د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: مهنتك ... وموهبتك

د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: مهنتك ... وموهبتكد.داليا مجدي عبد الغني تكتب: مهنتك ... وموهبتك

*سلايد رئيسى14-1-2020 | 22:34

من أجمل النعم التي ينعمها المولى – عز وجل – على الإنسان، هي أن يكون موهوبًا في شيء آخر، بخلاف وظيفته أو مهنته، والأجمل أن يكون مُبدعًا فيها، ويُحاول بشتى الطرق أن يجد نفسه في هذا الطريق؛ بأنه غالبًا ما يكون مُغايرًا لطبيعة عمله. ولكن للأسف، هناك أشخاص تُهمل موهبتها الأخرى، ولا تعبأ سوى بمهنتها، ظنًا منها أن تلك الموهبة ما هي إلا مضيعة للوقت، ولا جدوى منها، طالما أنها لا تُدِرُّ نُقودًا أو مركزًا مرموقًا، وهنا تبدأ في إهمالها لها، حتى تموت تلك الموهبة وتصدأ، وتتلاشى تدريجيًا. فلو كانت تلك الموهبة بلا قيمة، ما كان المولى – عز وجل – حفرها بداخلنا، وجعلها تنمو تدريجيًا مع سنوات عُمْرنا، فهي الجزء الخفي في شخصيتنا، والتي لا تكتمل الشخصية إلا بها، فهي الجانب الصادق المُخلصِ، الذي يكشف خبايا النفس، ويُظهر أجمل ما في الإنسان. والتاريخ أثبت أن أغلب العُظماء، كان سبب عظمتهم يرجع إلى مواهبهم الأخرى الدفينة بداخلهم، فعندما قرروا أن يُحرروها من أسرها، ويُخرجوها إلى النور، منحتهم أكبر شيء في التاريخ، وهو تخليد أسمائهم على مر الزمن، فالشاعر "أحمد رامي" الذي كتب أجمل الأشعار لكوكب الشرق "أم كُلثوم"، كان يعمل مُوظفًا في المكتبات ودار الكتب، و"صبري النجريدي"، الذي لحن أوائل أغاني كوكب الشرق، كان طبيبًا للأسنان. وفارس الرومانسية" يوسف السباعي"، الذي كتب أجمل الروايات الرومانسية، كان في الأساس ضابطًا بالجيش، وفارس السينما المصرية "أحمد مظهر"، كان يعمل ضابطًا في الجيش، وكثير من الشخصيات العظيمة، التي تركت بصمتها في العمل الإبداعي، كانوا في الأساس يمتهنون مهنة أخرى، ولكن احترامهم لمواهبهم، ومُحاولاتهم في تطويرها، وإخراجها إلى النور، جعلت منهم مُلوكًا مُتوجين على عرش الإبداع.
أضف تعليق

إعلان آراك 2