د.قاسم المحبشى* يكتب: مرة أخرى في محاولة تقريب المعنى

د.قاسم المحبشى* يكتب: مرة أخرى في محاولة تقريب المعنىد.قاسم المحبشى* يكتب: مرة أخرى في محاولة تقريب المعنى

* عاجل12-9-2020 | 14:28

مختون ويصلي ويصوم ويقرأ القرآن ومتزوج على سنة الله والرسول ويعرف الحلال والحرام وحاج بيت الله الحرام ويرد السلام ويبسمل ويحوقل ويتعوذ من الشيطان في الحمام والأحلام ومع بداية كل كلام . ويجي لك واحد غبي يقول له علماني! العلمانية يا سادة يا كرام ليست هوية فردية يمكن أن نطلقها على هذا الشخص أو تاك السيدة. العلمانية هي تقنية سياسية لا تقوم بها إلا الدول القادرة عليها بوصفها انجع وسيلة مجربة للفصل بين المجالين؛ مجال العبادات والعقائد الأيمانية الخاصة بالافراد والجماعات والنحل والملل ومجال الشأن العام للمصالح والخدمات والفرص المشتركة بين المواطنين بوصفهم متساويين وعلى درجة كاملة من الحق والأهلية الدستورية والقانونية ولا فضل لأحد على أحد بدين أو معتقد. وهكذا يعيش الناس بسلام في الدول التي تمكنت من الفصل بين هذا وذاك. فماذا يمكن لبلد مثل الهند التي فيه أكثر من الفين ديانة وإله أن تكون إذا لم تقر العلمانية تقنية لتأسيس وتسيير وادارة الدولة السياسية. وقس على هذا معظم البلدان في العالم. العلمانية هوية دول ديمقراطية مدنية حديثة ومستقرة وليست هويات فردية للاشخاص الذين يقطنونها فهناك ملايين المسلمين ومن مختلف مذاهبهم يعيشون ويمارسون طقوسهم في الدول العلمانية بسلام واستقرار ولا حروب طائفية ولا قبلية ولا عشائرية ولا جهوية ولا صراع مذاهب ولا جزية ولا سبي ولا غنيمة وثلث ولا خمس ونصب ولا أحتال ولا دجل ولا شعوذة ولا هم يحزنون. وما فيش داعي للت والعجين في أمور بديهية وواضحة وبسيطة ومحسوسة وملموسة. ومن المفارقات السخيفة أن تنسب تدهور الأخلاق إلى الدول العدالة المنتصرة القوية المستقرة بحجة العلمانية ، فكل قوة وتفوق وانتصار يستحيل أن ينهض ويدوم بدون أسس أخلاقية إنسانية صحيحة وسليمة ومتعافية. العلمانية بالخلاصة هي أدارة بيرقراطية محايدة ومستقلة للشأن العام بمعزل هويات الأفراد والجماعات ومعتقداتهم الأيديولوجي والكلام يطول. ……………………….. * أكاديمى وشاعر وأديب يمنى
أضف تعليق

إعلان آراك 2