سعيد صلاح يكتب: الإعلام.. وعبده مشتاق

سعيد صلاح يكتب: الإعلام.. وعبده مشتاقسعيد صلاح يكتب: الإعلام.. وعبده مشتاق

الرأى3-11-2020 | 12:37

.. فاشل.. الأموال التى تنفق عليه «حرام».. ألقوه فى البحر فلم يعد منه فائدة.. مبانٍ وأراضٍ وأصول معطلة ورواتب بالملايين شهريًا، والمحصلة «صفر».. دورات تدريبية وتوجيهات مباشرة وغير مباشرة والنتيجة لا أحد يقرأ، هكذا ينظر الكثيرون إلى الإعلام القومى (صحافة وتليفزيون وراديو)، يرونه بلا فائدة . لا يسمن ولا يغنى من جوع، ضجيج بلا طحين. ويطالبون بإعدام كل من يعمل فيه (أقصد الإعدام المهنى طبعًا)، هؤلاء الذين يرون الإعلام القومى هكذا يرون فى نفس الوقت أنهم هم البديل عمن يعملون ويديرون الإعلام القومى. يظنون فى أنفسهم خزنة مغارات النجاح ومالكو مفاتيح التميز والإنجاز والقدرة على المواجهة، لديهم خطط ورؤى وأفكار لإنقاذ ذلك «المريض القومى» وانتشاله من كبوته. وللأسف.. نعم للأسف لو بحثت عن هؤلاء المنقذين ستجدهم فقط ممن خاب سعيهم فى الوسط وفشلوا فى تحقيق أى نجاح وبات الفيس بوك وتويتر هو مساحة نضالهم من أجل المهنة وأصحابها. ولو دققت فى أحاديثهم وبحثت فيها عن تلك الأفكار والرؤى والخطط لن تجد لها أى أثر يذكر سوى بعض الكلمات الخائبة اليتيمة التائهة بين الكلمات من عينة (رؤية جديدة – تطوير – تجديد – إنقاذ – مستقبل)، أما أن تجد فكرة حقيقية أو حتى شبه رؤية أو مشروع استراتيجي أو خطة، فلن تجد، ما هى سوى كلمات «يتنطنون» بها من وقت لآخر ليظهروا ويطرحوا أنفسهم كبديل عمن يعملون فى الإعلام القومى، ليس دفاعًا عن مهنتى ولا عن مكانى الذى أعمل فيه والذى هو أحد المؤسسات الصحفية القومية، ولكن هو حزنًا كبيرًا على هؤلاء الذين لا يرون من الغربال والذين يطوعون أقلامهم طعنا فى زملائهم من أجل أغراض شخصية.. رغم أنهم لو فكروا أن يطبقوا ألف باء مهنية وقاموا بحيادية وموضوعية بتقييم ما يقوم به الإعلام القومى الآن وخلال السنوات القليلة الماضية، سيكتشفون أنهم كانوا على خطأ كبير.. إنصافًا وإحقاقًا للحق يؤدى الإعلام القومى دوره بشكل جيد ونجح بشكل كبير فى معركة الوعى التى يخوضها ووقف ببسالة مع الشعب فى مواجهة الإرهابية والأفكار التخريبية التى تبثها هناك وهناك.. وحقق مع الشعب نجاحات كثيرة على أهل الشر، ونقل إلى العالم صورة طيبة عن الدولة المصرية وعما يحدث فيها من إنجازات وقدم للمواطن قبل العالم كله الوصف التفصيلى للأعمال الجبارة والمشروعات الكبرى التى تقوم بها الدولة ووقف حائط سد فى مواجهة الشائعات التى تنطلق كل ثانية من أبواق الإرهابية وغيرها وما زال يواصل معركته فى تلك المواجهة الشرسة. صحيح أن ما يقوم به ليس كل ما هو مطلوب منه، لذلك من الإنصاف والعدل أن تقول إنه لم يخفق بل يحاول ويحتاج أن تدعمه. وهو فى الحقيقة يحتاج دعما كبيرا وكثيرا، أول أنواع هذا الدعم، أن يثق المواطن فيه أكثر من ذلك ويتأكد أنه مالكه الأول الحقيقى وليس أحدًا آخر، لذلك فكل ما يقدمه من أجله، كما أنه أيضا يحتاج إلى دعم الدولة أكثر من ذلك عن طريق إتاحة مزيد من الحرية وتداول المعلومات وتعظيم وتأمين الجانب المادى حتى لا ينشغل الصحفى بما هو ليس له علاقة بمهنته، وأيضا يحتاج كل صاحب رؤية وفكر حقيقى من أبناء المهنة أو الأكاديميين أصحاب الصلة بالإعلام أن يقدموا أفكارهم وأطروحاتهم لخلق الدعم وتعزيز دور الإعلام القومى فى مواجهة إعلام الخيانة والخسة والإعلام الموجه والمأجور، فهى معركة يحتاجنا الوطن جميعا فيها. كفانا تمزيق وجلد فى ذاتنا وأنفسنا ولنكون أكثر إيجابية فى وقت لا يجوز فيه إلا «الإيجابية». حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن.
أضف تعليق

إعلان آراك 2