«عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا».. الدكتور محمد على نوفل: نؤهل 5 آلاف قائد هدية لأفريقيا خلال السنوات القليلة القادمة

«عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا».. الدكتور محمد على نوفل: نؤهل 5 آلاف قائد هدية لأفريقيا خلال السنوات القليلة القادمة«عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا».. الدكتور محمد على نوفل: نؤهل 5 آلاف قائد هدية لأفريقيا خلال السنوات القليلة القادمة

*سلايد رئيسى23-4-2019 | 20:08

حوار: عاطف عبد الغنى

تصوير: عاطف دعبس  

- تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى انطلق أمس مؤتمر " مصر والتنمية المستدامة في أفريقيا "  الذى تنظمه كلية الدراسات الأفريقية العليا.

- مصر عانت مثل ما عانت منه باقى الدول الأفريقية من الاستعمار وبالتالي أصبح المصير واحد.

- ثورة 2011 وبعدها فترة الإخوان كادت تقضى على الأخضر واليابس فى العلاقات الأفريقية المصرية.

- أعددنا لقبول 1000 طالب لتأهيلهم قادة لدول القارة فتقدم لنا 5000 طالب من 35 دولة أفريقية

- مصر بها أكثر من 24 ألف طالب أفريقي  يدرسون على نفقة الأزهر.. وجامعة القاهرة وحدها لديها 3500 طالبا يدرسون على نفقتها

تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى انطلق أمس الاثنين 22 إبريل مؤتمر " مصر والتنمية المستدامة في أفريقيا " ، الذى تنظمه كلية الدراسات الأفريقية العليا.
 من وما الداعى لهذا المؤتمر؟.. من أين جاءت فكرته؟.. وكيف تم الإعداد له؟.. وما أهم الموضوعات التى يتناولها؟.. ولماذا أفريقيا .. والان بالتحديد ؟
هذا حوار مع الأستاذ الدكتور محمد على نوفل، عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا، للإجابة على هذه الأسئلة.
وقبل الشروع فى طرحها عليه نقدم لهذا الصرح العلمى الذى يتولى عمادته " كلية الدراسات الأفريقية العليا" قبلة الدارسين وطلاب العلم من الأشقاء الأفارقة.
 يقول عنه د. نوفل إنه تم إنشائه عام 1947 تحت مسمى مركز الدراسات السودانية، وكان تابعًا لكلية الآداب، وصدر له مرسوم ملكي حينذاك، وكان ذلك لتوطيد الوحدة الوطنية بين مصر والسودان.
وفي عام 1954 أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرارًا جمهوريًا بأن يستقل هذا الصرح ويسمى معهد البحوث والدراسات الأفريقية.
 وفي عام 1970 أصدر الرئيس الراحل السادات قرارًا بضم أربعة أقسام أخرى بحيث يشمل المعهد 6 أقسام تغطي جميع المجالات الأفريقية وهي الجغرافيا، والتاريخ، والأنثروبولجيا، والموارد الطبيعية، والسياسة، والاقتصاد، ويضم أيضا نخبة من العلماء المتميزين في جميع التخصصات يندر وجدهم في أي مكان آخر  ويكون هذا الصرح من أجل تعميق المعرفة بالشأن الأفريقي في شتى المجالات.

وإلى باقى أسئلة وإجابات الحوار:

هل نحن غائبين عن أفريقيا لمدة طويلة؟

إذا رجعنا إلى الخلف في فترة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نجد أن مصر عانت مثل ما عانت منه باقى الدول الأفريقية من الاستعمار وبالتالي أصبح المصير واحدًا وكان عبد الناصر يهتم بالقارة اهتمامًا خاصًا وبالتالي كانت مصر مقر الثوار الأفارقة من أجل التحرر من الاستعمار، وساعدت مصر حركات التحرر الوطنى حتى استقلت، كما ساعدت بقيادة عبد الناصر في دعم التكتولات الاقتصادية، وبناء الجيوش .

وعندما أتى الزعيم الراحل السادات وقفت الدول الأفريقية مع مصر في الحرب ولكن بعد حرب 73 بفترة، تغير قوة التوازن العالمي بدأت تكون هناك اتجاهات بين الاتحاد السوفتي وأمريكا مما أدى إلى البعد قليلًا عن القارة الأفريقية في منتصف السبعينيات.

وبعد ذلك جاء الرئيس محمد حسني مبارك وبدأ فى إعادة العلاقة المصرية الأفريقية من قبيل الشراكة والتعاون إلى أن حدث بعد ذلك مشكلة أديس أبابا سنة 1995 محولة الاغتيال.

فتور وجمود

وهذه الإشكالية أدت إلى نوع من الفتور والجمود في العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والدول الأفريقية وليست أثيوبيا فقط، لكن العلاقات ظلت مستمرة ثقافيًا واجتماعيًا ولم يتوقف الأزهر الشريف يومًا عن تقديم المنح للدول الأفريقية، وأيضًا الكنيسة لها دور كبير جدًا قديمًا وحديثًا مع الدول الأفريقية وأول مطران تولّى في أثيوبيا كان عام 263 ميلاديًا وكان من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية.

وقد صدّرت مصر الدين المسيحي والإسلامي إلى الدول الأفريقية.

لكل ما سبق فإن العلاقات المصرية الأفريقية لم ولن تتوقف يومًا ولكن ما حدث كان جمودًا في العلاقات الدبلوماسية فترة من الزمن إلى أن جاءت محاولة الاغتيال ثم جاءت ثورة 2011.

وجاءت ثورة 2011 لتقضى على الأخضر واليابس فى العلاقات الأفريقية المصرية، خاصة بعدما استغلت بعض الدول الكبرى، والدول الإقليمية الأخرى مثل إسرائيل وتركيا وإيران وقطر الفرصة وبدأت فى نشر حالة من البلبلة في الدول الأفريقية، خاصة أن النخب الحاكمة في الدول الأفريقية معظمها تعليم أوروبي فتكون ثقافتهم أوروبية وفكرهم غربي.

وإذا رجعنا إلى الخلف نجد أن هذه الدول استغلت الفرصة تحت ما يسمى بثورات الربيع العربي وبدأ حدوث زعزعة وبلبلة في المحيط الأقليمى وضمنه مصر، وكان الهدف ضرب مصر وتقسيمها إلى عدة دويلات.

وجاءت فترة الإخوان، وبرزت مشكلة بناء سد النهضة، وكان هذا المشروع قد تم التفكير فيه منذ فترة زمنية كبيرة ولكن كان مؤجلًا، وغشى هذا بالتعاون الإسرئيلي التركي القطري، وبدأوا يستغلونها فرصة لضرب العمق الاستراتيجي أيضا، لكن لم يستمر حكم الإخوان طويلًا، وإلا كان قضى على الأخضر واليابس وجاءت ثورة 30 يونيو، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد وكان له فكر ووجهة نظر أخرى، وأبعاد مختلفة تمامًا، فبدأ يولى القارة الأفريقية اهتمامًا شديدًا وعمل على عودة دور مصر الريادي والتاريخي ولا سيما أنه يدرك تمامًا أن أفريقيا هى العمق الاستراتيجي لمصر وجزءًا لا يتجزأ من أفريقيا.

كما يدرك الرئيس السيسى أن أفريقيا قارة فريدة وفرادتها على شقين، الشق الأول أن أفريقيا بها أكثر من40 % من الشباب الواعد الذى يستطيع أن ينهض بالقارة والثانى: إنها تتمتع بثروات طبيعية هائلة من نحاس ومنجنيز وفوسفات وذهب وغيرها من الثروات وتتمتع أيضًا بالعملاق التائه وهو البترول وبها أيضًا سلة غذاء من الممكن أن تغطي العالم كله.

وبدأ الرئيس السيسي يتوجه إلى القارة، وفى كل زياراته والمحافل الدولية، مثل قمة الصين في أفريقيا، وأيضًا قمة باريس، والقمة التى عقدت في النمسا، وأيضًا التي عقدت في ألمانيا، والقمة الأفريقية العربية يتحدث باسم القارة.

ولم يتوقف الرئيس السيسى عند هذا الحد بل اتجه إلى مسألة تمكين الشباب والعمل على احتوائهم، لأنه يدرك أن الشباب هم قادة المستقبل وبالتالي بدأ ينظم منتدى الشباب الإفريقي وشباب العالم، وفى جامعة القاهرة أقيم منتدى الشباب السادس في يوليو 2018 وكان تحت رعايته، هذا المنتدى حظى بأمور كثيرة جدًا وبعد هذا المنتدى قامت كلية الدراسات الأفريقية العليا بإعداد المشروع الأول «معا نحقق الحلم في أفريقيا».

الحلم

لذلك جاءت مبادرة " معا نرسم مستقبل أفريقيا" التى أطلقناها بالتعاون مع مؤسسة القادة للشئون الإدارية وهم شريك أساسي، واجتمع فيها لأول مرة 150 شابًا من مصر والدول الأفريقية المختلفة يتحاورون ويجلسون علي المنصة ويديرون الجلسات ، وهذه المبادرة لاقت صدى وترحيبًا شديدًا جدًا من الطلاب.

وفي ديسمبر 2018 وجه الرئيس بمشروع إعداد 1000 قائد أفريقي وعلى الفور قمنا ومعنا مؤسسة القادة للعلوم الإدارية، وتشاورنا ثم جلسنا مع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وعرضنا الفكرة عليه ووافق عليها فورًا.

وقمنا بالإعداد الإلكتروني والورقي لقبول 1000 طالب لإعدادهم كـ "قادة" لدول القارة المختلفة، وكانت المفاجأة تقدم 5000 طالب من 35 دولة أفريقية، (تشمل الدول العرية ومصر)، وكان هذا العدد مهولًا جدًا، خاصة أن تكاليف ألف طالب أفريقى هدية من جامعة القاهرة بدون أي أعباء مالية يتحملها الطلاب، وذهبت إلى الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة وأبلغته بعدد الطلاب المتقدمين، فسألنى عن آلية التنفيذ، فقلت له سيكون على عدة مراحل، و الدورة حوالى 150 ساعة توجد مرحلة تأسيسية ومرحلة متخصصة وأخرى تطبيقية، وأيضًا نماذج محاكاة، وورش عمل، وأعجب الخشت بالطريقة وقال نقبل 5000 طالب ولا بد أن يكون هناك ضوابط ومعايير بحيث نضع فى المرحلة التأسيسية كل طالب حسب توجه.

هذا المشروع غير مسبوق على مستوى الشرق الأوسط، ويوجد خبراء حقيقيون في هذا الموضوع يقومون بالتدريس علي أعلى كفاءة في المراحل التي نحن بصددها الآن في محاضرات عن الحوكمة والقيادة والإدارة وإدارة الأعمال والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والمشروعات الصغيرة، بحيث إن نعد قائدًا يستطيع أن يتحمل المسئولية كاملة سواء على المستوى المحلى أو الوطني.

كم عدد الطلاب الذين تم قبولهم من الخمسة آلاف المتقدمين للمبادرة؟

تم قبول 5000 طالب ولكن على مراحل، وجامعة القاهرة هي التي تتولى كل شيء ماعدا الإقامة لأن الطلاب الأفارقة متواجدون فى مصر بمختلف الجامعات المصرية، وأيضًا لم نغفل عن المجتمع المدنى المصرى وله الفرصة بالمشاركة حتى تعم الفائدة على الجميع، ولم نغفل المجتمع المدني، وهناك فرصة له للمشاركة، وقد رشح لنا بالفعل طلاب وقبلناهم.

أريد توضيح أكثر كيف كانت تتم عملية التقدم للمبادرة.. والمشاركة؟

من خلال الإعلان والكل رحب بهذه الفكرة والتقدم من خلال الإنترنت وتم عمل مقابلات بشروط معينة ومن ينطبق عليه الشروط يتم تصنيفه وضمه، وأخذنا من المجتمع المدنى مواطنين لمساعدتهم لإعداد قادة فى كل المجالات ويوجد طلاب من مصر و34 دولة أفريقية وعدد المصريين ثلث عدد المتقدمين تقريبا.

إقبال كبير

فى رأيك لماذا هذا الإقبال الكبير من المصريين على التوجه لمعرفة ودراسة أفريقيا ؟

لأن الناس بدأت تدرك أهمية القارة بناءً على تحركات الرئيس السيسي، ومعظم الإعلام المصري يعتمد على التجارب الغربية وينقلها نقلًا حرفيًا دون أن يحللها تحليلًا صحيحًا، ونحن الآن نقوم بإنشاء قسم الإعلام الأفريقي في الكلية بحيث يكون الناس على قدر تام بالوضع الأفريقي في جميع المجالات.

صورة أفريقيا التى كان يعرضها الإعلام الغربى وننقل عنه هل تغيرت الآن؟

شهدت قارة أفريقيا أيام الاستعمار الجهل والمرض والجوع والتخلف والحروب الأهلية وبعد أن استقلت أفريقيا عن الاستعمار العسكرى، هى الآن ما زالت تحت الاستعمار الفكرى والاقتصادي والاجتماعى، وبالتالي الجماعات مثل جماعة بكو حرام في غرب أفريقيا مثل نيجيريا والنيجر والكاميرون وجماعة الرب فى أوغندا وأيضًا الجماعات الموجودة فى أفريقيا الوسطى التى تحمل الراية المسيحية والإسلامية هي ليست وليدة الصدفة بل هى مخططات لسلب ونهب الدول الأفريقية.

وما حدث في مصر بعد الثورة، الإرهاب الذي صٌدر لنا من قوة العالم الكبرى والذى كان هدفه تفتيت مصر ويجعلها مثل سوريا، ولكن استطاعت مصر بقياد الرئيس السيسى أن تعبر هذه الكبوة، لأنهم كانوا يريدون أن ننزلق ولكن بفضل من الله فى المقام الأول، ثم حنكة الرئيس السيسى استطعنا أن نقول إننا علي وشك أن ننحر الإرهاب وستكون تجربة رائدة بأن مصر تحاربه نيابة عن العالم.

هل نحن مدركين لحجم الصراع الذى سوف نقابل به من القوى الأقليمية، والعالمية المتصارعة الآن على أفريقيا؟

يقول سبحانه وتعالى « واعتصمو بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا» الاتحاد قوة والرئيس السيسى يدرك ذلك تمامًا وأيضًا بعض الزعماء الأفارقة يدركون ذلك، كما يدركون من هو الرئيس السيسي لأنهم وجدوا فيه زعيمًا بمعنى الكلمة ولديه كارزما تذكرهم بناصر، وهم الآن في طريقنا مع رئيس الاتحاد الإفريقى ما يسمى بـ"الاندماج والتكامل" الذي سيجعل مكاننا ووضعنا لائقًا لقارتنا بين دول العالم أجمع.

ومن جانبنا بدأنا ندرك ذلك من خلال العلاقات المصرية مع الدول الأوروبية ومصر أصبحت لها شكل آخر، والدول الأفريقية بها 55 دولة لهم قتلة تصوتية هائلة و بالتالي سيكون له مؤشر ثان فى التعامل مع الملف الأفريقي.

تحديدا هل ندرك التحديات لثقافية والاجتماعية التى تواجه مصر والعرب فى أفريقيا، بعد محاولة تشويه العلاقة على مدار سنوات عديدة؟

نحن العرب قدمنا الحضارة للعالم ثم تخلفنا قليلًا ولكن بفضل العلماء مثل زويل وغيره ستعود الدول العربية إلى المصاف الأولى، وبالنسبة للجانب الثقافي نحن لدينا علاقات مع الدول الأفريقية، والأزهر يقدم منح للطلاب الأفارقة.

منح الأزهر

لكن البعض يشتكى أن عدد منح الأزهر قليلة، ومكلفة.

- مصر بها أكثر من 24 ألف طالب أفريقي يدرسون على نفقة الأزهر، وجامعة القاهرة بها 3500 طالب أفريقي يدرسون على نفقتها وقليلًا من الطلاب يدفعون مبالغ بسيطة جدًا حوالي 300 جنيه في العام بالإضافة أن لهم إقامة كاملة في الجامعة.

ويوجد فى الكلية مكتب لرعاية شئون الطلاب الأفارقة ويعتبر أول مكتب يقام على مستوى الجامعات، وذلك لتذليل كافة الصعاب.

والتعليم العالي لم يقف عند هذا الحد، لكن لدينا مكاتب ثقافية مكتب، ولدينا فى الكلية أساتذة سافروا إلى الدول الأفريقيا وأنا شخصيًا سافرت إلى أفريقيا ومتخصصًا في لغتين من أكبر اللغات الأفريقية، ولدينا مدرسون في اللغة من عدة دول أفريقية يساعدون في التدريس معنا، يوجد أيضًا أساتذة من مصر يدرسون في أفريقيا، ولدينا أكثر من مذكرة تفاهم والآن نعد مذكرة تفاهم للتوسع في الثقافة والعمل على التوأمة فى جميع القطاعات التي تخص الكلية والجامعة، بحيث نكون الأول في التعامل بين الجامعات الأفريقية، كما نعد الآن إلى ربط المكتبة الأفريقية بمكتبات دول أفريقيا المختلفة والمكتبات ذات الشأن الأفريقي.

الإذاعات الموجهة

بمناسبة اللغات .. هل حاولتم التنسيق، والاستفادة المتبادلة بينكم وبين الإذاعات الموجهة إلى أفريقيا وهى أيضا منذ عهد الرئيس عبدالناصر؟

يوجد فى الإذعات الموجهة أكثر من لغة والذين يعملون بها من كلية اللغات والترجمة، وهذه الإذاعات تكون مسألة قائمة على الحوار لنقل بعض الثقافات والشأن السياسى وأمور تتعلق بالبحث العلمى، ولدينا طلاب يترجمون فى موقع الهيئة العامة للاستعلامات وهذه أول مرة تحدث في تاريخ الهيئة.

المؤتمر

مؤتمر" مصر والتنمية المستدامة في أفريقيا الذى انطلق أمس الاثنين 22 إبريل برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتنظيمكم، من أين جاءت فكرته، وكيف تم الإعداد له وأهم ما يتناوله؟

فكرة هذا المؤتمر جاءت ناتج تحركات الرئيس السيسي، وقد أعددنا له منذ فترة وعنوانه " مصر والتنمية المستدامة في أفريقيا الرؤية وآليات التفعيل في ضوء أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ".

وأجندة الاتحاد الأفريقي - المؤسسة العريقة والمتخصصة في الشأن الأفريقي - تمتد لـ 50 عامًا من 2013 إلى 2063 .

وبمناسبة تولى مصر رئاسة الاتحاد، كان لابد أن يكون للكلية دور كبير تقف فيه كحائط صد منيع، وتساند الرئيس السيسى وتعمل على إمداد القيادة السياسية بكل ما تتوقعه عن الأوضاع في أفريقيا سواء كان وضعًا سياسيًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا.

وعندما تبلور هذا الموضوع وتم أخذ قرار من مجلس الكلية بشأن المؤتمر، عٌرض على مجلس الجامعة، تحدثت مع الدكتور محمد الخشت أن نحظى برعاية رئيس الجمهورية لهذا المؤتمر ورحب الخشت بالفكرة، ثم صعّد الأوراق إلى الجهات ذات الاختصاص، وكانت المفاجأة أن رئيس الجمهورية وافق علي هذا الحدث العظيم وأن يتولى سيادته رعاية مؤتمر دولي لجامعة القاهرة وهذا يجعل كلية الدراسات الأفريقية التى أنشئت كمعهد عام 1947 وبموجب قرار رئيس الوزراء في 3 ديسمبر 2018 أصبحت كلية، وصارت الاسم الأوحد على مستوى الشرق الأوسط وهذا يلقي علي عاتقنا أمورًا شتى علينا أن نعد أنفسنا لها.

الانفتاح على القارة

وبدأنا بإعداد وتطوير لائحة جديدة للكلية حتى تواكب الانفتاح الجديد على القارة وقمنا بتعديل في القرارات بإضافة قسم الإعلام الأفريقي وقسم تشريعات قانونية أفريقية وقسم إدارة أعمال وتسويق يكون مستقلًا بذاته يستطيع أن يغطى كل الجوانب.

وتم توجيه الدعوة إلى مجلس الوزراء لهذا المؤتمر ونتمنى أن يحضر كل الوزراء، جميعًا والمؤتمر يغطي عدة محاور في غاية الأهمية منها التكامل الإقليمي وعقد شراكات من أجل التنمية المستدامة.

المحاور

ما هى أهم محاور المؤتمر ؟

هناك محور العلاقات المصرية فى المجال السياسي والاقتصادي، وأيضًا التنمية المستدامة في بعض القطاعات المختلفة مثل القطاع السياحى، والثقافى، الاقتصادى والصحى، والرياضى، بحيث تغطي كافة المجالات ويوجد أيضًا محور حقوق الإنسان والمواطنة، ومحاور أخرى عن الموارد الطبيعية، والتنمية المستدامة، في أفريقيا، ومحور عن التخطيط اللغوى في القارة، ومحور عن دور المؤسسات الدبلوماسية الشعبية، في التكامل والتقارب بين شعوب القارة.

يوجد أيضًا محور يتناول الإرهاب والصراعات الإقليمية والحروب الأهلية وقضايا الحدود وأثرها علي التنمية المستدامة في القارة ثم الأجندة الأفريقية وقضية الإصلاح السياسي والاقتصادي الذي نحن بصدده الآن ومصر بدأت تأخذ خطوات كبيرة فى الإصلاح الاقتصادى.

وإذا كانت مصر بدأت تجني ثمار التنمية، فهناك أيضًا رؤي تنموية مستقبلية للقارة بحيث تكون تنمية شاملة على جميع الأصعدة أهمها البنية التحتية لأن بها مشكلة فى القارة.

الحديث عن فتح سوق مشتركة مع دول القارة .. كيف تراه؟

مسألة فتح سوق مشترك تحتاج إلى هذه البنية ووجود طرق برية وبحرية وجوية ستقلل من الجهد بالنسبة لرجال الاستثمار و مصر لا تتوقف عن أفريقيا نحن لدينا الكثير من الشركات ساعدت في بناء السدود وحفر الآبار والربط الكهربائي ولدينا رجال أعمال في أفريقيا فى أكثر من مكان في غرب أفريقيا.

ماذا عن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى؟

يظن البعض أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي بالدور، هذا كلام غير موضوعي، وإذا رجعنا إلى ميثاق الاتحاد الأفريقي سنجد أنه بعد منظمة الوحدة الأفريقية تم تعديل ميثاق الاتحاد بأن تكون رئاسة الاتحاد الأفريقي بالدور.

وعلى سبيل المثال عام 2006 و2008 السودان تقدمت للترشح ولم توفق وعلى جانب آخر بعدما تجمدت عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي 2013، وتولت هذا العام رئاسة الاتحاد الأفريقى بعد موافقة 55 دولة على ترشح مصر وهذا يدل على أن مصر تتقدم وتعي الدور الرئيسى لها.

المستقبل

وماذا عن المستقبل؟

أنشأنا فى الكلية منذ شهرين وحدة الدراسات المستقبلية، والآن نحن بصدد إعداد فريق عمل لهذه الوحدة حتى تمد صنّاع القرار في الوضع الراهن والمستقبلي للقارة، بما يحتاجونه في كل المجالات.

ساهم فى إعداد الحوار للنشر:

إبراهيم شرع الله

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2