د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: سور الهلال الثقافي

د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: سور الهلال الثقافيد.داليا مجدي عبد الغني تكتب: سور الهلال الثقافي

* عاجل20-9-2019 | 17:42

أعجبتني بشدة فكرة افتتاح سور ثقافي لدار الهلال، يتم عرض الأعمال والكتب الثقافية القديمة والحديثة فيه، فهذا الأمر يعمل على تنشيط حركة الثقافة في مصر، وتشجيع الشباب على استعادة هواية القراءة، التي ضاعت على أعتاب السوشيال ميديا.

فنحن بالفعل بحاجة إلى تجديد دماء الثقافة بشكل دوري، فهذا الأمر سيلفت نظر الأجيال إلى أهمية القراءة، وأنه لا ثقافة بدون قراءة، علاوة على أنه بعرض الكتب والروايات التراثية، سيجعلنا نعود للوراء واكتشاف تاريخنا وحضارتنا، فالكتب القديمة لها صدى نفسي شديد على القراء، فهي تُعيد إليهم زمنًا، قد تمنوا أن يتلمسوا ملامحه، أو يُثير لديهم الفضول في معرفته والتعايش بين سطوره، وفكرة هذا السور تنطوي على عرض القديم، ودمجه بالحديث؛ لكي يتم إشباع القارئ بكل ما يحتاجه، وما تميل إليه نفسه.

ومن وجهة نظري أن القراءة عليها عامل كبير في تغيير نُفوس وطبائع البشر، وتنشيط ملكة التفكير بداخلهم، والأجيال الجديدة على وجه الخصوص بحاجة إلى تقويم سلوكياتهم، بشكل مُستمر؛ حتى لا ينغمسوا في سلوكيات الظواهر الجديدة، والقراءة بجانب أنها تملأ أوقات الفراغ بشكل مفيد ونافع، فإنها أيضًا تخلق حالة من الهدوء النفسي، والتفكير والسكينة، بداخل الإنسان.

فكم من كتاب احتوى على سيرة ذاتية لأحد الزعماء، خلق زعيمًا جديدًا، وكم من رواية عَدَّلتْ من فكر، كان على وشك الانحراف، فالقراءة لها قوة السحر على الإنسان، فهي تُشبعه نفسيًا، وتُغذيه معنويًا، وليتنا كما نرى أثناء سيرنا في الطريق هذا الكم الهائل من محلات الموبايلات، أن نرى كمًا هائلاً من المكتبات والمُخيمات، التي تحتوي على أندر أنواع الكتب.

فالثقافة هي بداية بناء الإنسان الحقيقية؛ لأن الإنسان المُثقف لا يحتاج إلى الكثير من الوقت لاستيعاب أي أمر في حياته، فهو يكون أكثر مرونة في تفهم ما يجري حوله، ولكن بشرط أن يُطبق ما يقرأه على حياته وسلوكياته.

لذلك أتقدم بخالص الشكر، لكل القائمين على هذا السور، وأتمنى أن يتحول هذا الأمر إلى سلوك دائم ومستمر؛ من أجل تنشئة جيل مُثقف، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أضف تعليق

إعلان آراك 2