د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: تعظيم سلام للممر

د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: تعظيم سلام للممرد. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: تعظيم سلام للممر

* عاجل21-6-2019 | 22:05

أعجبتني بشدة فكرة تغيير النمط السينمائي، الذي كنا نسير عليه خلال الفترة السابقة، من أفلام الشباب، ثم موجة من الأفلام الكوميدية، إلى فترة الأفلام غير الهادفة، ففي هذا الموسم، شاهدت فيلم "الممر"، والذي يحكي إحدى معارك حرب الاستنزاف، التي حدثت بعد نكسة 1967م، فقد كانت فكرة جريئة من صُناع الفيلم، ومن المنتج، أن يُقرروا إخراج فيلم يحكي عن تلك الفترة العصيبة، التي مرت بها مصر، بالرغم من أن الجمهور في الآونة الأخيرة، لم يعتاد على مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، ولكن مُجرد طرح هذا الفيلم في دور العرض السينمائي، لاقى قبولاً رائعًا من الجماهير؛ لأن كل إنسان مصري، وخاصة الجيل الجديد، يحتاج إلى معرفة تاريخ وطنه، وللأسف، ليس كل الشرائح تسعى لهذه المعرفة عن طريق القراءة، فيفُضلون ويُؤْثرون المشاهدة؛ لأنها أسهل بالنسبة لهم، علاوة على كونها أكثر تسلية وترفيه؛ بسبب الحبكة الدرامية، التي تقطع الملل والرتابة، وهنا يكون قد تحقق الهدفان، وهما المعرفة والمُتعة في آن واحد.

وهذا الفيلم نجح وبجدارة في أن يشد انتباه المشاهد، خاصة في الحرفية الشديدة في تصوير مشاهد المعارك، وجعلها أكثر جاذبية، لدرجة أن المشاهد شعر أنه يعيش داخل حلبة المعركة، فدقات القلب كانت تخفق بشدة في الكثير من المشاهد التي كانت تعتمد على التشويق.

فهذه النوعية من الأفلام تخدم المشاهدين، وصُناع السينما في ذات الوقت؛ لأنها تصنع سينما حقيقية، لها هدف ورسالة، علاوة على رفعها للذوق العام للجمهور والمشاهدين، خاصة لو تم طرح القضية بشكل جذابٍ وراقٍ ومشوقٍ، فيا ليت كل منتج أو فنان تستفزه هذه الفكرة، ويُقرر إعادتها بشكل آخر، أو بموضوع آخر.

فالهدف ليس مُجرد تحقيق الربح المادي، بقدر ما هو توصيل رسالة سامية ونبيلة، تُؤرخ أحداثًا لا يعرفها الكثيرون عن وطنهم، وتصنع رموزًا وأبطالاً، ربما يكون التاريخ قد أغفلهم دون قصد، في ظل مرور البلاد بالكثير من الأحداث المُتلاحقة، فهذه هي الأهداف الحقيقية للفن والمُبدعين.

فحقًا، صُناع فيلم "الممر"، يستحقون تعظيم سلام.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2