داليا مجدى عبد الغنى تكتب: المنطق الدرامي

داليا مجدى عبد الغنى تكتب: المنطق الدراميداليا مجدى عبد الغنى تكتب: المنطق الدرامي

* عاجل13-5-2020 | 23:45

الدراما من الأساس ليست وسيلة للتسلية والترفيه فقط، ولكنها ترمي إلى تحقيق رسائل إنسانية في المقام الأول، فهي مُعلم بلا مدرسة، فهي تدخل كُل البُيوت بدُون استئذان، ولا أبالغ لو قُلت أننا تعلمنا من الأعمال الدرامية، أكثر مما تعلمناه في الكُتب الدراسية، فتجد الطلاب كثيرًا ما ينسُون معلومات درسوها، بمُجرد أن اجتازوا الامتحان، في حين أنهم لا ينسون مُسلسلات وأعمال درامية، وتظل المَشاهد عالقة في خيالهم؛ والسبب أن الدراما تنقل الإنسان إلى حياة قريبة إلى حياته، فقد يجد نفسه في أحد الأبطال، ورُبما يشعر أن القصة قريبة لأحداث حياته، لذا تظل عالقة بذهنه، مهما مرت السنوات، فلكي تقرأ كتابًا، لابد أن تكُون مُتعلمًا، ولكنك لا تحتاج أن تتعلم لكي تشاهد عملاً فنيًا، فهو لا يحتاج سوى المُشاهدة والتعايش. لذا، على كل كُتَّاب الدراما أن يُدركوا هذا الأمر جيدًا، ويحترموا عقلية المُشاهد، فلابد أن تكون القصة منطقية، وقريبة إلى الأحداث الحياتية للمشاهدين، وتكون الحبكة مُقنعة، وإلا سيتحول العمل إلى وقت للتسلية، ولن يستفيد منه المُشاهد في حياته الخاصة، ولن يخرج من العمل بأي درس يستفيد منه في حياته، فالمنطق هو أساس اقتناع المُشاهد بالعمل، وعلى أساسه يقوم بمُتابعة العمل ويحترمه. فالمنطق الدرامي هو الذي يجعل العمل يعيش، ويُصبح له تاريخ وأرشيف، أما أن يتم سرد أحداث لا تمت للمنطق الحياتي بصلة، فهذا لا يتقبله العقل الإنساني، وهُنا سوف يموت العمل بمُجرد مُشاهدته، ولا يلقى أي قُبول فيما بعد، وعلى مدار الزمان، فاحترام عقلية المُشاهد، تتأسس على أساس المنطق الدرامي.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2