واشنطن تصادق على الاستعانة بعلاج ضد الملاريا لمعالجة مصابي «كوفيد ـ١٩»

واشنطن تصادق على الاستعانة بعلاج ضد الملاريا لمعالجة مصابي «كوفيد ـ١٩»واشنطن تصادق على الاستعانة بعلاج ضد الملاريا لمعالجة مصابي «كوفيد ـ١٩»

* عاجل20-3-2020 | 18:31

بعد أن ســجلت الولايات المتحدة ١٠ آلاف إصابة بفيروس «كورونا» الجديد، و١٥٤ وفاة، أكد الرئيس الأميركي دونـالـد ترامب عن مصادقة إدارة الغذاء والدواء على اســتــخــدام دواء «كــلــوروكــين» المستخدم ضـد المـلاريـا، لمعالجة المصابين بفيروس «كوفيد - ١٩»، مشيراً إلى «نتائج أولية مشجعة للغاية». قـــال الرئيس الأمريكى تــرامــب، خــلال مـؤتـمـر صحفي عقده في البيت الأبيض: «ســيــكــون بـوسـعـنـا تـوفـيـر هـذا الدواء بشكل شبه فوري»، معتبراً أن ذلك قد «يبدل الوضع» بالنسبة لمــكــافــحــة فـــيـــروس «كـــورونـــا» المستجد. ويـبـدو أن «كـوفـيـد - ١٩» لا يفرق بـين الـحـزبـين الديمقراطي والــجــمــهــوري، فـــأول ضـحـايـاه فـي «الـكـونـجـرس» نـائـبـان: الأول مـاريـو ديــاز - بــالارات جمهوري مـن ولايــة فـلـوريـدا، والـثـانـي بن مــكــادمــز، ديـمـقـراطـي مــن ولايــة يــوتــا، وقد أعــلــنــا تــبــاعــاً عـن إصـابـتـهـمـا بـالـفـيـروس، بـعـد أن بــدأت عــوارض المــرض بالظهور عليهما يوم السبت. وقــال ديــاز - بــالارات البالغ من العمر ٥٨ عاماً: «أريد للجميع أن يعلم أنني أشعر أفضل بكثير من السابق. لكن من المهم للجميع أن ينظروا إلـى المـوضـوع بجدية،ّ واتـبــاع إرشـــادات مـركـز مكافحة الأوبئة لتجنب الإصابة ووقف انتشار الفيروس». مـن ناحيته تـحـدث شخص آخر يدعى مكادمز وهو في الخامسة والأربعين من عمره عن الـعـوارض التي أصيب بــهــا، فــقــال فــي بــيــان: «شــعــرت بالتعب، ثم ساء وضعي، وأصبت بـحـرارة وسعلة جـافـة وصعوبة فـي الـتـنـفـس... وبـعـد أن أجـريـت فحص (كـوفـيـد - ١٩) تبين أنني مصاب بالفيروس». وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن تــأكــيــد الــنــائــبــين أنــهــمــا عــلــى طــريــق التعافي، فـإن المشكلة الأساسية تكمن في توقيت الإصـابـة، فهما كـانـا حـاضـريـن يـوم الجمعة في مجلس الـنـواب للتصويت على مــشــروع المــعــونــات الاقـتـصـاديـةّ جراء الفيروس، مــا يـعـنـي أنـهـمـا كــانــا على احتكاك مباشر بمئات من أعضاء الكونجرس فـي المجلس قبل أقل من ٢٤ ساعة من بـدء الـعـوارض. ومــبــاشــرة بــعــد إعــلانــهــمــا عـن إصــابــتــهــمــا، بــــدأ زمــلاؤهــمــا بـــالإعـــلان تــبــاعــاً عــن المــبــاشــرة بحجر صحي بسبب احتكاكهم بالمشرعين ّ. كــــان أبــــرز هــــؤلاء الــنــائــب ستيف سـكـالـيـز، أحــد الـقـيـادات الجمهورية في مجلس النواب، الــذي حضر اجـتـمـاع مـطـولا مع ديــاز بــالارت الأسـبـوع المـاضـي. ومـــع تــزايــد تــخــوف المـشـرعـين مــــن إصــابــتــهــم بــالــفــيــروس، أرسـلـت رئـيـسـة مـجـلـس الـنـواب نــانــســي بــيــلــوســي رســـالـــة مـن طـبـيـب الـكـابـيـتـول إلــى الـنـواب، يـشـرح فـيـهـا الـخـطـوات المتبعة لــحــمــايــتــهــم. ورجح الطبيب ألا يــشــكــل احــتــكــاك النائبين بزملائهم في المجلس سبباً حـتـمـيـاً لإصـابـتـهـم بـالـفـيـروس، قائلاً إن «تواصلكم مع النائبين لا يقع في خانة الاحتكاك الخطر، ولن تكون هناك ضرورة لتدابير إضــافــيــة إلا فــي حـــال شـعـرتـم بـالمـرض». وأضــاف الطبيب أنه تواصل مباشرة مع النواب الذين احـتـكـوا بـشـكـل مـبـاشـر ومـطـول مـع الـنـائـبـين ونـصـحـهـم بحجر أنفسهم. ّ ويتخوف أعـــــضـــــاء «الــكــونــجـرس» مــن أي إصــابــة فــي صـفـوفـهـم، نــظــراً لـتـقـدمـهـم فـي الـعـمـر، تـحـديـداً فـي مجلس الـشـيـوخ، الــذي لا يــزال منعقداً لـــدراســـة مــشــروعــات لإنــعــاش الاقـتـصـاد الأمـيـركـي ومـسـاعـدة الأميركيين في ظل الأزمة الحالية. ّ د إصابة النائبين وحثّ زعــــيــــم الأغــلــبــيــة الــجــمــهــوريــة مــيــتــش مـكـونـيـل المشرعين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تــعــرضــهــم للفيروس، وأطـال فترة عمليات التصويت مـن ١٥ دقيقة إلـى ٥٠ دقيقة لإعـطـاء المـزيـد مـن الوقت لأعـــضـــاء المــجــلــس لـلـتـصـويـت أحادياً، وعدم الوجود في القاعة معاً. وقال مكونيل: «لن نصوت مـن مـنـازلـنـا. هـنـاك طـرق كثيرة يـمـكـن اعـتـمـادهـا لمـنـع احـتـكـاك الأشـــخـــاص بــعــضــهــم بـبـعـض مـن دون تغيير قـواعـد المجلس التاريخية. من جهتها، رفضت بيلوسي دعــــوات المــشــرعــين، وقــالــت فـي اجتماع مغلق في «الكابيتول»: «نحن ربابنة السفينة. نحن آخرَ من يغادر». تصريح أجابت عليه النائبة الــديــمــقــراطــيــة كــايــتــي بــورتــر، وهـــي مــن الـــداعـــين لـلـتـصـويـت غيابياً فقالت: «أنـا أعـارض هذا التوصيف. إن الهدف هو إجلاء السفينة، وإيصال الجميع إلى بر الأمان». وتـــتـــخـــوف الـــقـــيـــادات مـن فــكــرة الــتــصــويــت غــيــابــيــاً، لأن نظام التصويت ممكن اختراقه إلـكـتـرونـيـاً، فـهـو غـيـر مجهز إلا للتصويت حـضـوريـاً. لـكـن ديـك دربــــن، وهـــو مــن أحـــد الـزعـمـاء الـــديـــمـــقـــراطـــيـــين فــــي مـجـلـس الشيوخ انتقد نظام التصويت، وقـــال: «لـقـد كــان هـنـاك وقــت لم نتمكن فيه من التصويت سوى حـضـوريـاً، لأن التكنولوجيا لم تكن موجودة. لكن التكنولوجيا اليوم تعطينا كثيراً من الخيارات ويجب أن نوظفها». وعلى الرغم من إصرار القيادات على الحفاظ عـلـى تـقـالـيـد «الــكــونــغجـرس»، إلا أنــهــا قــد تــواجــه خــيــاراً لا مـفـر مـنـه فـي حــال انـتـشـار الـفـيـروس فـي صـفـوف المـشـرعـين.
    أضف تعليق