إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: ما رأيكم.. دام فضلكم؟!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: ما رأيكم.. دام فضلكم؟!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: ما رأيكم.. دام فضلكم؟!

* عاجل12-8-2020 | 14:56

أهدى هذه الحكاية أو الرواية أو هذا السيناريو أو التسريب.. اختار ما تشاء من الأسماء.. المهم أننى أهديها لهؤلاء الذين لا يؤمنون بنظرية المؤامرة.. ويسخرون من الذين يعتقدون أننا ضحايا لهذه المؤامرة.. أهديها إلى كل هؤلاء ولا أستثى نفسى.. فقد كنت واحدًا من أشد الرافضين لنظرية المؤامرة وكنت واحدًا من أكثر الساخرين من الذين يؤمنون بها.. أما الآن فقد أصبحت أندهش من هؤلاء الذين لا يريدون أن يؤمنوا ويصدقوا!.. ولكل حكاية بداية.. وبداية حكايتنا كانت فى شهر يونيو من عام 2009.. بالتحديد فى الرابع من يونيو.. فى هذا التاريخ جاء إلى مصر الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقضى فيها تسع ساعات.. ذهب خلالها إلى جامعة القاهرة والتقى بعدد غير قليل من نخب الشعب المصرى.. سياسيين وإعلاميين وفنانين ورجال أعمال وغيرهم.. كنت واحدًا من الذين حضروا هذا اللقاء باعتبارى رئيسا لمؤسسة صحفية.. وكنت أيضا واحدًا من الذين خدعهم أوباما!.. كانت معاناة العرب من الممارسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل قد بلغت ذروتها خلال السنوات الثمانية التى حكم فيها جورج بوش الإبن أمريكا.. وكان وصول باراك أوباما للبيت الأبيض بالنسبة للعرب بمثابة ضوء فى نهاية النفق المظلم!.. أول رئيس أمريكى أسود.. هو أيضا له أصول إسلامية.. وكان أوباما حريصا على ترسيخ هذا المعنى فى نفوس العرب والمسلمين. أول عبارة نطق بها فى خطابه الشهير بجامعة القاهرة كانت.. السلام عليكم.. قالها باللغة العربية وأعقبها بقراءة الآية القرآنية من سورة الأحزاب التى تقول " اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً". صفق الحاضرون طويلا لهذه البداية واعتبروها بداية النهاية لانحياز أمريكا ضد العرب والمسلمين. كنت واحدًا من هؤلاء المصفقين.. وكتبت أيامها أقول بتأثير كلمات أوباما.. إن البيت الأبيض أخيرًا سيقوم بتصحيح مسار العلاقات الأمريكية العربية.. كان أوباما يبدو بارعا فى كسب تعاطف الحاضرين.. والحقيقة أن براعته – أو براعة مستشاريه فى الواقع – لم تقتصر على خطابه فى جامعة القاهرة.. ولكنه قام بتصرف أثار إعجاب المصريين والعرب والمسلمين عموما.. فقد ذهب لزيارة مسجد السلطان حسن ورفض أن يستخدم كيس بلاستيك فى قدمه كما يفعل السياح.. وإنما تحرك داخل المسجد بالشراب كما يفعل أى مسلم!.. أما هيلارى كلينتون التى صاحبته فى الزيارة فقد ارتدت الحجاب (!!!) ولم يدرك أحد أيامها أن أوباما كان يقلد نابليون بونابرت الذى خدع المصريين وحاول إيهامهم بأن حملته على مصر سببها الوحيد هو مساعدة خليفة المسلمين العثمانى فى القضاء على المماليك، ويبدو أن المصريون صدقوا بونابرت لدرجة أنهم أشاعوا أنه أسلم وأطلقوا عليه لقب الحاج نابليون بونابرت (!!!) بنفس الطريقة خدع أوباما المصريون والعرب والمسلمين.. وأثبتت الأيام والحوادث أن خطابه فى جامعة القاهرة كان بمثابة مزج السم بالعسل.. فبعد 14 شهرًا من زيارته وبالتحديد فى أغسطس من عام 2010.. وقع أوباما على وثيقة سرية تم بمقتضاها تقطيع وتمزيق أوصال المنطقة العربية.. الوثيقة السرية التى أتحدث عنها لم يتم الكشف عنها حتى الآن.. لكن الحقيقة أنه كان يتم تسريب أجزاء منها على امتداد السنوات الماضية.. والحقيقة أن هذه الأجزاء المسربة كانت كافية لكى نعرف فحواها.. أو على الأقل أهدافها.. وطبقا لما تم تسريبه من هذه الوثيقة التى تحمل تصور أمريكا للمنطقة العربية أو ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير.. وهو التصور الذى وضع خطوطه العريضة إثنان من الباحثين الأمريكيين.. برنارد لويس وصمويل هينينجتون.. طبقا لما تم تسريبه فإن الولايات المتحدة ستعمل على أن تتسلم جماعة الإخوان المسلمين وأحزابها السياسية الخاضعة لسيطرة حزب العدالة والتنمية التركى السلطة فى كل من تونس وليبيا ومصر والجزائر والمغرب والسودان.. وأن يتم دمج كل الأحزاب السياسية للإخوان المسلمين تحت حزب العدالة والتنمية التركى.. وأن تكون تركيا هى الدولة المهيمنة على دول شمال أفريقيا والسودان وتدار هذه الدول من إسطنبول أو أنقرة.. الخطة تتضمن أيضا كما أظهرت التسريبات أن تهيمن إيران على دول شمال الجزيرة العربية.. سوريا والعراق ولبنان وذلك لعمل توازن سنى شيعى!.. وبعد ذلك يصبح من السهل على الولايات المتحدة التعامل مع دولتين فقط.. تركيا وإيران (!!!) هذه هى خطة الشرق الأوسط الكبير التى أظهرت ملامحها التسريبات التى حدثت للوثيقة التى وقّعها أوباما فى أغسطس من عام 2010.. هذه هى الخطة التى أفسدها ودمرها رجل اسمه عبد الفتاح السيسي.. ما رأيكم.. دام فضلكم؟!.. البعض سيقول لا أصدق إلا ما تراه عينى.. فإذا لم تظهر رسميًا الوثيقة التى تقول إن أوباما وقّعها فى عام 2010.. فكل ما تقوله من كلام.. مجرد كلام!.. حسنا أنا موافق لكن تعالوا نحتكم إلى العقل.. تعالوا نحسبها بالعقل ونسأل أنفسنا: لماذا انحرق قلب آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة على محمد مرسى.. ولماذا ضغطت هى والإدارة الأمريكية بكل قوة للإفراج عنه؟!.. ولماذا كان الإخوان يبدون واثقين من عودة مرسى إلى القصر؟!.. ولماذا هذا العداء المفاجئ من تركيا تجاه مصر بعد الإطاحة بمرسى؟!.. ولماذا فتح أردوغان أبواب تركيا على البحرى للإخوان الهاربين.. وحول تركيا إلى منصة إعلامية تهاجم مصر على امتداد الأربعة وعشرون ساعة؟!.. ولماذا أصيب الإخوان بصدمة كبيرة بعد خسارة هيلارى كلينتون الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز ترامب بها؟.. وماذا تفعل تركيا فى ليبيا ولماذا لم تتدخل أمريكا بحسم لإيقافها عند حدها؟!.. ولماذا يتحدى الإخوانى الغنوشى مصالح ومشاعر التونسيين ويحاول التنسيق مع أردوغان؟!.. ولماذا تسكت أمريكا عن تحرش إيران بالدول الخليجية والعراق وسوريا ولبنان؟!.. الإجابة لا تحتاج إجابة!.. مرة أخرى.. ما رأيكم.. دام فضلكم؟!..
أضف تعليق

إعلان آراك 2