سماح عطية تكتب: لن يلدغ العقرب شجرة !

سماح عطية تكتب: لن يلدغ العقرب شجرة !سماح عطية تكتب: لن يلدغ العقرب شجرة !

الرأى25-12-2020 | 19:39

الثعبان سيظل ثعباناً.... والأفعي ستظل أفعى... والعقرب والعنكبوت كلها كذلك... كل حشرة أو طائر أو حيوان سيظل كما هو لن تتغير صفاته... طور نموه.....ألوان فرائه وجلده..... صوته. لن تتغير فريسته، فلن يلدغ العقرب شجرة، ولن يعضّ الثعبان نملة، ولن ينسج العنكبوت صوفاً مهما تغيرت بيئتها فستظل كما خُلقت. كذلك الإنسان... لا ولم ولن تتغير طباعه مهما مرّ العمر ومهما تغيّرت بيئته التي نشأ بها... مهما تحصّل على شهادات.. ترقيات... أموال... كادر وظيفي... أو مناصب... أملاك.. لغات.. ثقافة... الطباع ليست عَـرَضاً أو مرضاً سيتم علاجه والشفاء منه والرجوع الي الحالة الطبيعية... الطبع هو نظام من الدوافع التي تشكّل أساساً للسلوك كما عرّفه علماء النفس... والطبع هو "الختم" والاستمرار في الفعل إلى ما لا نهاية وبلا عودة... كما ذكر الله في كتابه الحكيم "أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ".... فتغيير الإنسان طباعه ضرباً من ضروب الخيال... أمراً منافياً لقوانين الطبيعة البشرية... أمراً خارقاً للدوافع السلوكية... ولكن لا أحد ينكر أنه قد يضل الإنسان عن طبعه برهة من الزمن... ولكنه يعود سريعاً إلى موقعه في سطور كتاب حياته... فلا يقال مطلقاً: "فلان غيّر طباعه".... بل ضَـلّ عن طباعه في أقل وقت ممكن وعاد إليها مرة أخرى مسرعاً.... إلى نظامه المرتب.... دوافع تنتج أفعالاً بشكل أوتوماتيكي دون تدخل منه... تنفيذاً لبرنامجه العقلي ودون مقاومة منه... حتى أنه لا يشعر بمن ينفعهم بأفعاله ومن يضرّهم... وحتي إذا شعر بأنه يضرّ من حوله... ليس بيده ما يفعله لهم فما هو فيه ليس إلا طبع..... والطبع لا ولم ولن يتغير.
أضف تعليق

إعلان آراك 2