فى ذكرى رحيله.. أسباب صنعت أسطورة هيكل

فى ذكرى رحيله.. أسباب صنعت أسطورة هيكلفى ذكرى رحيله.. أسباب صنعت أسطورة هيكل

*سلايد رئيسى21-2-2017 | 22:04

كتب: عاطف عبد الغنى
ما أسرع كر الأيام .. من يصدق أن عامًا مر على رحيل الأستاذ .. الكاتب الكبير .. الجورنالجى ألمؤسسة .. محمد حسنين هيكل ؟!
مر عام على إعلان الأستاذ انسحابه الأخير، وقد انسحب فيه غير مهزوم.. غادر وهو محاط بتلال من الزهور.. وكان الأستاذ ذات مرة قد داعب جمهور الحضور فى إحدى ندواته وقد تحلقوا حول المنصة التى يجلس عليها فقال لهم مداعبا تفسحوا .. قالها على طريقة هيكل: «أخشى أن أموت مختنقًا تحت تل من الزهور».
كان يقصد بالزهور محبيه ومريديه من المزدحمين حوله، وهم مهما كان عددهم لا يمثلون قطرة فى ملايين متابعى هيكل الذين توزعوا على خارطة العالم يقرأونه، أو يقرأون عنه أو يستمعون له متحدثا فتنفتح لهم طاقات يطلون منها على الدنيا وتقلباتها ويفهمون من أين وإلى أين تتجه الرياح وتسير حركة التاريخ فى ماضيه وحاضره ومستقبله، ويصدقونه.. أقصد يصدقون هيكل لأنه مسلحًا دائمًا بأدوات لا يمتلكها كثيرون غيره.. وهو يملك إجادة تقديم معلوماته فى صورة وثائق، وعرض أفكار فى بناء هندسى مُحكم وصك عبارات كما لو كانت مأثورات أو حكم هيكلية (خاصة بهيكل).
 كل ما سبق صادر عن ذهنية حاضرة مستوعبة لجانب كبير من تراث اللغة العربية التى ينتمى إليها ويحفظ جانبًا ليس قليلًا من ديوانها الثرى بالمفردات والمعانى.. وتراث آخر ينتمى لحضارات ولغات أخرى أهمها الإنجليزية الذى قيل إنه يتحدثها كأهلها..
رحل الأستاذ المفكر والكاتب والصحفى الأهم فى تاريخ صاحبة الجلالة ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى.. رحل ليتمم برحيله الدورة ..يعلن نهايتها، عسى أن يبدأ مدار جديد فى حياة الصحافة العربية.
(1) هيكل المؤسسة
لم يكن هيكل فردًا.. كان مؤسسة، هذا هو السر الأول فى حياة وإنجازات هيكل.. ولقد منحته الحياة فى شبابه المبكر من الرؤية والقدرة المالية ما جعلاه ينظم حياته المهنية ليتحول من مجرد صحفى يسعى لإنجاز تحقيق ينشره ويشار إليه بالإجادة أو إجراء حوار أو كتابة مقال إلى أن يصبح مؤسسة تدرك أهمية تنظيم الأوراق التى تصادفه فى عمله الصحفى، وأرشفتها، واستدعائها لاستخراج معلومة منها قبل أن يكون هناك كمبيوتر، ناهيك عن تحصله على وثيقة.
ومؤسسة هيكل أيضًا وقبل أن يخترعوا الإنترنت والفضائيات كانت تسعى وتستطيع أن تصل إلى أدق وأحدث المعلومات وصانعى القرارات على كل المستويات ليس فى مصر فقط ولكن فى أقصى مكان من العالم يستطيع الوصول إليه من شرقه إلى غربه.. من إيران إلى أمريكا إلى الاتحاد السوفيتى يوم أن كان قطبا عظيما ينازع الولايات المتحدة سيادة العالم.
(2) فى برج من عاج
السر الثانى - فى اعتقادى – كان أظهر ما يكون فى حياة هيكل الشخصية وهى طبيعة بشرية لذلك انسحب من خلالها إلى حياته المهنية، السر هو هذا البرج العاجى الذى سكنه هيكل وقضى فيه حياته.. هذه الشرنقة من الغموض التى صنعها حول نفسه ولم يسمح لأحد باختراقها أو الاقتراب منها إلا لمسافة معينة، وفى حدود، وقد ساعده على ذلك تلك المكانة التى تمتع بها الأستاذ فى وقت مبكر من حياته بسبب اقترابه من قمة السلطة وتوليه أعلى المناصب فى الصحافة وهو منصب رئيس التحرير (دخل بلاط صاحبة الجلالة وعمره 18 عامًا وأصبح رئيس تحرير آخر ساعة وهو فى سن التاسعة والعشرين).
 والخلاصة هنا أن هيكل ولد كبيرًا ونضج سريعًا ومارس الأستاذية فى وقت مبكر جدًا من حياته المهنية.
(3) بركان الأحداث
التاريخ أيضا كان فى صف الأستاذ فالأحداث فى الشرق والغرب مثل البركان المشتعل الذى لا يتوقف عن قذف حممه، هنا على مسرح الوطن الصغير مصر أو الوطن العربى الكبير، أو منطقة الشرق الأوسط، وهذه المتغيرات الهائلة التى تطرأ على العالم كل يوم من حوله وقد عاصرها منذ دخوله بلاط صاحبة الجلالة محررًا صغيرًا فى قسم الحوادث لجريدة تصدر باللغة الإنجليزية فينفتح وعيه على حرب عالمية تلقى بظلالها على دول الشرق الأوسط التى تطمح فى الاستقلال عن احتلال إنجليزى أو فرنسى أو إيطالى يجثم فوق صدر تلك البلاد، وصهاينة على الحدود فى فلسطين يسعون لاغتصابها وذيول لهم يلعبون فى الداخل المصرى، وترسل مصر جيشها ليشارك جيوش العرب فى حرب مغتصبى فلسطين وطرد هؤلاء الصهاينة، وتكاد الجيوش العربية أن تهزم الصهاينة وتدخل إلى تل أبيب - اسم المدينة - التى أطلقها الاحتلال الصهيونى على عاصمة الدولة التى أعلنوها على الأرض المغتصبة من فلسطين، فيلجأ الصهاينة لحلفائهم من الغرب الاستعمارى فيضغط الأخيرون ليتوقف القتال وتحدث خيانات فى معسكر العرب تتيح للصهاينة أن يعدلوا من مواقفهم القتالية بل ويهزموا جيوش العرب مجتمعة ويتم أسر كتيبة مصرية فى بلدة الفلوجا ويتصادف أن يكون فى هذه الكتيبة ضابط شاب اسمه جمال عبدالناصر ونفر من رفاقه الذين تأكدوا أن الهزيمة بدأت من القاهرة ويعودون إليها ..إلى القاهرة بعد أن ينفك أسرهم وقد قرروا محاربة الفساد وتطهير مصر من الخونة.. فكان تنظيم الضباط الأحرار وأهم عناصره هذا الضابط الشاب الذى تعرف عليه هيكل فى حرب فلسطين، عبدالناصر.. وباقى تفاصيل الحكاية التى لابد أن تقودنا إلى السر التالى فى أسطورة هيكل.
(4) القمة تحتمل رأسين
سنوات قليلة فصلت ما بين تعارف هيكل على عبد الناصر واعتلاء الأخير لقمة الحكم فى مصر.. وفى هذه السنوات كان هيكل قد وضع بصمة له فى مهنة الصحافة كمراسل صحفى يغطى مناطق الصراع الملتهبة فى العالم ومنها إيران التى سافر إليها كصحفى يغطى أحداثها الملتهبة فى رحلة استغرقت شهرًا كاملاً توجها بإصدار كتابه «إيران فوق بركان».
 كان هذا عام 1951 وفى العام التالى قام الجيش المصرى بحركته المباركة ليلة 23 يوليو 1952، واندفع كثير من الصحفيين ليحظوا بالاقتراب من الضباط الذين قادوا الحركة وتكون منهم مجلس قيادة الثورة لكن كان هناك صحفى وكاتب وضع نفسه على مسافة محسوبة ومحسومة من أهم وأخطر ضابط فى هذه المجموعة، كان هذا الصحفى هو هيكل، وكان عبد الناصر هو الضابط الذى استعان بهيكل بعد شهور قليلة ليشاركه ويصيغ له  «مانفيستو» الثورة المعنون بـ  «فلسفة الثورة.. وصدر الكتاب وقد حمل توقيع عبد الناصر.
 واستمرت العلاقة بين عبد الناصر وهيكل وتطورت على مستويات عدة، لكن بالتأكيد كان هيكل يديرها بذكاء ويحافظ عليها عبدالناصر حفاظًا على الاستفادة من الطرف الآخر،هيكل، حتى صارا الزعيم والأستاذ فى رحلة صعوديهما أشبه بالشريكين، فى شركة كان عبدالناصر فيها رئيس مجلس إدارة الشركة الذى لا يخشى أن ينازعه هيكل فى هذا مثلما نازعه كثيرون وكان مصيرهم الاستبعاد بصور شتى.. ولما توفى عبدالناصر نفسه فى 28 سبتمبر 1970 كان هيكل قد شيد مملكته المستقلة عن تلك التى شارك فيها صاحبه الذى مات.
(5) صانع الاستراتيجيات
هذا هو السر الخامس وأحد أهم الأعمدة التى ارتكزت عليها أسطورة هيكل.. إنه أكثر من مجرد صحفى أو كاتب فى جريدة أو حتى صاحب كتب.. ولكن هيكل أصبح صانع استراتيجيات.. لقد تحوّل من صحفى يبحث عن معلومة إلى مصدر يسعى إليه الباحثون عن المعلومات، ليس الأخيران فقط، ولكن سعى إليه أيضا الساسة لا ليحصلوا منه فقط على المعلومة ولكن ليحلل لهم وينظَّر ويكشف ما وراء المعلومات، ويستشرف أمامهم المستقبل.
ولم يقتصر الأمر على التخصص فى حقبة تاريخية معينة، (حقبة الناصرية بالطبع ما أقصد) على اعتبار أنه كان فيها قريبًا جدًا من صانع القرار، لكن هيكل بميراثه المتراكم من المعرفة والتحليل كان قد حجز لنفسه مكانًا بارزًا كأحد أهم خبراء الاستراتيجية العرب.. وكان هذا قبل أن تتحول المهمة إلى وظيفة ويفقد وصف الخبير الاستراتيجى الكثير من معناه ومن بريقه خلال السنوات القليلة الماضية.. ومن التحليلات الجيوسياسية التى أجادها إلى البحث عن مشروع حضارى يسمح لمصر والعرب بالسعى للحاق بالعربة ولو حتى الأخيرة فى قطار التقدم الذى يتسارع مع الوقت فيزيد المسافة بيننا وبين العالم المتقدم ويزيد من نسبة ضياع الفرص.
كان هذا هيكل الذى نجح فى رصد المتغيرات على الساحة الدولية وتأثيرها على الداخل المصرى والعربى والإقليمى.. كل ما سبق وغيره أتاح لهيكل التمتع بديمومة الحضور والتألق والحفاظ على القمة التى استأثر بها لنفسه على مدار سنوات طويلة كمفكر وكاتب ومحلل استراتيجى.
(6) عالمية هيكل
.. على مستوى العلاقات.. وعلى مستوى القضايا التى يتناولها فى كتاباته وأحاديثه وعلى مستوى النشر.. لم تكن مكانة هيكل محلية فقط لكنه تجاوز المحلى إلى الذيوع والانتشار العالمى.
على المستوى الأول تمتع هيكل بعلاقات عديدة مع ساسة وزعماء ورؤساء تجاوزت فى كثير منها تلك العلاقات العابرة مع صحفى أو كاتب أو رئيس تحرير يسعى لإجراء حوار صحفى أو يحصل على انفراد إلى ما يشبه الصداقة أو الاستئناس أو اللجوء إليه للحصول على جانب من تحليلاته ومعلوماته ومشاوراته فيها.. وكان هيكل يستطيع أن يدلو بدلوه فى قضية هجرة اليهود السوفيت إلى إسرائيل بنفس القدر الذى يستطيع أن يتناول فيه قضية الصراع العربى – الإسرائيلى، أو يحذر من مخطط أمريكى صهيونى ضد الانتفاضات الفلسطينية بنفس القدر الذى يقنعك أنه يملك معلومات عن مؤامرة العدوان الثلاثى أو نكسة 67 بتفاصيل ربما لا تتوافر لأجهزة مخابرات دول.. وهو هيكل نفسه الذى تمتع بعلاقات مع الملوك والرؤساء العرب مثل الملك حسين ملك الأردن والملك الحسن الثانى ملك المغرب والرئيس السودانى جعفر نميرى والليبى معمر القذافى، وغيرهم ممن اقترب منهم وأجرى معهم حواراته الصحفية المهمة جدا التى نشرها فى أهم صحيفة أثرت فى مسيرته  المهنية وأثر هو فى تاريخها ومكانتها التى حظيت به.. وهذا هو السر السابع فى أسطورة هيكل.
(7) الأهرام
كما أسلفنا التحق هيكل بالصحافة عام 1942 فى قسم الحوادث بصحيفة الإجيبسيان جازيت بعد لقائه وتعرفه على الصحفى الإنجليزى الشهير فى هذا الحين سكوت واطسون، وحكى هيكل أن واطسون نصحه بالعمل فى صحيفة مصرية فانتقل من الإجيبسيان جازيت إلى آخر ساعة ولم يمض كثير حتى أصدر الأخوان على ومصطفى أمين قرارا بتولى هيكل رئاسة تحرير المجلة التى يملكانها فطورها هيكل وزادت أرقام توزيعها، مما جعل أصحاب الأهرام يفكرون فى هذا الصحفى الشاب ليتولى رئاسة تحرير جريدتهم التى كانت تعانى من الانهيار، وبعد مفاتحة أصحاب الأهرام لهيكل فى هذا الأمر لأول مرة وقبوله لعرضهم كان قد مضى عام كامل قضاه هيكل مترددا، وفى صالة مجلة أكتوبر التى استضافت هيكل فى أحد ندواتها حكى الأستاذ هيكل الحكاية.. وأعادها فى حوارات صحفية عديدة وملخصها أنه لم يكن سهلا عليه اتخاذ قرار بالخروج من أخبار اليوم هذه المؤسسة التى ارتبطت عنده بمصطفى وعلى أمين، وعندما جاءه على الشمسى (باشا) واقترح عليه فكرة الأهرام بدت الفكرة مغرية له وتحديا جديدا، وعندما ذهب إلى مصطفى وعلى أمين ليصارحهما بنيته وقال لهما: «أنا رايح الأهرام» قام على أمين وأغلق الغرفة الجالس فيها ثلاثتهم.. «وهات يا عياط».. ولم يتركاه إلا بعد أن كتب اعتذارًا لبشارة تقلا  عن قبول عرضه، ومر عام بعدها وافق هيكل وانتقل إلى الأهرام ليصنع فيها مجده.. وساهم فى صنع مجدها.. حدث هذا بتاريخ 31 يوليو 1957.. والآن هل يمكن أن نتخيل هيكل من غير الأهرام.. أو العكس؟!.
(8) نصيحة
«إما أن تضيّع عمرك فى الدفاع عن نفسك وإما أن تغمض عينيك وتتفرغ لعملك».. هذا ما قاله هيكل لنفسه.. وطبقه عليها، وأدار معاركه على هذا الأساس.. وفى حياة هيكل ومشواره الصحفى عشرات من القصص تروى المكائد والمتاعب والمصاعب التى لاقاها وكيف تصدى بذكائه لها.. فذكاؤه هذا كان حصنه الحصين الذى احتمى به منذ البداية وحتى آخر أيامه، فلم يترك فرصة لحجارة الأقزام وبذاءات الشتامين أن تنتقص منه أو تخدش صورته ولا حتى بروازها.
(9) حضور حتى النهاية
فى جريدة الأهرام بتاريخ 30/9/2003 كتب هيكل مقاله الأشهر بالنسبة لجيلى على الأقل، وكان العنوان الرئيسى لهذا المقال «استئذان فى الانصراف».. وأسفله عنوان آخر فرعى: «رجاء ودعاء.. وتقرير ختامى».. وجاء فى المقدمة «لقد كان يرد على بالى منذ سنوات أن الوقت يقترب من لحظة يمكن فيها لمحارب قديم أن يستأذن فى الانصراف وظنى أن هذه اللحظة حل موعدها بالنسبة لى.
ففى يوم من أيام هذا الشهر (سبتمبر 2003) استوفيت عامى الثمانين وذلك قول شهادة الميلاد»..
ويمضى المقال على هذا المنوال لنكتشف منه أنها ليست المرة الأولى التى فكر فيها الأستاذ بالانصراف عن الكتابة والمشاركة فى الشأن العام، كان قد فكر قبل ذلك فى الانصراف.. فكر فى ذلك لأول مرة مساء 28 سبتمبر 1970 فى غرفة نوم جمال عبد الناصر وهو ينظر إلى جسد صديقه الكبير مسجى أمامه وقد اختطف الموت حياته، وفكر أيضا فى نفس الأمر وهو فى عمر الخمسين، بعد خلافاته العميقة مع الرئيس السادات حول شرعية أكتوبر وتوجهاتها الجديدة وشرعية ثورة 23 يوليو.. لكن المؤكد الذى أعلنه هيكل على الناس جميعا أنه قرر الانصراف لأنه يؤمن بأن لكل حياة فترة صلاحية بدنية وعقلية وأنه آن الأوان له أن يستريح.. فهل فعلها هيكل؟.. الإجابة معروفة بالطبع.
(10) إدراك لغة العصر
بالتأكيد كان هيكل بذكائه الحاد الذى تمتع به حتى أخريات أيامه قد أدرك أن هناك أدوات جديدة للإعلام أدوات العصر الإعلامية، لذلك ذهب إلى الفضائيات أو قل إن الفضائيات هى التى سعت إليه وأغرته فتحدث فيها وتحدث إليها أكثر مما أمسك بالقلم وخط على الورق، وعاد هيكل الذى كان قد استأذن فى الانصراف نجما فضائيا، فى قناة الجزيرة بدأ لمعانه الفضائى وتألقه ومنها إلى غيرها حتى كانت الحوارات الأخيرة التى خص بها قناة (سى. بى. سى) ومذيعتها المشاكسة لميس الحديدى.
 ولم يكن حضور هيكل فى المشهد الأخير إلا عن ضروة حتمتها الأحداث الخطيرة التى عاشتها مصر وعاناها العرب وتضررت منها المنطقة قبل وأثناء وبعد هبات الربيع العربى.
 وأعتقد أخيرًا أنا كاتب هذه السطور أن هيكل دشن هذه المرحلة بالنسبة لمصر (إعلاميا) بمحاضرته الشهيرة التى ألقاها فى الجامعة الأمريكية بعد أن نشطت سياسة توريث الحكم من مبارك الأب إلى مبارك الابن  منذ منتصف العشرة الأولى من القرن الذى نعيشه  وفي هذه المحاضرة قال هيكل قولته الشهيرة «إن السلطة شاخت فى مواقعها، وهناك مخطط واضح لتوريث الحكم، ومهما كانت الصورة حلوة، فلابد أن نقول كفاية»، وبثت المحاضرة قناة (دريم الفضائية) وأعلنت عن إعادة بثها فى اليوم التالى لولا تدخل مبارك وتهديد صفوت الشريف للقناة وصاحبها د.أحمد بهجت..
ولم يحدث التوريث وساند هيكل بكل ما استطاع فى الدفع نحو إزاحة السلطة المباركية ونظامها الذى شاخ، وبعد ثورة 25 يناير 2011 وتولى مرسى رئاسة مصر، كانت هناك صورة شهيرة لهيكل يجلس فيها مع الأخير، لقد حرص الإخوان أن يصدرّوا هذه الصورة للجماهير، لكنها لم تكن لتعبر عن علاقة بأى شكل يمكن أن تجمعهم بهيكل، وعلى العكس كان لهيكل دور كبير فى التمهيد للثورة الشعبية التى انطلقت فى 28/6/2013 واستمرت 3 أيام لتنتهى بإسقاط الإخوان وطردهم من حكم مصر.
.. وما سبق هى الأسباب التى جعلت من هيكل هذه المؤسسة التى كانت تتحرك على قدمين .. لكن القدمين تعطلت حركتهما وذهب هيكل إلى بارئه وبقيت أفكاره وكلماته للأجيال. الله يرحمه
 (انتهى).
[gallery type="slideshow" size="large" columns="1" link="none" ids="3967,3968,3969,3970,3971,3972,3973,3974"]
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2