حسن عبد الوهاب حسين يكتب: تاريخ المحمودية

حسن عبد الوهاب حسين يكتب: تاريخ المحموديةحسن عبد الوهاب حسين يكتب: تاريخ المحمودية

الرأى21-12-2020 | 09:09

اصدر محمد علي امره بالشروع في حفر ترعة لايصال المياه الي الإسكندرية واستخدامها في النقل النهري وإحداث نهضة عمرانية بها. وفي كتاب عمر طوسون عن خليج الاسكندرية القديم وترعة المحمودية العديد من الوثائق التي تناولت هذا الموضوع. ومن بينها ماكتبه مستر كوست ااذي كلفه محمد علي بمراجعة أخطاء المهندس التركي شاكر افندي والذي رسم خط سير الترعة وجعل لها تعريجات كما لم يكن لديه خبرة بعلم سطح الارض مما ادي الي عدم استواء عمق الترعة وهو ما قام بمعالجته مستر كوست بعد ان استعان بتلاميذه من المهندسين المصريين الذين تخرجوا من المهندسخانة التي أنشأها محمد علي. وقاموا بالاشراف علي مستويات الحفر المطلوبة للترعة. شهداء الفلاحين كلف محمد علي ابنه اسماعيل بالاشراف علي حفر الترعة واتخذ من عامود السواري مقر لذلك. وامر المديريات التي ستمر بها ان يقدموا الفلاحين الذين سيقومون بأعمال الحفر. وتشير الروايات ان جملة من شارك في اعمال الحفر تراوح ما بين 360الفا و400الف بينما يحدده الجبرتي ب 100الف فقط. ولم يقتصر ذلك علي اعمال الحفر بل شارك أيضا النجارون والحدادون وكذلك الغواصون. وفي وثيقة عثمانية حدد محمد علي اجرة المشاركين والميزانية  الخاصة بحفر الترعة رفعها الي السلطان محمود الثاني  انها ستكون من ميزانية مصر دون ان تكلف الدولة العثمانية. كما اشارت المصادر الي ما كان يصرف الي الفلاحين المشاركين ف في الحفر من انواع الطعام مثل البصل و الفول والجزر وخبز الذرة والشوربة. وباء الطاعون يذكر مسيو كوست انتشار وباء الطاعون في مصر والشرق مما جعل اسماعيل باشا يقيم حجرا صحيا حول معسكره وكان من حسن حظ مسيو كوست قلة الاصابات بين الفلاحين العاملين معه. يشير الجبرتي سببا اخر لوفاة الفلاحين  وهو بسبب البرد والتعب. ويضيف مؤلف اخر ان اعداد من مات من الفلاحين أثناء الحفر بلغ 12 الفا دفنوا علي ضفاف الترعة. أسماء المهندسين المصريين احتفظت الوثائق بأسماء عدد من المهندسين المصريين الذين شاركوا في هذه الملحمة الوطنية والذين لم يقتصر دورهم علي الاشراف أثناء وجود مسيو كوست بل عهد اليهم باستمرار مشاريع اخري أثناء سفره ومن هؤلاء احمد الكاشف، سيد احمد، احمد افندي، محمد الخازندار، يوسف، قسطي، اضافة الي احد الاسطوات الماهرين في بناء الارصفة دون ذكر لاسمه. اشار الجبرتي الي اعداد الفوؤس المطلوبة ب 150 الفا وتكلفة الحدادين والغلقان التي يحمل فيها الرمال اضافة الي الطوب الذي تم صنعه لتبطين جانبي الترعة. اما التكلفة الاجمالية بحسب صاحب الخطط التوفيقية فقد بلغت 300الف جنيه. 2 / 2 دور الجيش المصري لم يقتصر دور الفلاحين المصريين في هذه الملحمة الوطنية بل ذكرت المصادر ان محمد علي كلف العساكر البحرية المتواجدة في القناطر البحرية بالتوجه إلى الإسكندرية للمشاركة في اعمال الحفر وترميم الكراكات التي استخدمت في اعمال الحفر.
أضف تعليق

إعلان آراك 2