدكتور السيد عبد الستار المليجى (عام ١٩٧٩)، جلس معى إخوة الجماعة الإسلامية فى محافظة أسيوط بأحد غرف المدينة الجامعية وبعد مناقشة التناقضات طويلا، عرضوا علىّ أن أتولى إمارة الجماعة الإسلامية على مستوى مصر، وكان الرد أن الاعتراض على منهج استخدام العنف فى التغيير، وتحدثت فقلت إن الجماعة الإسلامية ليس فيها مقومات أن تكون جماعة مستقلة والأفضل أن تندمج مع أقرب جماعة لها فى المنهج، وهى الإخوان، فرفضوا بقوة.

وانفض الاجتماع، وكنت قد جلست مع المهندس أبو العلا ماضى، وكان أقرب الإخوة إلىّ، وتناقشنا فى الأمر وانتهينا إلى أنه من الأفضل لنا أن أنضم إلى الإخوان خاصة فى وجود شخصية مثل الشيخ عمر التلمسانى، وبعد أن علمنا بانضمام قيادات من الجماعة الإسلامية إلى الاخوان أمثال حلمى الجزار، وعصام العريان، وعبد المنعم أبو الفتوح.

لماذا الإخوان؟

* وبالتحديد لماذا الانضمام للإخوان المسلمين؟

- المهندس أبو العلا ماضى انضم معى إلى الإخوان بعد أن وصلنا إلى طريق مسدود مع إخوة الجماعة الإسلامية فى ترك العنف المسلح، وفى الواقع لو عاد بنا الزمن واقتنعت الجماعة الإسلامية بخطيئة استخدام العنف للتغيير، ما انضمت قيادات الجماعة الإسلامية للإخوان، ولأصبح للجماعة الإسلامية شأنا آخر، كأن تكون البديل القوى للإخوان لأنها كانت حركة شعبية لا تؤمن بالتنظيم السرى المغلق .

المنصب فى الإخوان

* وماذا كان منصبك فى الإخوان سابقا ؟

- فى الإخوان كنت مسئولا عن قسم المهنيين لقطاع الصعيد، وكنت عضوا فى المكتب الإدارى لمحافظة المنيا، ومسئول قسم الدعوة بها، ولم يحدث تصعيد لأى مناصب أخرى نظرا لكثرة انتقادى ونصحى القيادة حيث يكون عنصر الثقة أهم عنصر لتصعيد الأفراد .

* هل شاركت فى أعمال عنف ؟

- بالتأكيد شاركت فى بعض أعمال العنف لكننى لم أحمل سلاحا قط فى وجه مصرى، وكان إحداث تغيير المنكر كما نظن وقتها، يتمثل فى تكسير محل خمور أو منع الاحتفال بشم النسيم، أو منع فتاة وشاب من السير سويا، وكلها كانت أخطاء نتيجة قلة العلم والخبرة فى مجال الدعوة .

المستقبل

* وما رأيك فى الحركة الإسلامية حاليا فى مصر ؟ وكيف ترى مستقبلها.. أو بالأحرى كيف تتوقعه ؟

- الحركة الإسلامية فى مصر تمر بأصعب مراحلها، الإخوان حاليا فى ضعف واختلاف وتخبط فى الرؤى، والجماعة الإسلامية أصبحت أكثر نضجا، لكن مشكلتها الكبرى أن متوسط الاعمار تجاوز الستين، ولم تنجح فى ضم جيل جديد لذلك يخشى عليها من الانقراض بعد رحيل هذا الجيل، أما الدعوة السلفية فقد فقدت مصداقيتها ولم تعد بالجماعة الموثوق بها.

والأمل فى وجود جيل جديد يستفيد من كل التجارب السابقة، وأن يعمل بفكر وعقل جديد يناسب لغة العصر .

* هل فكرت فى العودة إلى الجماعة الإسلامية أو الإخوان مرة ثانية؟

- لم يعد فى العمر بقية للعودة إلى أى جماعة، واكتفى بما كتبته من مذكرات، وأرجو أن أوفق لطباعتها وأقوم بالنصح لجميع الجماعات عسى أن يتم تصحيح المسار.

[caption id="attachment_36370" align="aligncenter" width="808"] أرشيفية[/caption]

الحكم

* هل الإخوان جماعة تستحق الحكم فى مصر أو تونس أو أيا من بلاد الربيع العربي ؟

- ليس المشكلة أن الإخوان تستحق الحكم، بل السؤال هل هى مؤهلة للحكم ؟ وهل نظام التربية فى الإخوان يصلح لتخريج قادة سياسيين ؟ وهل الظرف الدولى والداخلى يسمح بتولى جماعة إسلامية للحكم؟.

فى قناعتى أنه أفضل للإخوان وللوطن والمجتمع أن تعود إلى عهدها الأول جماعة دعوية، وأن تعلن تخليها تماما عن العمل السياسى، ومن حق الإسلاميين تكوين حزب مدنى لا علاقة له بالإخوان من قريب أو بعيد.

*ما هى كيفية انزلاق الجماعة الإسلامية إلى دائرة العنف من وجهة نظرك ؟ وهل كنت أداة لجذب أفراد الجماعة الإسلامية للانضمام للإخوان ؟

استخدام القوة

- الجماعة الإسلامية بدأت سلمية دعوية ثم تطور الأمر إلى تغيير المنكر بالقوة، وفى نهاية السبعينات التقت بعض قيادتها بقيادات من تنظبم الجهاد، واقتنعت بتغيير النظام بالقوة، ومن وقتها انفصلت عنها وعملت على إقناع عشرات الشباب بالانضمام إلى الإخوان، وقد شهد منزلى مبايعة عشرات الطلاب لـ "مصطفى مشهور" والانضمام إلى الغخوان وفى الواقع كان وقتها هناك حالة صراع بيننا وبين الجماعة الإسلامية على ضم الأفراد .

* وما هو رأيك فى تكفير الحاكم المسلم.. وهل يجوز الخروج عليه ؟

- لا يهم فى وجهة نظرى أن يكون الحاكم مسلما أو كافرا فهذه قضية تخصه بينه وبين ربه، المهم عندى أن يكون عادلا يؤمن بحقوق الإنسان من عيش وحرية وعدالة، فلو توفر له ذلك فهو عندى حاكم يستحق أن يحكم.

* وما هى رؤيتك للمستقبل فى المنطقة العربية والإسلامية ؟

- المنطقة العربية تمر بأسوأ مراحلها من تشرذم، وضعف، وانقسام، لكننى أظن أنها تمر بمرحلة مخاض ينتج عنها تغيير شامل .

التفجيرات

* ما رأيك فى التفجيرات الأخيرة فى مصر؟

رأيى معلوم من زمان وهو أن أى استخدام للعنف ضد الدولة بجميع مؤسساتها هو عمل إرهابى إجرامى.

* وما رأيك فى داعش وهل تمثل قوة فى مصر؟

- داعش جماعة مجرمة عميلة صناعة مخباراتية عالمية بامتياز، ولا يمنع ذلك من وجود شباب مغرر بهم، أنا غايب عن مصر منذ فترة، لكن اكيد ما تراه من إصدارات، وأخرها ما كان بشأن تفجير مسجد الروضة، وإعدامهم فرد من حماس يقول إن لهم تواجد فى سيناء.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2