طارق السيد متولى يكتب: قوة الإنسان ومعالم القرآن

طارق السيد متولى يكتب: قوة الإنسان ومعالم القرآنطارق السيد متولى يكتب: قوة الإنسان ومعالم القرآن

* عاجل24-8-2020 | 13:14

قوة الإنسان هى التى يعتمد عليها فى كل حياته ونشاطه منذ ولادته حتى مماته. الضعف صفة مذمومة عند كل البشر وحتى عند الله سبحانه وتعالى ففى الحديث الشريف يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمن القوى احب الى الله من المؤمن الضعيف ويقول الله عز وجل لنبيه يحيى فى كتابه الكريم ( يَٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَٰبَ بِقُوَّةٍۢ ۖ ) مريم (12) والقوى اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى. لكن تعالوا نتسائل ماهى القوة التى يتحدث عنها القرءان ويقصدها النبى صلى الله عليه وسلم والمتعلقة بالإنسان هل هى قوة الجسد والعضلات ام قوة العقل والنفس ؟ الحقيقة لكى نجيب على هذا التساؤل يجب أن ندرس ونبحث فى الإنسان ذاته ونحدد مصادر قوته واشكالها وانواعها. فى هذا البحث سوف نجد أن الإنسان عبارة عن جسد وروح وعقل وان قوة الجسد تختلف عن قوة الروح تختلف عن قوة العقل وهذه الثلاثة قوى التى خلقها الله سبحانه وتعالى فى الإنسان تشكل قدرته البدنية والنفسية والعقلية. فقوة الجسد فى صحته وحركته وقدرته على العمل البدنى وتحمل العمل الشاق خلقها الله وجعل لها أسباب كالغذاء والشراب والراحة والنوم والهواء كل هذه المصادر تعزز قوة الجسد وتجعله دائما يستعيد عافيته بعد أن يستهلكها فى العمل كل يوم واى خلل فى مصادر قوة الجسد يؤدى إلى ضعفه وضعف قوته كالسهر مثلا والإسراف فى الطعام والشراب أو تناول طعام غير صحى أو طعام فاسد لذا نجد الله سبحانه وتعالى فى هذه القوة المتعلقة بالجسد يحثنا فى كتابه الكريم على تناول الطيبات فى قوله ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة ( 172) وعلى عدم الإسراف فى قوله ( وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُوٓاْ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ ) الأعراف (31). نأتى بعد ذلك إلى قوة الروح والنفس والتى تشكل ثبات الإنسان الإنفعالى وقدرته على مواجهة المشاعر المختلفة التى يمر بها من فرح وحزن ومشكلات أو بمعنى آخر الحالة النفسية للإنسان وهى تتغذى على العبادة عبادة الله سبحانه وتعالى والإيمان الذى ينشأ عنه الرضا والقبول والثقة بالنفس والإطمئنان ومن مصادر هذه القوة أيضا الترويح عن النفس بالراحة النفسية والهدوء وهنا نجد أيضا أن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بالعبادة وعمل الصالحات والبعد عن السيئات وسميت سيئات لأنها تسوءنا وتضر أرواحنا وتضعف قوتنا النفسية والروحية. أما القوة الثالثة وهى قوة العقل والمتمثلة فى سلامة العقل والذكاء وحسن التفكير وفهم الأشياء الفهم الصحيح والتى تساعدنا على حل المشكلات والأبداع والأختراع والوصول على أسرار معرفية كثيرة فهى تتغذى على العلم والقراءة والبحث والدراسة ونجد أيضا الله سبحانه وتعالى فى هذا الجانب يحثنا على القراءة فى أول كلمة نزلت فى القرءان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * العلق(١) ويدعونا للبحث والتفكر والتدبر والعلم فى آيات كثيرة من القرءان الكريم ' والجدير بالذكر أن هذه القوى ترتبط بعضها ببعض وتعزز بعضها البعض فأى ضعف فى إحداها يؤثر عليها جميعاً هذه هى القوة المطلقة للإنسان ' القوة التى تضمن له عندما يأخذ بأسبابها جميعا القدرة على الحياة السليمة ومواجهة تحدياتها والتغلب عليها.
أضف تعليق

إعلان آراك 2