أمل إبراهيم تكتب: البطل الطفل محمد ربيع عليان

أمل إبراهيم تكتب: البطل الطفل محمد ربيع عليانأمل إبراهيم تكتب: البطل الطفل محمد ربيع عليان

*سلايد رئيسى1-8-2019 | 17:48

فى الحقيقة إننى كلما حاولت الكتابة عن قصة الطفل الفلسطينى الذى شاهدته اليوم على شاشات التليفزون ومواقع التواصل لا أعرف من أين أبدأ.. إن فلسطين ما زالت. يبدأ المشهد بتجمهر المصورين والصحفيين حول رجل شاب يصطحب فى يده طفل صغير ويتبعه عشرات الرجال ، تبدأ الكاميرات فى التركيز على الطفل بطل القصة وبطل الواقع الذى نعيشه ونعاصر أحداثه لتؤكد حالة الجنون الإسرائيلى والرعب الذى يعيشون فيه والأمل الفلسطينى الذى يولد ويتجدد كل يوم. يسير الطفل بكل شجاعة وهدوء حاملا فى يده كيس الحلوى وزجاجة العصير وممسكا بالأخرى يد والده.. صورة طفل المقاومة الصغير تستحق أن تكون أيقونة فلسطينية جديدة ،بكل هدوء وشجاعة يذهب محمد إلى التحقيق وبكل الفخر تبعه الرجال ، يقول والد الطفل إن ابنه لم يكن يعرف أين هم ولماذا جاءوا إلى الشرطة وكان يعتقد أن الأمر لعبة مثل تلك الموجودة على الأنترنت" بابجى". تهمة محمد التى وجهت إليه هى رمى حجر على مركبة إسرائيلية أثناء اقتحامها بلدته العيسوية،  ما زالت حجارة الفلسطينيين ترهب الصهاينة وتثير الرعب فى نفوسهم حتى لو كانت من كف طفل صغير تدعى حكومة بني صهيون أنه أرهابى ولكن كيف تكون العقوبة ؟ تم الحكم على محمد بعدم اللعب خارج منزله وهددت شرطة الاحتلال المقدسي ربيع عليان بتحويل طفله محمد إلى الشئةون في بلدية الاحتلال مما يعنى (إنهاء وصاية الأب عليه) إذا عاد لإلقاء الحجارة على رجال الجيش الإسرائيلى مرة أخرى. انتهى الخبر تاركا فى نفسحالة من الذهول وعدم التصديق لما يحدث حولنا فى العالم وما نقرأه ونتداوله من أخبار غير منطقية وغير عادلة وتضج بالجنون والظلم والتناقض الواضح.. جيش إسرائيل الذى لا يقهر.. ترهبه يد طفل صغير لم يبلغ الخامسة !! إسرائيل التى تتباهى أنها أكثر دول المنطقة ديمقراطية تستدعى طفل للتحقيق وتمنعه من اللعب خارج بيته وإلا أنهت وصاية الأب عليه!! يبرر الإعلام الإسرائيلى الحادثة أن الشرطة استدعت الأب للتحقيق حول ابنه الطفل الذى رمى المركبة بحجارة وطالبته بمنعه من اللعب فى الخارج.. ولكن أى تبرير يسوقونه وهم يقتحمون البيوت ليفزعوا الأطفال والاهالى بتهديدهم بنزع أطفالهم منهم ورفع الوصاية عنهم.. وهل هذه هى المرة الأولى؟؟ تؤكد تقارير فلسطينية صادرة من نادى الأسير الفلسطينى تقول إنه ليس الطفل الأول ولن يكون الأخير قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز حوالي 300 طفل في سجونها أغلبهم أقل من 16 عاما.. يرتكب الاحتلال جرائم علنية بحق القاصرين وتتعرض الطفولة إلى انتهاكات واضحة فى ظل صمت المجتمع الدولى. والسؤال الذى يطرح نفسه هو أين العالم مما يحدث فى فلسطين ،أين الإعلام العربى والغربى من الحديث عن حماية الطفولة بعيدا عن حماية الأوطان..كلمات استهجان وتنديد وشجب وإدانة هذا كل ما يملكه العالم أمام الانتهاكات الإسرائيلية فى حق طفل صغير وشعب يعانى. تحاول إسرائيل بشتى الطرق أن تكسر معنويات الشعب الفلسطينى بأن تجبره على التخلى عن الأرض.. بهدم البيوت واقتلاع الأشجار ومحاربة الصغار ومنعهم من اللعب لأنها تعرف أن لعبتهم المفضلة هى المقاومة .

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2