طارق متولى يكتب: الخوف والوهم والبلاسيبو

طارق متولى يكتب: الخوف والوهم والبلاسيبوطارق متولى يكتب: الخوف والوهم والبلاسيبو

*سلايد رئيسى16-3-2020 | 12:51

والبلاسيبو مصطلح طبى دوائى يعرفه جيدا العاملين فى مجال الطب والأدوية وكلمة بلاسيبو مشتقة من اللغة اللاتينية معناها باللغة الإنجليزية I shall please وهو عبارة عن قطع حلوى على شكل أقراص وكبسولات مثل العقاقير الدوائية مشروعة ومصدق عليها من منظمة الغذاء والدواء تقوم بعض المراكز العلاجية ومراكز البحوث الطبية بإستخدامه لعمل بعض التجارب على الأدوية الجديدة لمعرفة آثارها فيقومون بإعطاء شخص عقار حقيقى وشخص أخر عقار خالى من المادة الفعالة الذى يسمى بلاسيبو وهو خالى تماما من أى مواد فعالة كيمائية دوائية المدهش فى الموضوع أنهم وجدوا فى بعض الحالات أن المريض حالته تتحسن ويتماثل للشفاء رغم أنه فى الحقيقة لم يأخذ أى دواء طبى كيميائى. يحدث هذا عن طريق الإيحاء النفسى لدى المريض وتكيفه وتوقعه للعلاج عن طريق الدماغ والمريض فى هذه الحالة يكون غالبا  مصاباً بالوهم وليس لديه أى مرض عضوى ولكنه يشعر بالألم والتعب وأنه يحتاج للعلاج وتناول العقاقير فعندما يتناول هذا الدواء يشعر بالراحة والاطمئنان وأنه فى طريقه للعلاج مما يجعل الجسم يفرز بطريقة طبيعية مادة الأندروفين المسكنة ومثل هذه العقاقير الوهمية المسماة البلاسيبو تستخدم أحيانا فى علاج أمراض الاكتئاب والقلق والتوتر. أعتقد أن كثير منا مر بهذه الحالة شعور حقيقى بالمرض والألم ثم يذهب إلى الطبيب ويقوم بعمل الأشعة والتحاليل فلا يجد شيئاً ويخبره الطبيب أن جميع وظائفه الحيوية بخير وينصحه بالإبتعاد عن الضغط النفسى وربما يصف له بعض المهدئات. وهذا يخبرنا بأهمية العامل النفسي على صحة الإنسان وأهمية الإحساس والأفكار والتوقعات فى دماغ الإنسان على جسده وصحته.وخطورة الخوف والهلع  الذى يعيشه الناس هذه الأيام خوفا من الإصابة بالمرض والذى قد يكون أكثر خطورة من المرض فى حد ذاته. فبدلا من الخوف والهلع لابد أن يتحلى الإنسان بالثبات الإنفعالى والطمأنينة والإيمان بالله وقدرته الذى نستمد منها العون والقوة وقت المحن. هذا الكلام ليس دعوة للتخلى عن الحذر وأخذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة للوقاية ولكنه دعوة للتصرف بحكمه واطمئنان وعدم الإغراق فى الخوف والفزع بطريقة مرضية واعلم عزيزى القارئ أنه ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك كما قال رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى حديث طويل.
أضف تعليق

إعلان آراك 2