سفير دكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق يكتب: الدبلوماسيون جنود الوطن في عيدهم

سفير دكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق يكتب: الدبلوماسيون جنود الوطن في عيدهمسفير دكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق يكتب: الدبلوماسيون جنود الوطن في عيدهم

*سلايد رئيسى21-3-2019 | 15:17

تحتفل مصر بيوم الدبلوماسية المصرية والذي يوافق 15 مارس من كل عام في ذكري عودة وزارة الخارجية في 22 فبراير عام 1922 لممارسة دورها بعد أن فرضت بريطانيا الحماية علي مصر وحظرت نشاط وزارة الخارجية لمده 7 سنوات فكانت تلك العودة مظهرًا لعودة السيادة الوطنية وهو حراك لم يتوقف حتي تتحقق للبلاد الاستقلال التام في معارك عدة كانت الخارجية المصرية برجالها ودبلوماسيها في طليعتها.

وفي مبناها الشامخ علي ضفة النيل الخالد وسط القاهرة تتابع الخارجية عملها من خلال عمل دبلوماسي جاد تقوده فرق وكتائب من العاملين تتقاسم كخلايا النحل كل القضايا وتتوزع المهام على كل مناطق العالم وكل الملفات المطروحة في علاقات مصر الممتدة عبر شبكة متصلة من السفارات والقنصليات تحفظ لمصر مصالحها وتتمثل للعالم صورتها على أكمل وجه.

واذا كنا اليوم نحتفي بيوم الدبلوماسية المصرية ونستذكر رجالاتها العظام ورموزها نقف أمام كل محطات انتصار وانكسار مرت بها البلاد لنجد جهدًا دبلوماسيًا فائقا يتصدى كدرع واق للمخاطر ويتفاعل بتأثير ليحقق للوطن مكاسب من استعادة أرض كما في ملحمة طابا أو انتصارات سياسية أو مكاسب اقتصادية أو عرض صورة لمصر ثقافية وحضارية وتاريخية.

وتملك مصر بالفعل واحدة من أرقى دبلوماسيات العالم وبحسب توجهاتها وسلامة منطقها وصدق أهدافها تتبع دول عديدة نمط تصويتها ومنهجها  ويحظى دبلوماسيها بإحترام وتقدير في كل الأوساط والمحافل الدولية فيستمع لهم وينصت بإحترام لما يقولونه بشأن مختلف القضايا.

هم كتله من الأجيال المتواصلة والمتراضة والتي تعمل معا في انصهار في شباب واعد في مقتبل حياته الدبلوماسيه يبدأون كملاحق وأجيال وسط هي درجة مستشار وأجيال من السفراء والحكماء يتابعون معا كل الملفات فتكون القرارات وما يتخذ منها محلا للتدارس والتحليل قبل العرض على مستوى اتخاذ القرار.

 هكذا كانت  وزارة الخارجية وستبقى درعًا وصرحًا شامخًا تفتخر به مصر والمتابع لمشاهد حركة مصر الخارجية بانجازتها في أفريقيا مع عودة دبلوماسية القمة لتشد أزر الدبلوماسية المصرية وتحقق معها وبها كل تلك الإنجازات على الساحة الأقرب إلى جغرافيتنا وقلوبنا وأقصد قارتنا الأفريقية وعلي مقربة نجد علاقات عربية وخليجية باتت الأقرب إلى مصر عن أي وقت مضى وعلاقات مع الجارة الأهم في أوربا دليل على بلوغها مستوى الرشد والتلاقي على مستوى القمة ما شهدناه في القمة العربية بشرم الشيخ مؤخرًا وحافظت مصر بفضل حكمة رئيسها وقيادتها وحركة وديناميكية وزارة الخارجية على العلاقات مع القطبين الأكبر الولايات المتحدة وروسيا ومع كلاهما يمكن وصف كل علاقة مع كلاهما على حده بأنها علاقات استراتيجية وتحركت الدبلوماسية المصرية على الصعيد الآسيوي بفاعلية حتى تحول الشرق كرافد آخر داعم لحركتنا وأمالنا وطموحاتنا الاقتصادية والسياسية في توازن وبراعة عادت لنا بخير كثير من الصين واليابان والهند وإندونيسيا  وفيتنام وكوريا الجنوبية ودول وسط آسيا والتواصل دائم أمريكا اللاتينية وحواضرها الرئيسية.

 ولم يفت دبلوماسيتنا المحافل الدولية فباتت مصر مدعو دائما لمائدة الكبار وللمؤتمرات ذات التأثير من مجموعة السبع الصناعية ومجموعة العشرين الاقتصادية الكبرى وبرزت كمتحدث رئيسي في معظم تلك المناسبات كما مثلت قارتنا في مقعد غير دائم بمجلس الأمن لمدة عامين قدمت فيها مبادرات عدة وعبرت عن القارة الأفريقية في مؤتمرات المناخ وترأست لعام كامل 2018 مجموعة 77 والصين وتلعب أدورًا هامة في المنظمات الإقليمية والدولية ويستمع لصوتها وتحترم مبادراتها.

إننا بالفعل أمام صعود مصر كقوة إقليمية بازغه وجزء رئيسي من هذا الصعود يعزي للدبلوماسية المصرية والواعية والتي يدعمها الرئيس بجهده ومبادراته ووقته فكان نعم السند والأقرب إلي تحقيق طموحات البلاد وأهدافها على الصعيد الخارجي كما تكاتفت جهود كافة الأجهزة والوزارات لتصنع بجدية منظومة العمل الخارجي الذي تقوده الدبلوماسية المصرية ووزيرها بكفاءة واقتدار.

وختامًا كلي أمل أن تحظي الخارجية ودبلوماسيها جنود الوطن وحماه قضاياها وسند اقتصادها ورعاة مصالحه أن يحظوا بتقدير وتكريم رئيس الجمهورية بزيارتهم في مقرهم بوزارة الخارجية أحد دروع الوطن الشامخة وتكريم رموزهم وتشجيع الجنود الجدد القادمون لحمل الراية والمؤمنون بالوطن ورسالته والمدافعون عنه في كل الأوقات.

أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2