حوار- أحمد الطوانسى
تعرض منتخب الفراعنة للإقصاء على يد منتخب جنوب أفريقيا ، في لقاء غابت عنه روح التنافس والأداء الجماعى, وتوجهت «دار المعارف» للخبير الكروى د. طه إسماعيل لمعرفة ما هى الأسباب التى أدت إلى ظهور المنتخب الوطنى بهذا الشكل، خاصة أن البطولة تقام على أرض مصر ووسط الجماهير المصرية الشئ الذى يدفع اللاعبين إلى القتال داخل المستطيل الأخضر والظهور بشكل أفضل من ذلك.
ما هى الأسباب التى أدت إلى ظهور المنتخب الوطنى بهذا الشكل ؟
منتخب مصر يمتلك القدرات فى التهديف من أقل الفرص بأقل المجهودات، ولكن كان ينقصه الأداء الجامعى والشكل الاستعراضي فى تمرير الكرة وتحريكها من جانب إلى آخر و"الوان تو" و"الأوفر لاب" وهذا المصطلحات عندما يقوم أى فريق بتطبيقها تجعل الفرق الأخرى تحترمه وتهيب منه، ولكن عندما نلجئ للعب الدفاعى المنكمش والظهور من آن لأخر فى هجمات متفاوته يجعل الفريق المنافس يطمع فى اللقاء ويهاجمك بشراسة لأنك تحترمه فى الملعب بشكل أكثر من اللازم.
وفى أخر لقاء في دور المجموعات أمام أوغندا كان المنتخب يقدم كرة قوية وكان قريب من إستقبال هدف ولكن براعة الشناوى هى من أوقفت هذه الخطورة، ونجح المنتخب الوطنى فى الفوز بكرة ثابتة لمحمد صلاح سكنت الشباك وأعلنت تقدم المنتخب الوطنى بأقل الأداء، وفى مشهد أخر نجح المحمدى فى استغلال خطأ للدفاع وأحراز هدف، ونحن نمتلك إماكنية التسجيل ولكن نفتقد إمكانية الإقناع.
هل كان يمتلك أجيرى سياسة التدخل لتغير إستراتيجية اللعب فى الملعب عندما يقرأ الخصم مبكرًا؟
عندما تولى كوبر قيادة المنتخب الوطنى كان الجميع ينتقده لأداءه الدفاعي رغم وصولنا لنهائى كأس الأمم أمام الكاميرون وكنا قريبين من التتويج بالبطولة، ونجحنا فى الوصول إلى كأس العالم بعد غياب طويل، وكنا نهاجمه لعدم فتح طريقه اللعب ومباغته الخصم والقيام بأداء هجومي لكننا اكتشفنا اليوم أنه كان يعرف خامات اللاعبين المنضمة معه جيدًا وكان يحقق المطلوب منه فقط.
وفى ولاية أجيرى قام بفتح اللعب بالطريقة الهجومية، بعدما وصل إليه البعض أن كان الجميع ينتقد كوبر لميوله للطريقة الدفاعية فقام باللعب بشكل هجومى وفى لقاءه الأول أمام النيجر بسداسية، ومع إي سواتيني وحقق نتيجة إيجابية وفى لقاءه الثالث أمام المنتخب التونسى كان المنتخب متعادل حتى الدقائق الأخيرة وقام صلاح بإحراز هدف الفوز وفى لقاء أمام نيجيريا وهو يعتبر أول لقاء قوى له تعرضنا لهزيمه بهدف نظيف، وفى لقاء النيجر مرة أخرى خارج أرضنا تعادلنا، ولكن فى النهاية هي لقاءات ودية أمام منتخبات ضعيفة الأداء واطمئنت الجماهير وقامو بتشيجعه الأمر الذى جعل له فلسفة غريبة وهى العشوائية فى الملعب لا تملتك الخامات التى تجعلك تهاجم بالشكل الأمثل ولا الدفاع بشكل أفضل، على سبيل المثال إشراك اللاعب باهر المحمدى وجعله يتقدم ويقوم بعمل عرضيات وهو لاعب جيد ولكنه المكان الرئيسي الذى يجيد فى هو "الباك" والتقدم بحرص لعدم استغلال هذا التقدم من الفريق الخصم.
هل أجيري كان يمتلك إختيارات تجعله يقدم أداء أفضل من هذا؟
أنا أحترم الجميع، ولكن إذا أردنا التقدم والتطوير علينا أن نكون صادقين، أجيري أساء الإختيار بين اللعيبة، وقام بالتركيز على حجم اسم اللاعب أكثر من أدائه مع فريقه "بدون التطرق إلى أسماء"، وبدون ذكر أسماء كان يهتم بجمع المحترفين دون التركيز على أرقامهم مع الفريق المنضم له، عندما تريد الاستحواذ وتقديم قوى يجعل الجميع يحترمك، عليك بأمرين أولهم امتلاكك لخط وسط قوى، وثانى أمر الأداء الجماعى وتوصيل الكرة من لاعب لأخر بشكل جيد الأمر الذى يصلك لمرمى الخصم بسهوله وإتاحه فرص أكثر لهز الشباك.
أجيرى كان عليه التركيز على ضم الجيدين الذين يظهرون بشكل قوى مع أنديتهم فالجميع أصابته الدهشة بعدم ضم عبد الله جمعة بعد الأداء القوى الذى يقدمه مع الزمالك، وعدم ضم محمد هانى رغم السرعات ولعبه بعرضيات رائعة مع النادي الأهلى، لماذا لم يضم كهربا والجميع يعلم أن طريقة لعبه عشوائية ولكن يمتلك المهارة التى تجعله إضافة وإمكانية احراز هدف من فرصة ما، وكان عليه أن يقوم بإختيار مهاجمين أصحاب قوة ولديهم القدر على إحراز الأهداف، ومنتخب مصر أحرز 5 أهداف فى دور المجموعات، لا يوجد هدف منهم أحرزه مهاجم صريح، كان ضمن القائمة لاعبين باكات ولن تلعب مع أنديتها وكان كوبر يقوم بإختيارات مثل ذلك ولن يشركهم، فلماذا نقوم بجمع اللاعبين الذين لم يلعبو مع أنديتهم ولم يلعبو مع المنتخب ؟، لابد أن نكون أكثر حرصًا ودقه فى اختيار اللاعبين فى مثل هذه البطولات.
هل كان يجب علي أجيري تغيير استراتيجية اللعب، ودراسة الخصم جيدًا قبل المواجهة؟
أجيري كان بمثابة المدرب الغامض لا توجد له استراتيجية معينة كان يقدم العشوائية فى الملعب بعكس كوبر الذى كان يمتلك استراتيجية واضحة وصريحة أمام الجميع كانت استراتيجيتة دفاعية.
لقاء جنوب أفريقيا كان يجب عليه أن يكون واضح فى الملعب ويتدخل فى الأوقات المناسبة، بتغير أو بأى شئ، ولكن فوجئنا بأنه يصر على العشوائية الأمر الذى أدى إلى هذه النتيجة بعد تغيير خاطئ وكارثى بخروج النني وفتح وسط الملعب تمامًا من الذى يجرئ على مثل هذا فى وقت راهن فى المباراة ؟، وبأى عقل تفتح وسط الملعب فى هذا التوقيت، إذا استقبلت هدف ستودع البطولة ، ولكن هذه هى كرة القدم وعلينا التعلم من أخطاءنا.
من سيكون الحصان الأسود فى هذه البطولة؟
منتخب مدغشقر برغم من ظهوره للمرة الأولى فى تاريخه نجح فى تصدر مجموعته ومن المتوقع أن يذهب إلى أدوار متقدمه ومدغشقر تقع فى جزيرة بشرق أفريقيا بالمحيط الهندى و تمتلك لاعبين يتمتعون ببنيان جسمي قوى وأكثر رشاقة ولياقة بدانية عالية ولديهم نمط جسمانى خاص لأنهم لا يتم تصنيفهم كأفارقة من الدرجة البحته مخلطين مع شرق آسيا ولذلك يمتلكون الرشاقة والسرعة وهو ما يميزهم عن الأفارقة الذين يمتلكون العضل الجسمانى ، ولذلك نرى أنهم يقدمون أداء جيد، بعكس ما كان الجميع يتوقع أنهم لن ينجحوا في الصعود من دور المجموعات .
من المنتخبات المرشحة بقوة لإقتناص البطولة بعد إقصاء مصر؟
نرى الجزائر تسير بخطى ثابتة وتقدم أداء أكثر من رائع.. ونيجيريا فاجئت الجميع بإقصائها للكاميرون حامل اللقب، والسنغال فريق قوى جدًا، ومالى تقدم أداء جيد ولكن قد يكون الحظ حليفها فى الصعود للمربع الذهبي.