طارق السيد متولى يكتب: مفهوم التعليم والغش

التعليم هو أحد الأسس الرئيسية للحياة فهو الذى يمكن الإنسان من النمو الطبيعى والتقدم والإستمرار فبدون التعليم لا يستطيع أن يتقدم الإنسان خطوة واحدة. والتعليم يبدأ مع الطفل منذ ولادته فالطفل يبدأ بطريقة طبيعية وتلقائية فى تعلم اللغة والإشارات المختلفة ممن حوله ويساعده الأهل عن طريق تكرار بعض الحركات والكلمات على التعلم ونحن نقول إنه يتعلم المشى عندما يكبر قليلا ونساعده على تعلم المشى ونجد أن اى خطأ يحدث فى هذه العملية التعليمية البسيطة ينتج عنه عيوب قاتلة تؤثر على مستقبل هذا الطفل فى طريقة كلامه وتكوين جسده. ويستمر الإنسان فى التعلم طيلة سنوات عمره سواء عن قصد وخطط مسبقة كالذهاب للمدارس والجامعات وتلقى العلوم المختلفة أو عن غير قصد مما يمر به وما يشاهده من حوله ومن هذا النوع الأخير تأتى أهمية القدوة فى الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام المختلفة. وفى العملية التعليمية المقصودة فى المدارس والجامعات يعظم دور المعلم الذى يهىء لطالب العلم أو المتعلم المنهج الذى يجب أن يتعلمه ويمده بالمعلومات والخبرات اللازمة للتعلم ويختبره لكى يتأكد من وصول هذا العلم له حتى يستطيع الطالب تحقيق أهدافه من وراء هذا العلم والتقدم فى الحياة. لكن هل من الممكن أن تقع أخطاء فى هذه العملية التعليمية أو فى اى عملية تعليمية مقصودة أو غير مقصودة ؟ لكى نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف أولا أن العلم والتعلم ليس مجرد نقل معلومات وخبرات من معلم الى طالب او متلقى وان دور المتعلم هو حفظ هذه المعلومات والخبرات فى الذاكرة كما هى وإستدعائها عند اللزوم، فقد تكون هذه المعلومات وهذه الخبرات خاطئة احيانا وغير مناسبة لمكان وزمان مختلفين احيانا وقد يكون المعلم يتبنى نظرية بعينها تتوافق مع طبيعته ومعتقداته ويغفل نظريات أخرى أكثر صحة منها. فالعلم نظريات قائمة على البحث والإجتهاد والتجربة والتفكير الدائم. فعلينا أن نعرف أن التعليم فى الأساس هو اعمال العقل وتكثيف التفكير والبحث والمناقشة وتبادل الآراء والأفكار والأجتهاد للوصول إلى النتيجة الصحيحة هناك فرق بين أن يحل لك المعلم مسألة أو أن يعطيك الإجابة وبين أن يعلمك كيفية حل هذه المسألة فتقوم بحلها وتصل إلى نفس الإجابة وربما إلى إجابة افضل منها. لذا اعجب من الذين يعتمدون على الغش فى الإختبارات أو على تسريب الإمتحانات فهؤلاء يغشون أنفسهم ويدمرون مستقبل أبناءهم ومستقبل العلم فى مجتمعهم وكذلك من يعتمدون على الحفظ والنقل بدون الفهم وأعمال العقل للإستنتاج فهؤلاء  سيظل العلم عندهم فى مكانه لا يتقدم ولا يحدث أى تغيير فى الواقع.