هل تتفكك الأحزاب الرئيسية في فرنسا بعد الانتخابات الرئاسية؟

هل تتفكك الأحزاب الرئيسية في فرنسا بعد الانتخابات الرئاسية؟هل تتفكك الأحزاب الرئيسية في فرنسا بعد الانتخابات الرئاسية؟

خاص2-4-2017 | 15:48

حمادة عبد الوهاب أكّد استطلاع للرأي في فرنسا، تقدّم المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، في حظوظه للفوز بالرئاسة، وبحسب الاستطلاع الذي أعدته "إبسوس سوبرا ستيريا"، الثلاثاء الماضي، فإن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ستحصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى في 23 ابريل، بنسبة 25 بالمئة مقابل 24 بالمئة لماكرون، و18 بالمئة للمرشح المحافظ فرانسوا فيون. وتوقع الاستطلاع أن يلحق ماكرون هزيمة ساحقة بمنافسته لوبان في الجولة الثانية، المقررة في 7 مايو بحصوله على 62 بالمئة مقابل 38 بالمئة لمرشحة اليمين المتطرف، وسيستفيد ماكرون في الجولة الثانية من أنصار المرشح الاشتراكي بينوا هامون. وبهذا قد يخرج الحزبان الاشتراكي والجمهوري اللذان احتفظا بالسلطة منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في عام 1958 من المنافسة في الجولة الأولى للاقتراع الرئاسي، لتراجع مرشحيهما بنوا آمون وفرنسوا فيون. فرنسوا فيون [caption id="attachment_20501" align="aligncenter" width="300"]فرانسوا فيون فرانسوا فيون[/caption] فقد تلقت حملة المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا فيون، ضربة جديدة تصيب مع توجيه القضاء الفرنسي الاتهام إلى زوجته، بينيلوب، في قضية الوظائف الوهمية، وبحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قضائي، الأسبوع الماضي، فإن قضاة التحقيق وجهوا إلى بينيلوب تهم "التآمر وإخفاء اختلاس أموال عامة"، و"التآمر وإخفاء استغلال مملكات عامة" و"إخفاء احتيال خطير"، وبهذه الاتهامات، تصبح بينيلوب ثالث شخص يوجه إليه الاتهام في هذه القضية، بعد زوجها وخلفه في الجمعية العامة مارك جولو. وبدأت التحقيقات في هذه القضية، بعد نشر صحيفة "لوكانار انشينيه" في 25 يناير الماضي، معلومات عن توظيف فيون زوجته كمساعدة برلمانية له عندما كان نائباً، في وظيفة تقاضت مقابلها 500 ألف يورو بين عامي 1998 و2007. وقانونياً، لا يعتبر ذلك التوظيف غير مشروع لأن العديد من البرلمانيين الفرنسيين يوظفون أقارب لهم. لكن الاشتباه بتوظيف وهمي وحجم المبالغ التي تقاضتها من الأموال العامة (680 ألف يورو) فتحا أبواب التحقيقات على مصراعيها. وعلى ضوء تراجع حظوظ المرشح الجمهوري فيون بالوصول إلى الدورة الثانية، تحدثت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية عن "السيناريو الأسود الذي يتهدّد اليمين"، محذرة من "انفجار" الحزب الجمهوري "من الداخل"، فيما لو انتهت المنافسة الرئاسية بالمواجهة بين ماكرون ولوبان. وتوقعت الصحيفة بأن تنجح لوبان باستقطاب نصف ناخبي اليمين، مما قد قد يسمح لها بقيادة المعارضة في عهد رئاسة ماكرون، خاصة إذا تجاوزت 40 في المئة من الأصوات في الانتخابات. بنوا آمون [caption id="attachment_20500" align="aligncenter" width="300"]بنوا آمون بنوا آمون[/caption] وفي الحزب الاشتراكي، أعلن كل من رئيس الحكومة السابق مانويل فالس ووزير الدفاع جان ايف لودريون، دعمهما لماكرون، بالإضافة إلى عدد من وزراء الحكومة أو مقربين من الرئيس فرنسوا هولاند، وهو الأمر الذي اعتبره أنصار مرشح الحزب بنوا آمون خيانة ونكس بالوعد الذين قطعوه سابقا لدعم مرشح الحزب. وتعكس هذه المواقف الانقسام العميق الذي يعاني منه المعسكر الاشتراكي، المتمثل بإعلان أبرز أقطابه دعم ترشيح ماكرون، عوضاً عن دعم المرشح الاشتراكي بينوا هامون. وكان هولاند قد حدد التحدي الرئيسي في هذه الانتخابات بمنع لوبان من الوصول إلى الرئاسة، مما يستوجب التصويت لصالح المرشح الأقدر على هزيمة لوبان، أي ماكرون. [caption id="attachment_21987" align="aligncenter" width="300"]الانتخابات الرئاسية الفرنسية الانتخابات الرئاسية الفرنسية[/caption] وفي ظلّ هذه الانقسامات والفضائح، يرى مراقبون أنها قد تؤدي إلى نهاية الحزبين الفرنسيين العريقين كقوة أساسية في تحديد شكل الحكم مع انحسار المنافسة بين الوسط واليمين المتطرف. وتذهب الأنظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وتحديداً إلى الانتخابات النيابية التي تعتمد بشكل كبير على ماكينات الأحزاب الناشطة والمنتشرة في جميع أنحاء فرنسا، وهو ما يفتقره تيارا ماكرون ولوبان. وقد تعيد حسابات الانتخابات التشريعية خلط أوراق التحالفات التي تشير إلى أن فرنسا تسير باتجاه حكم ائتلافي.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2