وائل نجم يكتب: سرطان المتاجرين بالدين في الدنيا

وائل نجم يكتب: سرطان المتاجرين بالدين في الدنياوائل نجم يكتب: سرطان المتاجرين بالدين في الدنيا

* عاجل19-4-2020 | 21:16

رسالة مفتوحة إلى من يهمه الأمر بشأن استضاف التليفزيون الرسمي للدولة الذي يمول من جيوب المصريين دافعي الضرائب أمثال يوسف زيدان ليتجرأ على الثوابت الدينية وهو أمر خطير وله دلالات مهمة لا تمت لحرية الرأي والتعبير بصلة فكم من الموبقات يرتكبها البعض في حق الدين والوطن والثوابت والقيم المجتمعية تحت ستار التنوير والوطنية ولأن حرية الرأي والتعبير يجب وبالضرورة أن تكون مسئولة ولا تتنافى مطلقاً مع قيم المجتمع وثوابته الدينية والوطنية واخيرا طل علينا بفتوى منع الصيام .. أفتى فيها بمنع الصيام في زمن الأوبئة وهو ما ينطبق على «كورونا»، كان يجب على المدعو يوسف زيدان الرجوع إلى علماء الدين لأستيضاح ومعرفة رأيهم قبل الإفتاء دون علم لان موانع الصوم محددة في الكتاب والسنة ومن شروط الصوم الصحة بمعنى: عدم المرض فلا يجب الصوم على المريض مرضا يشق عليه معه الصوم ويزيد في مرضه. وإفطار المريض رخصة، حيث أباح له الله تعالى الإفطار فيف رمضان، إذا كان مريضا مرضا يباح الفطر بسببه كما دلت عليه آيات أحكام الصيام. فشروط الصوم هي التي اعتبر الشرع وجودها لازم للصوم على المكلف، وهي إما شروط وجوب الصوم أو شروط لصحة الصوم أو شروط للوجوب والصحة معا فشروط وجوب الصومع هي التي لا يجب الصوم إلا عند توفرها. وكونها شروطا للوجوب: لا يستلزم كونها شروطا لصحة الصوم إلا في بعض الأحوال فالبلوغ مثلا: شرط للوجوب لا للصحة وشروط صحة الصيام هي التي يتوقف على توفرها كون الصوم صحيحا وأما شروط الوجوب والصحة معا فهي التي يلزم توفرها لوجوب الصوم وصحة فعله فانتشار الوباء لا يبيح الفطر وكل كلام يخالف إجماع المسلمين والأزهر والإفتاء لايؤخذ به فعندما يسمح لشخص يشكك بالسنة النبوية ويطعن بثوابت الدين وما هو معلوم بالضرورة وينكر سابقا روايات الإسراء والمعراج ويشكك في حقيقة المسجد الأقصى فهى فتوى بجهل ودون علم ولما كانت الفتوى بيانا لحكم الله عز وجل في الوقائع والأحداث ، وهناك من الناس من سيتبع هذا المفتي فيما قاله من أحكام، كان المفتي بغير علم واقعاً في كبيرتين عظيمتين: الكبيرة الأولى : الجرأة على الكذب والافتراء على الله . اما الكبيرة الثانية : إغواء الناس وإضلالهم . فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري (‭‭‭100‬‬‬) ومسلم (‭‭‭2673‬‬‬) . فالمفتي بغير علم ضلَّ عن الحق ، وأضل غيره ممن اتبعه في فتواه . جاء في " الموسوعة الفقهية " (32/24) : " الإفتاء بغير علم حرام , لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى ورسوله , ويتضمن إضلال الناس , وهو من الكبائر , لقوله تعالى : (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) , فقرنه بالفواحش والبغي والشرك , ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء , حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا , فسئلوا , فأفتوا بغير علم , فضلوا وأضلوا) . من أجل ذلك كثر النقل عن السلف إذا سئل أحدهم عما لا يعلم أن يقول للسائل : لا أدري . نقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما والقاسم بن محمد والشعبي ومالك وغيرهم , وينبغي للمفتي أن يستعمل ذلك في موضعه ويعود نفسه عليه , ثم إن فَعَل المستفتي بناءً على الفتوى أمراً محرماً أو أَدَّى العبادة المفروضة على وجه فاسد , حمل المفتي بغير علم إثمَه , إن لم يكن المستفتي قَصَّر في البحث عمن هو أهل للفتيا , وإلا فالإثم عليهما" انتهى. وقال ابن مسعود : ( من كان عنده علم فليقل به ، ومن لم يكن عنده علم فليقل : الله أعلم ، فإن الله قال لنبيه : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) ص/86 . وفي وقت سابق ايضا: فإن يوسف زيدان دأب ومن خلال ظهوره على الفضائيات والبرامج ومداخلاته الهاتفية على تشوية الشخصيات التاريخية وتوجيه عبارات السب لها مفتقدا بذلك أمانة الطرح بحثا عن الشهرة من خلال تلك الإدعاءات الكاذبة تاريخيا وهو المسلك الذى انتهجه خلال عرضه للسيرة التاريخية للقائد صلاح الدين الأيوبى والزعيم أحمد عرابى وهو ما يعد تخريبا لذاكرة الأمة وينال من الثوابت والرموز الإسلامية ويعد ذلك بمثابة مخطط ممنهج لتشوية التاريخ الإسلامى يقوده يوسف زيدان، مستغلا ظهوره على الفضائيات لنشر تلك السموم التى تمثل ضربا لكل القيم والمبادئ ويضاف إلى ما سبق تصريحه بأن الحنيفية أباحوا شرب النبيذ وأن المذهب الفقهى الرسمى هو المذهب الحنفى ومن ثم فإن شربه حلال وهو الأمر الذى يعد تدليسا على الفقه الحنفى، وهو قول غير صحيح وجهل تام بالأحكام التى تقوم عليها الشريعة الإسلامية ومما قاله «زيدان» فى لقائه «أطباء الأمة العربية الإسلامية النوابغ قالوا بتجنب الصوم والجماع في زمن الوباء» «الإفتاء والأزهر لا دخل لهما بالحديث عن زيادة المناعة في الصيام» «لا يوجد شيء اسمه مؤسسة دينية. مفيس حاجة اسمها مؤسسة دينية في الإسلام، ولا يوجد ذكر للمؤسسة الدينية في القرآن» «في زمن الوباء لن اسأل الفقيه، بل اسأل الطبيب هل أصوم أم لا، على الشيوخ الجلوس في بيوتهم عشان الدنيا ما ضيعش» انه سرطان المتاجرين بالعلم والدين في الدنيا والفضائيات للأسف تساعد على هذا التطاول عبر استضافتها لمثل هذه النماذج. فليس من حرية التعبير الاستحقار والتطاول على التاريخ الإسلامي، فلا يمكن أن نترك عقول المصريين تشاهد من يتطاول على تاريخنا من أجل الشهرة والحصول على المناصب الزائفة.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2