من هو «البوعزيزي» الذي أطلق شرارة الثورة بجسده؟

من هو «البوعزيزي» الذي أطلق شرارة الثورة بجسده؟من هو «البوعزيزي» الذي أطلق شرارة الثورة بجسده؟

*سلايد رئيسى17-12-2018 | 21:39

كتب: على طه

يصادف اليوم، الذكرى الثامنة لاندلاع ثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها الأولى من تونس في 17 ديسمبر 2010، عندما أضرم البوعزيزي النار بجسده، احتجاجاً على مصادرة البلدية لمصدر رزقه الذي كان عبارة عن عربة صغيرة لبيع الخضروات والفواكه عليها.

وكان طارق الطيب محمد البوعزيزي (مواليد سيدي بوزيد، 1984 ) المنحدر من أسرة فقيرة يعيش مع والدته و 8 إخوة وأخوات، أما والده، فمات عندما كان طفلاً صغيراً.

ولم يدرس البوعزيزي سوى المرحلة الابتدائية، إذ تفرغ للعمل كبائع متجول لبيع الخضار والفواكه منذ صغره.

وانطلقت "ثورات الربيع العربي" من معاناة البوعزيزي الذي كان يبيع الخضروات على عربة يدفعها أمامه كل يوم لكسب رزقه، لكن السلطات المحلية حاولت مصادرتها، وهي التي كانت تمثل كل ثروته ورأسماله، بذريعة أنه كان يبيع في مكان غير مسموح به. وعندما امتنع عن التسليم، قوبل بصفعة على وجهه على الملأ من قبل الشرطية فادية حمدي، التي وبخته وقالت له بالفرنسية " Dégage " أي إرحل.

كانت كلمة "ارحل" قد أهدرت كرامته قبل أن يفجر غضبه ويضرم النار بجسده أمام مبنى البلدية في مدينة سيدي بوزيد.

 تم تغيير اسم ساحة "7 نوفمبر" التي كانت تشير إلى اليوم الذي تولى فيه زين العابدين بن علي رئاسة البلاد منذ عام 1987 إلى ساحة "الشهيد محمد بوعزيزي" الذي أشعل ثورة بلاده بجسده.أما صورة البوعزيزي وهو يحترق، فكانت أقوى تعبير عن عمق معاناته وألمه بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها، حاله كحال الغالبية في البلاد. وسرعان ما تحولت كلمة "إرحل" المطلب الأكثر انتشاراً في احتجاجات ومظاهرات التونسيين. ووصل صدى الكلمة إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من البلدان التي ما زالت تعيش الاضطرابات والحرب والنزوح منذ ذلك الحين.

وأصبح حرق البوعزيزي لنفسه أسلوباً كرره أكثر من خمسين شخصاُ في مختلف البلدان العربية للتعبير عن رفضهم للظلم واللامساواة والإهانة.

وتم استبدال اسم ساحة "7 نوفمبر" في سيدي بوزيد باسم ساحة " الشهيد محمد البوعزيزي"، وكان اسم الساحة 7 نوفمبر منذ 23 عاماً، تخليداً لليوم الذي تولى فيه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي منصب رئاسة البلاد عام 1987.

وسميت المستشفى التي نُقل إليها البوعزيزي باسمه بعد أن كان اسمها سابقاً "مركز الإصابات والحروق البليغة" التي كانت عبارة عن مركز إسعافي للحالات المستعجلة.

واختاره البرلمان الأوروبي في 27 أكتوبر 2011 للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر إلى جانب ثلاثة آخرين. وهذه الجائزة تُمنح لتكريم الأشخاص أو المؤسسات الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، وتبلغ قمية الجائزة 50 ألف يورو، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى المعارض السوفييتي أندريه سخاروف.

مجسم لعربة البوعزيزي في ساحة سيدي بوزيد في تونسكما قام برتران دولانوي، رئيس بلدية العاصمة الفرنسية باريس بتسمية ساحة في وسط العاصمة باسم محمد البوعزيزي بحضور والدة البوعزيزي وأخته.

وقالت وقتها والدته عن التكريم وهي تبكي: " أنا فخورة بتكريم ابني الشهيد، الذي يعتبر تكريماً لكل شهيد ولكل من حمل مسؤولية التونسية على ظهره، وهدية لكل الشعوب العربية التي تبحث عن حريتها وتحارب الظلم".

ورفض سالم شقيق محمد البوعزيزي عرضَين من رجلي أعمال لشراء عربة شقيقه، وفضل احتفاظ العائلة بها كذكرى لفقيدهم، أو وضعها في إحدى الساحات كمعلم في مدينة سيدي بوزيد.

وبعد أن توفي البوعزيزي في 4 يناير2011، بسبب الحروق البليغة التي غطت كامل جسده. أصبحت وفاته دافعاً أكبر لاستمرار المظاهرات الشعبية في عموم تونس، والتي أطاحت بزين العابدين بعد شهر واحد من حرق البوعزيزي لنفسه.

وامتدت احتجاجات التونسيين إلى جميع المدن وأدت إلى صدامات مع قوات الأمن وسقوط العديد من الجرحى والقتلى خلال تلك المظاهرات.

وفرَّ بن علي إلى السعودية بشكل مفاجئ في 14 يناير 2011. لتدخل تونس مرحلة مختلفة من تاريخ البلاد.

أضف تعليق

إعلان آراك 2