د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: تعلم لغات جديدة

د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: تعلم لغات جديدةد. داليا مجدي عبد الغني تكتب: تعلم لغات جديدة

*سلايد رئيسى14-8-2019 | 17:37

تعلم اللغات أمر رائع، فما أجمل من أن تفهم لغة الآخرين؛ حتى تستطيع أن تتفاهم معهم وتشعر بهم، وهذه اللغات لا تكمن فقط في اللغات الحيّة، التي يتحدث بها الشعوب، ولا في لغة الجسد، التي تُوضح الإيماءات والإشارات المُعبرة عما يدور بداخل الإنسان، ولكنها أيضًا تكمن في لغة الإحساس، فلكل إنسان لغة يتحدث بها، تُعبر عن شخصيته وكينونته وإحساسه، وهذه اللغة إذا توصل إليها أحد، يستطيع أن يتوحد مع تلك الشخصية.

فللأسف، الذي خلق الفجوة بين الناس، هو عدم قُدرتهم على تفهم لغات بعضهم البعض، فالجميع يريد أن يتحدث بلغته هو فقط، ولا يعبأ بالآخرين.

فإذا أردت أن تكسب الشخص الذي تتعامل معه، فحاول أن تتعلم لغته، وهذه اللغة يُمكن تعلمها عن طريق فهم تفكيره، وأسلوب حواره، وميوله، ونقاط ضعفه، وغيرها من الأشياء التي تُكون شخصيته.

فمن يستطيع أن يُلِمّ بتلك الأمور، فهو قطعًا سيقطع شوطًا كبيرًا في القُدرة على التفاهم مع من يتعامل معهم، والحقيقة أن السبب في كثرة الخلافات، سواء الزوجية أو الأسرية، أو الاجتماعية، هو عدم قُدرة البشر على فهم لغات بعضهم البعض، فكل منهم لا يسمع سوى نفسه، ويكتفي بتفهم ذاته، ولا يعبأ بالآخرين؛ بما يتسبب في حدوث فجوة هائلة بينه وبين الآخرين.

لذا، علينا أن نُدرك معنى وجود الآخرين في حياتنا، فهؤلاء البشر هم جزء من تركيبة يومنا، ومن الطبيعي أن نسعى لمحاولة فهمهم وتفهمهم؛ حتى تستقيم حياتنا معهم، وإلا تحولنا إلى كائنات، تعيش مع بعضها البعض بأجسادها فقط، دون أن تجمعهم لغة حوار واحدة، ولو حدث الحوار، فسيتحول إلى سيمفونية نشاز مُؤرقة، تُسبب الإزعاج والضوضاء لكل من حولها.

ولا مانع أن نحصل على بعض الكورسات في تعلم لغة من يهمنا أمرهم، كما نتعلم الكثير من لغات الشعوب والدول الأخرى.

أضف تعليق

إعلان آراك 2