أفريقيا.. بالنسبة لنا الآن أرض الفرص

أفريقيا.. بالنسبة لنا الآن أرض الفرصأفريقيا.. بالنسبة لنا الآن أرض الفرص

*سلايد رئيسى14-9-2017 | 21:50

كتب: محمود مناع 

على الرغم من التوجهات الرسمية للسياسة الخارجية المصرية عقب ثورة 25 يناير وما بعدها نحو القارة الأفريقية بوصفها دائرة من دوائر الاهتمام التى وضعتها السياسة الخارجية المصرية للتوجه نحو القارة فى محاولة جادة للوصول إلى عودة مؤثرة بعد سنوات من انحسار العلاقات بل وإهمالها تماما عقب الحادث الإرهابى الذى تعرض له الرئيس مبارك فى أثيوبيا.

وكان من نتائج هذا الإهمال تراجع الدور المصرى فى القارة عموما وفى مناطق مصالحنا المصرية فى حوض النيل وشرق أفريقيا، ونتيجة لذلك تواجدت قوى أخرى تعملقت فى القارة على إثر هذا التراجع فى الدور المصرى.. تلك القوى التى تعرف قدر القارة جيدا وخططت وما زالت وفق أولويات المصالح الخاصة بكل دولة مما أدى تداعيات أراها سلبية على مصر.

ومازالت تلك التداعيات مستمرة والأمر الهام هنا هو التأكيد على أن تلك الدول منحت لنفسها عمقا وتاثيرا ممتدا فى القارة حتى الآن.

تلك الدول عرفت قدر القارة وأعطت لها ما يجب من الاهتمام وفق معادلة المصالح والندية التى جعلت وجودها فى العمق الأفريقى وجودا ممتدا وفق تخطيط محكم يضمن شراكات واستثمارات، وعلاقات ممتدة، تصل لدرجة التحالفات بالمعنى السياسى، ودرجة الشراكة بالمعنى الإقتصادى، تلك الدول أصبحت الآن تتواجد فى مناطق مصالحنا المصيرية، وتحاول الإضرار بتلك المصالح، والتى هى مصالح بقاء بالأساس.

ومن تلك الدول إسرائيل وتركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية والصين...

والقارة الأفريقيه لمن لايعرفها هى قارة الأمل.. قارة المستقبل.. قارة الثروات والموارد.. تلك القارة التى عانت وما زالت من عمليات النهب الممتد منذ صفحة الكشوف الجفرافية مرورا بصفحة الرق والاستعمار التقليدى ثم التبعية التى ما زالت مستمرة حتى الآن.

ومازالت تداعيات ذلك مستمرة حتى الآن لاتستطيع دول شمال العالم المتقدم أن تستغنى عن موارد القارة حتى الآن.

وللتأكيد فإن عملية استعمار القارة جاءت لنهب تلك الموارد واستمرت تلك العملية تحت مسميات أخرى منها المساعدات والشراكات وكلمات أخرى تحمل معانى الإنسانية وجوهرها الاستغلال والنهب بمساعدة النخب والأنظمة الحاكمة التى تحمل اللون الأسود، والجوهر الحفاظ على مصالح تلك الدول للبقاء فى الحكم والحفاظ على ذلك لأن السلطة فى القارة تعنى الثراء والثروة والحكم، وهذا يفسر بقاء الأنظمة حتى الموت. .. وتلك خصوصية تنفرد بها القارة إضافة إلى سمات أخرى سنتعرض لها تفصيلا فى مقالات أخرى

.. أفريقيا بالنسبة لنا الآن أرض الفرص.. أفريقيا أرض التحديات التى أراها قاسمة لأننا تركناها طويلا وأصبح هناك غيرنا نجح وتعملق على حساب غيابنا الذى طالت مدته ويكفى أن نقول أن إسرائيل الآن تبحث أن تكون عضو مراقب فى الاتحاد الأفريقى ولديها مواعيد مقبلة أهمها على الإطلاق القمة الأفريقية الإسرائلية فى أكتوبر المقبل !! وأصبحت المواجهة علنية فى مناطق النفوذ الإسرائيلى فى جنوب السودان، وأقصد التخطيط للأضرار بالمصالح المصيرية فى مسألة المياه التى هى مرادف الحياه بالنسبة لنا.

.. ولايمكن أن نلوم إلا أنفسنا على ما فات أما القادم وبناء على المعطيات الموجزة السابقة فإن توجهات السياسة الخارجية المصرية تدرك عظم التحديات لذلك كانت الجولات الأخيرة من جانب الرئيس فى شرق أفريقيا للحصول على توازنات إقليمية تواجه النفوذ المتزايد لقوى أخرى تحاول الإضرار بمصالحنا وكذلك فى الغرب الذى أصبح وجه التنظيمات الإرهابية..

ورسالتى لصانع القرار لابد من مفوضيه عليا لإدارة علاقاتنا مع دول القارة يكون العمل فيها وفق آليات واضحة بعيدا عن سياسات التقارب وقت الحاجة لدول القارة..

وكذلك بناء توازنات اقليميه للحفاظ على مصالحنا والموقف من السودان يمثل فى نظرى عمق فى المواجهة من جانب مصر التى لم تنزلق حتى الآن فى مواجهة مع الأخوة فى السودان على الرغم من سياسات السودان وتصريحات النخب هناك التى لا هم لها سوى الإساءة لمصر والبحث عما يعكر صفو العلاقات بين البلدين ...

وأخيرا التمسك بالقارة ومحاولة العودة ، وهو الأمر الذى يمثل تحديا كبيرا أمام صانع القرار المصرى فى ظل تحديات إقليمية ودولية تسعى إلى إعادة فك وتركيب الدول وفق مصالحها.

.. وقبل هذا كله لابد من استقلال القرارالمصرى ولن يأتى ذلك إلا من خلال التنمية ومحاولة امتلاك القوة.

.. وللحديث بقية.

أضف تعليق

إعلان آراك 2