من الرئيس السادات إلى الرئيس السيسي..«أميرة ولاية الصعيد»

من الرئيس السادات إلى الرئيس السيسي..«أميرة ولاية الصعيد»من الرئيس السادات إلى الرئيس السيسي..«أميرة ولاية الصعيد»

* عاجل18-5-2019 | 20:40

كتب: عمرو فاروق
أعاد الإفراج عن "بنات دمياط" بالعفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الساعات الماضية، تسليط الضوء على أهم التفاصيل عن أخطر نساء محافظة دمياط، تلك المكناة بـ"أم مصعب"،  التي القت الأجهزة الأمنية القبض عليها خلال شهر يونيو 2018.
اسمها الحقيقى أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، وتكنى  بـ"أم مصعب"، و"أم المثنى"، وتبلغ من العمر 55 عاما، ومتهمة بدعم وتمويل الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم داعش فى مصر.
وتم إحالتها للمحاكمة الجنائية فى القضية رقم 23 لـسنة 2017 جنايات أمن الدولة، والمعروفة إعلاميا بـ"ولاية الصعيد".
تعتبر "أم مصعب" بمثابة حلقة الوصل الفكري بين الإخوان والقطبيين والدواعش،  إذ أن جذورها إخوانية، لكنها كانت الداعم الأساسي في تمويل خلية "ولاية الصعيد"، المسؤولة عن تفجيرات الكنائس الأخيرة التي وقعت في مصر،  وأحالة نيابة أمن الدولة العليا،  خلالها أوراق 68 متهماً، إلى محكمة الجنايات، وضمتها بتهمة اعتناق الأفكار التكفيرية.
كانت أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، المكناة  بـ"أم مصعب"، متورطة في قضية تنظيم الجهاد الكبرى عام 1981.
 "أم مصعب"، هي الابنة الصغرى لـ عبد الفتاح عبده إسماعيل، أحد المخططين لإعادة إحياء تنظيم الإخوان عام 1965، بالاشتراك مع زينب الغزالي، وسيد قطب، وكانت ضمن الاعتقالات في قضية "الجهاد الكبرى"، التي ضمت 302 متهم، من المشاركين والمخططين لاغتيال الرئيس السادات عام 1981، أو الذين خططوا لقلب نظام الحكم، واستمرت القضية لنحو 4 سنوات، وكان على رأس المتهمين فيها أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم الجهاد آنذاك، وزعيم تنظيم "القاعدة" حالياً، إضافة إلى جميع قادة الجناح العسكري للجماعة الإسلامية.
حبست "أم مصعب"، بسجن النساء بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، والتقت داخله بعدد من المفكرات والقيادات النسائية المصرية، أمثال صافيناز كاظم، ولطيفة الزيات، وفريدة النقاش، اللاتى تم اعتقالهن سياسيا، في أحداث 3 سبتمبر1981،  التى أمر بها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وطالت عدد من القوى الساسية بسبب اعتراضها على اتفاقية" كامب ديفيد".
وعقب الافراج عن الدكتورة صافيناز كاظم، التقت الأخيرة بالرئيس محمد حسني مبارك، مع عدد من القوى السياسية، وطالبته حينها بالإفراج عن "أم مصعب"، بسبب حملها، وتأخر حالتها الصحية، فأصدر الرئيس مبارك قرارا بالإفراج عنها، مراعاة لظروفها الصحية، رغم تورطها بشكل كبير في قضية "الجهاد الكبرى".
سهيل أحمد الماحي،  ابن "أم مصعب"، هو أحد عناصر حركة "حسم" الإخوانية،   وتم تصفيته في مواجهة مسلحة، بمحافظة الإسماعيلية في منتصف يوليو 2017، و ابنها "المثني"، سافر لدولة ليبيا، وانضم للتنظيمات الإرهابية هناك، والمرجح مقتله هناك، إضافة أن ولديها "حنظلة ومصعب"، تم القبض عليهما في خلية داعش الصعيد.
كما أن ابن أخيها نجيب عبد الفتاح إسماعيل، الشهير بـ"أبو عمار"، تورط في تشكيل خلايا تابعة لجماعة "التوقف والتبين"، أو تنظيم "الناجون من النار"، من داخل قرية السواحل بمحافظة دمياط.
أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، الشهيرة بـ"أم مصعب"، هي زوجة أحمد أحمد الماحي، الذي كان مسجونا في هذه القضية، وكان قبلها إمام لمسجد المطراوي، بحي المطرية بالقاهرة، لعدة سنوات، حيث يعتبر من أحد أهم المعتنقين لفكر جماعة "التوقف والتبين"، التي أسسها نجيب عبد الفتاح إسماعيل، ابن الشيخ عبد الفتاح عبده إسماعيل، أحد قيادات التيار القطبي في مصر.
كان مسجد المطراوي، بحي المطرية، شاهدا على عمليات التخطيط تنفيذ مذبحة الفنية العسكرية، والتي تعتبر أول محاولة للإنقلاب العسكري المسلح من قبل التيار الإسلامي، ضد الرئيس الرحال محمد أنور السادات، في 18 أبريل 1974،  وأسفرت عن مقتل 17 وإصابة 65،  وهدفت لإعلان الجمهورية المصرية الإسلامية، حيث استولوا على أسلحة بقيادة صالح سرية، الفلسطيني الأصل، الذي صدر حكم بالإعدام ضده فيما بعد، وعرفت فيما بعد تلك الخلية الإرهابية بإسم "تنظيم الفنية العسكرية".
 عبد الفتاح إسماعيل، والد "أم مصعب"،  كان المسؤول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان ، وكان ضمن أفراد القضية الأولى في تنظيم 65 الذين حوكموا أمام الفريق أول محمد فؤاد الدجوي، رئيس محكمة أمن الدولة العليا، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وقتل رئيس الجمهورية وحيازة أسلحة ومفرقعات، وحكم عليه وعلى 6 من رفاقه بالإعدام شنقاً، ونفذ الحكم في 29 أغسطس 1966، في ثلاثة كان هو أحدهم مع سيد قطب، ومحمد يوسف هواش، وخفف الحكم عن الباقين.
نجيب عبد الفتاح إسماعيل، شقيق "أم مصعب"، تم إلقاء القبض عليه في أكتوبر2014، مع ثمانية آخرين بتهمة تكوين خلية تكفيرية تسعى لنشر فكر التكفير والهجرة، داخل البلاد، ووجد بحوزتهم وثائق عن طرق عمل متفجرات وأجهزة كمبيوتر محمولة وبعض خرائط الأماكن الحيوية لمدارس ودور عبادة وعناوين لمحلات مملوكة لأقباط وخرائط لبعض أكمنة الشرطة والجيش، علاوة على وجود أسلحة.
 ووجهت له تهمة تشكيل تنظيم للقيام بأعمال العنف، واستهداف مؤسسات الدولة العامة والمهمة والحيوية، والقيام بالأعمال العدائية بدور العبادة الخاصة بأبناء الطائفة المسيحية ومشروعاتهم التجارية ومنشآتهم الشرطية ودورياتهم الأمنية، وحيازة محررات ومطبوعات وتسجيلات تضمن ترويج أفكار تنظيم "الناجون من النار" والتي تهدف لقلب نظام الحكم، ومنع المصلين من إداء الصلاة بالمساجد التابعة لهم، وإقامة الخلافة الإسلامية، وفرض الجهاد على كل مسلم باستعمال القوة .
ترتكز جماعة "التوقف والتبين"، على أفكار تكفر المجتمع صراحة، وتستند في فكرها إلى نقطتين أساسيتين، الأولى جاهلية المجتمعات المعاصرة، والنقطة الثانية وجوب وجود عصبة مؤمنة تستعلي بإيمانها على الجاهلية الموجودة، ويعتبرون أن أعضاء الحكومة والعاملين فيها محاربون لله ورسوله، ويتم إهدار دمهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، واستباحة سرقة أموال الدولة لتعينهم على حرب الدولة الكافرة.
ويرجع نشأة فكرة التكفير، والتوقف والتبين في الحكم على المسلمين بكفر أو إسلام، إلى مجموعة من تلاميذ سيد قطب، كانوا أحد أهم اسباب انتشار الفكر التكفيري داخل مصر، وهم: أمين شاهين، وكان يعمل بوكالة الطاقة الذرية، ومصطفى الخضيري، من سوهاج، وعبدالمجيد الشاذلي، وكانوا أعضاء سابقين بجماعة الإخوان ، وأطلق عليهم جماعة "القطبيين" عام 1965.
[caption id="attachment_283646" align="aligncenter" width="570"] بنات دمياط[/caption]
أضف تعليق

إعلان آراك 2