نادية صبره تكتب: كورونا في اليمن

نادية صبره تكتب: كورونا في اليمننادية صبره تكتب: كورونا في اليمن

*سلايد رئيسى8-4-2020 | 17:23

اليمن الشقيق هو الآن دولة منكوبة بكل المقاييس بعد أن أدخلته ستة أعوام من الحرب في دوامة الكوارث الإنسانية ولأن الوضع الإنساني سيء بالفعل فمن المفترض منع المزيد من هذا التدهور فاليمن ليس لديه القدرة على مجابهة فيروس كورونا المستجد الذي ضرب أغنى إقتصاديات العالم وأصاب أنظمتها الصحية بالفشل في استيعاب أعداد المرضى والمصابين إضافة إلى آلاف الضحايا الذين يتساقطون يومياً بالآلاف... اليمن يفتقر لأبسط الإمكانيات الطبية للكشف ومواجهة هذا الفيروس القاتل... ولهذا جاءت دعوى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو جوتيريش) إلى وقف فوري لإطلاق النار على مستوى العالم لمواجهة إنتشار فيروس كورونا الذي ينتشر بسرعة عبر الحدود محذراً من أن الأسوء لم يأتي بعد في أماكن النزاعات وأنه يجب إحلال السلام والوحدة في عالمنا لأننا نحتاج لكل ذرة في طاقتنا لمحاربة الفيروس وحتى هذه اللحظة لم تستجب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً لهذه الدعوى ولا تقنع بها فهي تحشد أعداداً غفيرةمن أهالي العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتهم في المساجد وفي معسكرات التدريب والدورات التثقيفية ثم تزج بهمفي جبهات القتال... وحتى الآن لم يتم الإعلان رسمياً عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في اليمن كما أعلن وزير الصحة اليمني خلو البلاد من الفيروس رغم حالة الخوف والقلق التي يعيشها الكثير من اليمنيين في ظل تداول أنباء عن إكتشاف حالات إشتباه بالوباء العالمي كوفيد (19) بعدة مناطق وقبل ثماني أيام أقالت الميليشيا الحوثية نائب مدير وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بعد أن نشر تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر يعلن فيها تسجيل حالة إشتباه بالفيروس في صنعاء فأي شخص يذكر كورونا يتم مسائلته وتهديده وربما إعتقاله أيضا... وجميع الحالات المشتبه فيها تم تحويلها على أنها إلتهاب رئوي وما زاد الأمور تعقيداً أن اليمن استقبل حالات كثيرة من العائدين من دول خارجية موبوءة بالفيروس دخلو إلى صنعاء بطريقة غير رسمية مقابل دفع 1000 ريـال سعودي لكل فرد لميليشيا الحوثي التي لا تعرف سوى الإبتزاز فقط ولذلك أنشأوا ما يعرف باللجنة الحوثية لمكافحة الأوبئة وتحت غطاء التخوف من كورونا جمعوا إتاوات غير قانونية لنهب أموال القطاعات الإقتصادية وسخرت هذه الأموال للمقاتلين الجدد ويواصلوا على مدار الأسبوعين الماضيين حملات نهب واسعة لجني ملايين الريالات... فهم يضعون إتاوات من 10 آلاف إلى 100 ألف ريـال يمني من كل مطعم ومقهى في شوارع صنعاء وكذلك على محلات الذهب والشركات الخاصة للدعم والمساعدة في محاربة كورونا ومن يرفض يتم تهديده ويتعرض للإغلاق والمصادرة.. حتى السجون لم تسلم من هذا الإبتزاز فهم يحصلون على 200 ريـال يمني لإيصال الطعام المقدم من الأهالي لذويهم داخل السجون. لا يوجد أي اهتمام بالشعب اليمني ومصلحته.. هذا الشعب الذي يحتاج إلى أي بارقة أمل تنقذه من وباء الحوثي قبل وباء كورونا...المشكلة أن الحوثيين لا يفكرون إطلاقاً أنه جائحة عالمية وأن المنظمات الدولية على استعداد لمساعدة اليمن مثل البنك الدولي الذي أعلن عن تقديم تمويل طارئ قيمته 26.9 مليون دولار للحد من مخاطر التفشي المحتمل لفيروس كورونا في اليمن وذلك لتقوية استعدادات أنظمة الصحة العامة الهشة في البلاد بما في ذلك إكتشاف وإحتواء وتشخيص ومعالجة المصابين بالفيروس.. فقط الحوثيون لا هم لهم سوى تنفيذ الأوامر الإيرانية وإطلاق الصورايخ البالستية على المملكة العربية السعودية وبالرغم من ذلك أعلنت المملكة استعدادها للمساهمة في درء هذا الوباء.. إن الحوثيين يواصلوان تجنيد أطفال اليمن وإرسالهم إلى جبهات القتال ووصل إجرامهم إلى حد إرتكاب مجزرة مروعة بقصف قسم النساء في السجن المركزي بمدينة تعز يوم السبت الماضي مما أدى إلى مقتل ثمانية سجينات وإصابة 28 أخريات وحتى قناة الجزيرة الإرهابية الداعمة لهم لم تستطع إخفاء الخبر أو تبرير القصف الحوثي ولا أعرف متى سيتم تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية وكيف يسمح لمثل هؤلاء بالدخول في مفاوضات تدعمها الأمم المتحدة ويطلب منهم تطبيق هدنة إنسانية والقبول بوقف إطلاق النار ووقف التصعيد والإندماج مع الحكومة الشرعية في اليمن؟ فهم أثبتوا أن نهجهم عدواني برفضهم الصريح لدعوات السلام والتهدئة الأممية والدولية فهم يسعون إلى تعميق أسباب الحرب وتوسيع دائرة الضحايا لتطال اليمنيين جميعهم.. الميليشيا تمضي غير عابئة بكل قرارات المجتمع الدولي فمثلاً أين قرار مجلس الأمن الدولي (2216) الصادر في أبريل 2015 الذي يعترف بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ويطالب الحوثيين بالتخلي عن المناطق التي سيطروا عليها وتسليم السلاح الذي أخذوه أثناء السيطرة على صنعاء وهذا القرار واقعياً لم يعد موجوداً ولا يمكن تطبيقه... وماذا عن إتفاق السويد الموقع في العام 2018.. إن النظام الإيراني يستخدم هذه الميليشيا في صياغة التطورات السياسية في اليمن مع تقليل التكاليف المحتملة لإيران إلى أدنى حد مثلما حدث واعترف الحوثيون كذباً بمسئوليتهم عن هجمات شركة أرامكو السعودية في سبتمبر الماضي لذلك يجب تنحية هذه الميليشيا جانباً وقيام الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر بدور فعال في إنقاذ اليمنيين قبل أن تنفجر قنبلة كورونا في اليمن..
أضف تعليق

إعلان آراك 2