رسالة أم للدكتور طارق شوقى: « سيادة الوزير هذه المدارس البعيدة عن العاصمة لا تلتزم بتنفيذ قانون الدمج ؟!»

رسالة أم للدكتور طارق شوقى: « سيادة الوزير هذه المدارس البعيدة عن العاصمة لا تلتزم بتنفيذ قانون الدمج ؟!»رسالة أم للدكتور طارق شوقى: « سيادة الوزير هذه المدارس البعيدة عن العاصمة لا تلتزم بتنفيذ قانون الدمج ؟!»

*سلايد رئيسى1-1-2019 | 16:18

كتبت: أمل إبراهيم

"أبنى رحيم عمره 4 سنوات مصاب بمتلازمة داون لكنه مثل كل الأطفال يحب اللعب والأختلاط مع الآخرين ، خوفى عليه جعلنى أفكر أن يبقى دائما فى البيت وأساعده فى التعلم من خلال مناهج التعليم المنزلى ولكننى شعرت أن ذلك يحرمه من الاختلاط مع الآخرين وتعلم مهارات مختلفة من بينها التعامل فى المجتمع وخاصة بعدما سمعت كثيرا عن قانون الدمج وحقه أن يلتحق بأى مدرسة ويتساوى مع أقرانه  فى أى من المدارس الحكومية أو الخاصة أو المدارس اليابانية.

وعندما بدأت البحث عن مدرسة يمكنه الإلتحاق بها فوجئت بالرفض من قبل المدارس الخاصة واليابانية فى محافظة السويس التى نعيش فيها بالرغم أننى عرضت عليهم أن ترافقه مدرسة الدعم أو shadow teacher كما يطلقون عليها لترافقه وتساعده فى التعامل والتلقى، من ناحية أخرى تلقيت موافقة على إلتحاقه بالمدارس الحكومية ولكن بدون مرافقة مدرسة الدعم له مما يثير القلق حول كيفية التعامل معه من قبل زملاءه والمدرسين غير المؤهلين للتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة.

أما الخيار الأخير فهو إلحاقه بإحدى مدارس التنمية الفكرية التى تضم مختلف الحالات وتعاملهم بنفس الطريقة دون مراعاة اختلاف كل حالة عن الأخرى.

وإذا كنا خلال عام 2018 نتابع مؤتمر الرئيس  وتوجيهاته بالاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة والإعلان عن فتح عدد كبير من مدارس الدمج وتأهيل المعلمين للتعامل مع ذوى الاحتياجات، وتغيير المصطلح إلى أصحاب الهمم والقدرات الخاصة فلماذا ترفض كثير من المدارس قانون الدمج وخاصة فى المحافظات ؟!"

ما سبق رسالة رغدة خالد، والدة الطفل رحيم، وتجربتها  فى محاولة أن تلحق طفلها بإحدى المدارس ليعيش بصورة طبيعية وسط الأطفال الآخرين خاصة وقد أثبت العلم أن أصحاب متلازمة داون أطفال طبيعيون ولكنهم فقط مختلفون وأثبت الواقع تفوق الكثيرين منهم فى مجالات مختلفة، رياضية وموسيقية وأعمال فنية مثل الرسم وغيره.

 و فى عام 2017 كان الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم قد أصدر قرارًا وزاريًا  يحمل رقم 252، ويقضى بأن جميع مدارس التربية والتعليم بمصر دامجة للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بما فيها المدارس الحكومية والخاصة والدولية ومدارس الفرصة الثانية، ومن حق الطالب ذوى الإعاقة أن يُدمج بأقرب مدرسة لمحل إقامته، والتى يجب أن تتوافر فيها غرفة مصادر أو غرفة مناهل المعرفة وإلا تزيد نسبة التلاميذ ذوى الإعاقة عن 10% من العدد الكلى للفصل بحد أقصى أربعة تلاميذ على أن يكونوا من نوع الإعاقة نفسه.

 وفى وجود هذا القرار الواضح إلا أن التطبيق يشوبه أوجه خلل كثيرة، وعلى الرغم من أن كلمة الدمج تعنى إشراك الأطفال أصحاب القدرات الخاصة تدريجيًا مع أقرانهم الأسوياء، إلا أن بعض هذه المدارس تودع الأطفال أصحاب ذوى الاحتياجات الخاصة  المختلفة فى قسم مغلق يسمى قسم الحالات الخاصة دون مراعاة الفروق بينهم، والتباين بين قدراتهم على التعلم والفهم وترفض مدارس أخرى قبول الأطفال أو عمل إمتحانات كشرط للقبول دون مراعاة الحالة أو ترفض وجود معلمة دعم مع الطفل بالرغم أنها تسهل الكثير على معلمة الفصل الأساسية وتعمل على تجنب أى مشاكل.

 أن مجرد وجود مخاوف فى قبول أطفال متلازمة داون فى المدارس هو نوع من العنصرية المرفوضة تم تخطيها فى كثير من دول العالم والواقع يؤكد على قدراتهم فى التعلم والتفوق لو توقفنا عن إعاقتهم وحاولنا ولو بالتجربة ممارسة الدعم لهم ومساعدة الأم والأب فى تعليم أطفالهم  .

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2