وزير الإعلام الأردنى الأسبق أيمن المجالي: لابد من الوصول إلى تفاهم إعلامى عربى لمكافحة التآمر على بلادنا

وزير الإعلام الأردنى الأسبق أيمن المجالي: لابد من الوصول إلى تفاهم إعلامى عربى لمكافحة التآمر على بلادناوزير الإعلام الأردنى الأسبق أيمن المجالي: لابد من الوصول إلى تفاهم إعلامى عربى لمكافحة التآمر على بلادنا

* عاجل10-12-2019 | 20:42

- إعلام العرب يحتاج دعمًا من الدول وإعطائه الحرية الكاملة حتى يستطيع أن يغطى كل القضايا
- يجب أن يكون هناك اعتدال وايجاد حل للفلسطنيين بإنشاء دولة فلسطينية
- العالم العربى فى حالة من الانقسام والأمور صعبة جدا
- الإعلام الغربى والإسرائيلى يحاول بث الشائعات حتى يزعزع الأمن العربى ويؤثر عليه داخليا
- سيناء أرض مصرية ولا يمكن أن يتخلى الشعب المصرى عن جزء فيها

حوار: عاطف عبد الغنى

تصوير: باسم صابر - رمضان على
ساهم فى إعداد الحوار للنشر: إبراهيم شرع الله
إلى جوار الملك حسين بن طلال، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الراحل، عمل نائب رئيس الوزراء، ووزير الإعلام الأردنى الأسبق، ورئيس التشريفات الملكية الأسبق، أيمن هزاع المجالي، لسنوات طويلة، امتدت إلى عهد خلفه، الملك الحالى عبد الله الثاني بن الحسين، فجمع بين السياسة والإعلام، على مستوى الوظائف، والمهام، التى تولاها بشكل رسمى فى بلده، وهو الآن، ليس ببعيد عن ممارسة السياسة فكرا والإعلام وإدارة الأموال وظيفة، فهو يرأس حاليا إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية “الرأي”، إلى جانب إدارة أحد أكبر بنوك القطاع الاستثمارى الأردنية. شخص مثله جدير بأن يبسط ويوضح أحوال المنطقة العربية، وتداخلاتها مع أحوال العالم، وانعكاس ذلك على حل القضية الفلسطنية، والأردن شريك أساسى فى هذا الحل، ووضعية الإخوان المسلمين، وتحديات الحاضر والمستقبل القريب، كل هذه القضايا التى حاولنا أن نبحثها مع ضيف مصر و"دار المعارف" السياسى والإعلامى المخضرم أيمن هزاع المجالى. [caption id="attachment_384311" align="aligncenter" width="454"] وزير الإعلام الأردنى الأسبق أيمن المجالي فى حواره مع رئيس التحرير عاطف عبد الغنى[/caption] * العرب يمتلكون أذرع إعلامية قوية ولكن برأيك هل استطاعت التعبير عن الأزمة والضغوط السياسية التى تمر بها المنطقة.. وهل نحن غير قادرين على مواكبة الإعلام الغربى والرد على أباطيله وتدخلاته التى ليست فى صالح المنطقة؟ ** يحتاج إعلام العرب دعمًا من الدول ككل بإعطائه الحرية الكاملة حتى يستطيع أن يغطى كل القضايا، لأنه يوجد مواقع ووسائل تواصل غير صادقة، ونحن كمؤسسات فيها طابع من الحكومة وهى التى تعطى المعلومة الصحيحة وتحقق مسقبلها ومستقبل المستمع أوالقارئ أو المشاهد، فلا بد من وجود حرية وأدوات كاملة من كل الدول العربية لهذه المؤسسات حتى تسطيع إعطاء المواطن الحقيقة والمنافسة، لأن العالم العربى يمر بمرحلة صعبة الآن، ونرى يوما بعد يوم دولة على وشك الانهيار والتمزق وحدوث حروب أهلية، وهناك بعض المواقع غير الصادقة فى معلوماتها تزيف الحقائق  لخلخلة الدول فى الداخل.

خطوة خطيرة

* حث نتنياهو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على ضم غور الأردن إلى إسرائيل.. كيف ترى هذه الخطوة؟ ** أعتبرها خطوة خطيرة والآن نتحدث عن صفقة القرن، التى تشمل القدس والمستوطنات ووادى الأردن، وإذا تمت هذه الخطوة لا يبق أى حل للدولتين الفلسطنية والإسرائيلية، ونتنياهو يجرى على الانتخابات ويريد أن يصل فى النهاية إلى الهدف الذى يطمع فى تحقيقه. * كيف ترون فى الأردن سيناريو ضم الفلسطنيين إلى بلدكم؟.. وكيف تتعاملون معه ؟ ** الضغوط كبيرة لكن يجب أن تكون هناك إرادة من الدولة والمواطنين لمكافحة هذه الضغوط والخطورة ليست فى سكان الضفة الغربية فقط؛ لأن إسرائيل يتحدثوا عن يهودية الدولة فماذا يقصدون؟.. أيضا الفلسطنيين الذين يعيشون على الأرض الفلسطينية المحتلة، التى تسمى دولة إسرائيل وهنا أنت تحكى عن مليون و70 ألف مواطن، تحكى عن دولة يهودية لا يعيش عليها غير اليهود (عنصرية)، وبالتالى نحكى على موضوع لا يؤثر على الأردن فقط بل يؤثر على العالم العربى وهو ما تريده إسرائيل، وقد يبدأ فى الأردن وينتهى فى دول أخرى، فلديهم معتقداتهم الدينية التى تتحدث عن إسرائيل الكبرى أو التوراتية، من الفرات إلى النيل، هناك خطورة حقيقية على العالم العربى ككل. ونحن كأردنيين نعي هذه الأمور كدولة ومواطنون بأنها ليست سهلة ولكننا متعاونون مع بعض لإفشال أى مشروع ضد الدولة، وخلال شهور قليلة ستجرى الانتخابات الإسرائيلية، وبالتالى إذا ما نجح نتنياهو ستنتهى كل هذه الأمور، ومن خلال مشاهدتى للانتخابات الإسرائيلة السابقة فى إسرائيل سمعت صوتا عقلانيا، هناك أحزاب جديدة تتشكل خاصة بعدما انتهى حزب العمل كقوة فى إسرائيل، وهناك نغمة جديدة إذا نحن استمرينا بالتطرف قد يؤدى إلى الدمار لديهم، والبتالى يجب أن يكون هناك اعتدال وايجاد حل للفلسطنيين بإنشاء دولة فلسطينية وهو مبدأ حل الدولتين وإذا لم يتم حل هذا الموضوع سيكون هناك اضرابات فى العالم العربى وحتى فى إسرائيل، وستكون النتيجة سلبية على الجميع.

رهان الحمائم والصقور

* هل رهاننا الأكبر كعرب نلقى به على التغيير السياسي المنتظر فى إسرائيل بين الحمائم والصقور؟! ** نرى الآن فى العالم العربى حالة من الانقسام والأمور صعبة جدا، الأوضاع فى ليبيا والعراق والجزائر واليمن غير مستقرة، وكل دولة خائفة على مستقبلها ودائما أقول إن وحدة وقوة الدول العربية انتهت بغزو العراق للكويت، وكان آخر مسمار تم دقه فى نعش العالم العربى احتلال الكويت وبالفعل بعدها بدأ المنطقة العربية بالانهيار، ولإعادة البناء من جديد نحتاج إلى فترة زمنية كبيرة، وأشعر أن الأجيال القادمة لديها شعور وحس وطني وقومي وطرق أخرى لتحقيق الأهداف. وأعول أن هناك إدارة أمريكية تعمل بتصرفات شخصية وليس بسياسة عامة وتصرفاتها ليس فيها مصلحة للولايات المتحدة، وفى النهاية تتعامل مع الأمور بصفة شخصية، وبالتالى تكون النتيجة سلبية وينعكس علينا ذلك سلبيا، ونحن نعول دائما على ما يصل إليه الخصم من سياسات، وبالتالى يشعر الخصم أنه فى حالة خطر إذا نفذ ما يسمى بصفقة القرن أوغيرها أو بالتهجير غير المقبول، لا أردنى ولا عربى.

رسائل للآخر

* يوجد فى الشارع الإسرائيلي دفع بالكراهية والتحريض والسعى لتنفيذ هذه الخطط الخاصة بإقامة الدولة اليهودية.. نحن كإعلام عربى لماذا لا نواجه الشارع والمواطن الإسرائيلي ونمرر له رسائل لتجنب هذه المخاطر؟ .. ولماذا مقصرون فى هذا الأمر؟ ** أنتم فى مصر ونحن فى الأردن يوجد حديث مع الشارع بالسلام والتفاهم ووصلنا إلى اتفاقيات سواء كامب ديفيد أو وادى عربة، ودائما نطمئن الإسرائيليين أنهم إذا ساروا بالاتجاه السلمى سوف يسير العالم العربى فى هذا الاتجاه، ولكن للأسف هناك مجموعات داخل إسرائيل متعصبة ولا تريد ذلك. وفى بداية الخمسينيات قرأت أحد الكتب، وكان يتحدث عن اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل فى عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولكن أفشلها المتعصبون داخل إسرائيل وكانت فى هذه الأيام الأمور من الممكن أن تحل بسهولة ولكن كان هناك تعصب وكراهية وهو الذى يسيطر على المجتمع الإسرائيلي وعلى الكراهية للعرب وهذا يؤثر علينا سلبيا. * الإخوان المسلمين ومن يردد أكاذبهم يحاولون تدخل مصر فى صفقة القرن وسيناء تحديدا.. هل سيناء جزء من الصفقة؟ ** كلها أحاديث وليس هناك شىء على أرض الواقع وأعتقد أن النظام المصرى لا يفرط فى جزء من أراضيهم لأنهم هم أصحاب الإرادة فى ذلك، ويحاول الإعلام الغربى والإسرائيلى يبث هذه الشائعات حتى يزعزع الأمن العربى ويؤثر عليه داخليا، وسيناء أرض مصرية ولا يمكن أن يتخلى الشعب المصرى عن جزء فيها، وأيضا الشعب الأردنى لا يمكن أن يفرط فى الإخوان أرضه.

الإخوان

* الإخوان مكّون قبلى من مكونات المجتمع الأردنى.. هل النظام فى الأردن يقبل هؤلاء ؟ ** جماعة الإخوان فى الأردن ليست قوة، لكننا لا نستطيع تجاهلهم كمعارضة، وللأسف الشديد أى أحد يعارض الدولة ويصوت للإخوان، يعتبر هذا التصويت عقابى، وفى الحقيقة ليس عندنا زخم الإخوان المسلمين، والقيادات ليس بالفكر المعارض ولكنهم يحاولون استغلال الدين، وف المقابل فالمواطن الأردنى واع ويعرف مصلحته جيدا، وأصبح التنظيم الإخوانى به تقسيمات داخلية أبرزت أحزابا تابعة له ومنفصلة منها "زمزم" وغيرها، وهم يعرفون مصلحتهم فى النهاية، إذا صارت بينهم مشكلات تنعكس عليهم فى النهاية سلبيا.

فى أحسن حالتها

* هل ترى أن العلاقات المصرية الأردنية الآن فى أحسن حالتها الآن؟ ** العلاقات المصرية الأردنية أصبحت جيدة وأرى لقاءات الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، ودائما بينهما اتصالات مباشرة وزيارات متبادلة بين البلدين، والمصالح بين مصر والأردن متكاملة فى كل المجالات، ونحن الأردن نعتبر مصر مثل ما يقال عنها أنها أم الدنيا، ويجب أن ترجع إلى موقعها الرئيسي بقيادة العالم العربى كما كانت فى السابق. * هل المنطقة تحتاج إلى حالة من الاستقرار حتى تعمل فى تجاه مصالح الشعوب العربية ؟ ** الحقيقة أن الأوضاع العامة فى المنطقة القلقة التى نعيش فيها، تبدأ بدافع من الشعوب وقد تنتهى باستغلال دول وأحزاب، وبالتالي يكون هناك قلق وتخبط فى المنطقة، ونرى ما حدث فى العراق نتيجة ظروف دولية، ولبنان الأوضاع الاقتصادية فيها صعبة جدا على الرغم من أنها مقبلة على اقتصاد جيد بعد اكتشاف مصادر غاز ونفط جديدة، بدأت تظهر عندها، ولكنها بداية ثورة شعوب وفى النهاية تدخل عليها مجموعات أخرى تحولها من اليمين إلى اليسار والعكس، وهذا مكمن الخطورة فى ذلك. ونأمل أن تكون الشعوب العربية واعية وقادرة، والدول تتعامل معها بطريقة حكيمة حتى تتخطى فى النهاية على ما يتأثر به مستقبل العالم العربى، لأننا نرى ما حدث فى اليمن والعراق والجزائر من عدم استقرار، ومن صراع سلمى إلى دموى، وما يحدث فى العراق مأساوى وأخاف أيضا على لبنان لأن فيها أحزاب مسلحة وبالتالى تنعكس سلبيا على الجميع، والعراق ليس بها العنصر الشيعى فقط ولكن يوجد عناصر أخرى وكلها مسلحة ويوجد أيضا صراع وتدخلات. وإذا انحلت مشكلة العراق ولبنان ستقلل من الضغوط ويجب على القيادات العربية أن تعمل بقوة فى المرحلة المقبلة على ايجاد حلول لاستقرار المنطقة. * هل ترى من وجهة نظرك أن الإعلام والثقافة يقومان بالدور المنوط به للحفاظ على الدول العربية لصناعة حالة الوعى الحقيقي.. أم هناك تقصير؟ ** أرى أن كل دولة لا بد من تعزيز وتدعيم كل مصادر قوتها لأن وسائل التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" أصبحت تلعب بالشارع وتنقل له معلومات غير حقيقية وبالتالى تنعكس سلبيا على الدولة والمواطن، ولا بد من دعم الإعلام حتى يستطيع إعادة مكانته فى الشارع لتوصيل الرسالة الحقيقية للمواطن وهذا يخفف من الأزمات والشائعات التى تدور فى الشارع. * من الشأن العام إلى الشأن الخاص.. كيف تخططون فى المؤسسة الإعلامية التى ترأسونها لمواجهة تحديات الحاضر، والدخول إلى المستقبل؟ ** فى مؤسسة "الرأى" يوجد لدينا موقع إلكتروني للصحيفة، ومراكز تدريب، ونعمل أيضا جاهدين على إنشاء محطة إذاعية "FM" حتى يصار لدينا منظومة متكاملة تجذب الإعلانات لكى نعطى المعلن الوسيلة التى يريد الإعلان فيها، وهذا تفكرنا العام للمستقبل. ونعمل الآن على البحث عن كيفية زيادة التوزيع، ولدينا مؤسسة توزيع تابعة لمؤسستنا تقوم بتوزيع مطبوعاتنا، وتقوم أيضا بتوزيع منتجات صحف أخرى، وبذلك نحقق التكامل للعملية الصحفية حتى تحتوى مؤسستنا على كل شىء، ولدينا أيضا عملية لتطوير الأرشيف الخاص بنا وتحويله إلى أرشيف رقمى، وتعاقدنا مع مؤسسات إمارتية فى هذا الموضوع، ونحن الآن نقوم بتطوير الموقع الإلكترونى وخلال الأيام القليلة المقبلة يكون قد تم الانتهاء من تطويره، وحريصون على أن يكون هناك توازى بين الموقع القديم والجديد حتى يسير الأخير دون أى مشكلات تقنية. * بشكل عام ما نصيحتك للإعلام، ومؤسساته، سواء أكان مسموعا أو مقروءً أو مرئيا؟ ** لا بد من التطوير والعمل على تلبية متطلبات المواطن والقارىء بجدية، ومثلما قلت سابقا، بدون دعم من الدولة لا يستطيع الإعلام تحقيق الهدف المطلوب منه، والدعم ليس ماديا فقط ولكن يجب أيضا أن الدولة تمده بالمعلومات الصحيحة حتى تكون سبق صحفى له، قبل أن تستغله الـ "سوشيال ميديا" بطريقة خاطئة لإثارة البلبلة فى الشارع، والدولة عليها واجب ونحن كإعلام أيضا علينا واجب بأن نطور فى مهنتنا لمواكبة العصر. وصراع الإعلام فى العالم العربى أصبح يشوش على المواطن فلا بد من الوصول إلى تفاهم إعلامى عربى لمكافحة التآمر على الدول العربية.

المؤامرة

* هل أنت مؤمن بالمؤامرة على المنطقة العربية؟ ** أعتقد أن الجميع يتآمر على أن يبقى العالم العربى منكسرا وهذا ليس من مصلحتنا، ونحن كمواطنين يجب علينا أن نعيد بناءنا العربى من جديد إلى الطريق الصحيح حتى تفشل كل المؤامرات المخططة لهدمنا كعرب. https://youtu.be/TlU1b0Fk3lA
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2