الاحتلال الفرنسى والتركى والإيرانى والإسرائيلى.. أيهم نريد؟.. د. ناجح إبراهيم يكتب..

الاحتلال الفرنسى والتركى والإيرانى والإسرائيلى.. أيهم نريد؟.. د. ناجح إبراهيم يكتب..الاحتلال الفرنسى والتركى والإيرانى والإسرائيلى.. أيهم نريد؟.. د. ناجح إبراهيم يكتب..

*سلايد رئيسى18-8-2020 | 14:29

كتب: إبراهيم شرع الله تحت عنوان: “الاحتلال الفرنسى والتركى والإيرانى والإسرائيلى.. أيهم نريد؟” كتب الدكتور ناجح إبراهيم فى مقاله الأسبوعى بموقع “الوطن” تحدث فيه عن أوطان العرب وشعوبها بعضها تريد الاحتلال التركى، وأخرى تريد الاحتلال الإيرانى، وأخرى ترغب فى الاحتلال الأمريكى، ورابعة ترغب فى الفرنسى. وفى التالى نص مقال الدكتور ناجح إبراهيم: انفجرت مئات الأطنان من مادة نترات الأمونيوم المتفجرة التى كانت مخزّنة فى مرفأ «ميناء» بيروت فجأة ودون سابق إنذار لتزلزل بيروت ولبنان كله، وتقتل المئات وتشرد الآلاف وتنشر الخراب فى أجمل مناطق بيروت. إنها «تشيرنوبل ثانية» ستزلزل الكيانات السياسية والطائفية والميليشيات الظاهرة والمستترة فى لبنان، كما زلزلت «تشيرنوبل الأولى» الاتحاد السوفيتى وفجّرته من داخله. زار «ماكرون» بيروت، وإذا ببعض اللبنانيين يسلمونه عريضة موقعة من 40 ألفاً من اللبنانيين يطالبونه بعودة الاستعمار الفرنسى الذى دللوه بكلمة الانتداب الفرنسى. هكذا أوطان العرب وشعوب العرب بعضها تريد الاحتلال التركى، وأخرى تريد الاحتلال الإيرانى، وأخرى ترغب فى الاحتلال الأمريكى، ورابعة ترغب فى الفرنسى. لقد نسى البعض جرائم الاحتلال الفرنسى فى كل الدول العربية، ونسوا أن المؤرخ الفرنسى اليسارى جاك جورك قدّر عدد القتلى الجزائريين بيد الاحتلال الفرنسى بـ10 ملايين جزائرى ما بين عامى 1830 و1962، وتوافقه فى هذا التقدير الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، فضلاً عن مجزرة تازركة فى تونس، التى تدل على مدى الإرهاب الذى مارسه الاستعمار الفرنسى، التى قام فيها الفرنسيون باغتصاب النساء وقتل الرضع جميعاً فى المدينة، فضلاً عن المجازر المماثلة فى مدغشقر. أما تركيا فتحتل أجزاء من عدة دول عربية مثل سوريا والعراق وليبيا، وترسل جيوشها بين الحين والآخر لتدخل هذه البلاد، وتسرح فيها وتمرح بترحيب وعون أطراف فى هذه البلاد ترى فى الاحتلال التركى لها غنيمة وملاذاً. أما إيران فتحتل أربع دول عربية كبرى احتلالاً شبه كامل، وبعضها بطريقة مباشرة، وأخرى عن طريق نفوذ ميليشياتها المنتشرة فى كل مكان من بلاد العرب. إيران تحتل سوريا بميليشياتها احتلالاً شبه كامل ولها 45 ميليشيا شيعية، منها على سبيل المثال لا الحصر ألوية: «قمر بنى هاشم، الكرار، أبوالفضل العباس، بقية الله، المعصوم، صعدة، عصائب أهل الحق، حزب الله العراقى، كتائب سيد الشهداء»، وهذه قامت بعشرات المذابح التى يندى لها جبين الإنسانية، فضلاً عن الإسلام، وأعادت تجنيس ميليشياتها الشيعية بالجنسية السورية، مع أن معظمهم من العراق ولبنان وأفغانستان واليمن وباكستان، ولكنهم الآن صلب الشعب السورى الذى تم تهجير معظمه ولن يعود إلى سوريا أبداً. كما تحتل إيران اليمن عن طريق ميليشيا الحوثى التى غيّرت مذهبها الزيدى القريب من أهل السنة لتوافق المذهب الإيرانى الاثنى عشرى وقدمت الولاء والسمع والطاعة للمرشد الإيرانى، كما تحتل العراق احتلالاً كاملاً، وتحتل لبنان وتسيطر عليه تماماً عن طريق حزب الله. والغريب أن كل الشيعة السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين يرحبون بهذا الاحتلال، ويوقعون بقلوبهم وأقلامهم وأفئدتهم وأفعالهم على وثائق يومية لاستمرار الاحتلال الإيرانى لبلادهم، توقيعاً عقائدياً وفكرياً ملزماً بالطاعة الكاملة والعمياء للإمام، وينسلخون من أمتهم العربية ومن أوطانهم لدعم مصالح دولة أخرى، وهذا معروف للجميع. أما جماعات الإسلام السياسى العربية، وعلى رأسها الإخوان المسلمين مع المجموعات التكفيرية مثل القاعدة وجبهة النصرة وداعش وغيرها، فتؤيد الاحتلال التركى لبلاد العرب، تؤيده فى سوريا والعراق وكردستان وفى ليبيا، وتصفق له وتؤيده تأييداً أعمى، وكل هذه الميليشيات التكفيرية قامت بعشرات المذابح التى يخجل منها عتاة المجرمين. أما الثلة الكبرى من الطوائف الكاثوليكية والعلمانية اللبنانية فترى فى عودة الاستعمار الفرنسى للبنان إنقاذاً له من هيمنة حزب الله وللاحتلال الإيرانى غير المباشر لبلادهم، الذى يرون أنه تسبب فى كل مآسيهم، ومنها انفجار مرفأ بيروت، ويسمونه «تشرنوبيل حزب الله»؛ لأنه المسيطر الحقيقى على مرفأ بيروت ومطار بيروت وعلى الحدود السورية اللبنانية، هم يريدون الفرار من النار إلى النار. أما معظم الأكراد فى سوريا والعراق وإيران فهم يرون فى الاحتلال الأمريكى نجاة لهم من بأس وبطش بلادهم، وبداية لتكوين الدولة الكردية المستقلة الكبرى التى يأملون أن تكون نموذجاً لإسرائيل فى المنطقة، بحيث تحقق الديمقراطية والرخاء تحت الدعم الأمريكى والإسرائيلى، بعيداً عن تخلف بلاد الشرق الأوسط، الكل يريد الاحتلال، والكل يرحب به علانية. أما الاحتلال الإسرائيلى، الذى يصول ويجول فى المنطقة كيف شاء ومتى شاء، فالعرب أصبحوا أضعف الأمم، وكعكتهم أكلتها الجميع، وهى فرصة العمر لها، فإسرائيل احتلت فلسطين كلها، وهى تأكل بلاد العرب واحدة تلو الأخرى بالاحتلال الاقتصادى والتقنى والاستخباراتى، وتفخر إسرائيل و«نتنياهو» أن العالم العربى قد فتح ذراعيه لها دون مقابل، بل سيدفعون لها مقابل احتلالها لبلادهم. ما أغرب العرب، نسوا زمن التحرر والحرية، ويرغبون اليوم فى المستعمر ويجلبونه لأنفسهم ويصفقون له، ويحبونه أكثر من بلادهم وأوطانهم، ويل للعبيد، وسلام على الأحرار.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2