الهلالي يدعو شباب فلسطين الى رفض الفكر المتطرف والبعد عن الطائفية

الهلالي يدعو شباب فلسطين الى رفض الفكر المتطرف والبعد عن الطائفيةالهلالي يدعو شباب فلسطين الى رفض الفكر المتطرف والبعد عن الطائفية

أحوال الناس4-3-2017 | 20:05

دار المعارف أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن طرح قضية تجديد الخطاب الديني تأخر كثيراً خلال العقود الماضية، ولابد من التعامل معها بكل جدية . وقال الهلالي، أمام مجموعة من الشباب الفلسطيني في ندوة " تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية " إن الخطاب الديني لبعض القائمين على الخطابة في العصر الحاضر جعل عن جهل أن الاٍرهاب قرين للاسلام . وأضاف أن الدعوة لتجديد الخطاب لا يعني كما يُزعم البعض بانه دعوة للتغير في الدين نفسه وهذا قول مغلوط ، في الوقت الذي دعا فيه إلى احترام قدسية الأديان، والتأكيد على الانفرادية في علاقة الإنسان بربه ، مستشهداً بالعديد من الآيات القرآنية. وتابع الهلالي أن القائمين على الخطاب الديني هم من أوصلونا لهذه النتيجة وعلينا إنقاذ هذا الدين من تلك السمعة السيئة عن طريق المشاركة حيث أن الدين لله وليس لأحد والنَّاس جميعا اصحاب الدين الحقيقي. وأوضح الهلالي ، أن الفترة الأخيرة شهدت اقتران الإرهاب بالإسلام، واصفاً الأمر بأنه "محزن للغاية" بعد أن أصبح الارتباط والاقتران بعد أحداث العنف والتطرف والإرهاب في بلاد كثيرة. ودعا الشباب الفلسطيني إلى التدبر والتفكير، دون أن يكون هناك أوصياء على الدين من قبل المروجين لأنفسهم بأنهم يتحدثون باسم الدين أو الذات الإلهية. وقال الهلالي " لايجب أن يستخدم الدين ككرة لهب في وجه الآخر، ولايجب أيضاً استخدامه كتاج ووجاهة للبعض، ومن ثم التعامل مع كل أصحاب اللحى أو العمائم على أن مخالفتهم تعني مخالفة الذات الإلهية أو الدين". وأثني الهلالي على تفاعل شباب فلسطين معه خلال الندوة، موجهاً حديثه لهم "أنتم في فلسطين وفي مصر مسؤولون عن إنقاذ الدين من السمعة السيئة التي يروج لها البعض، والناس هم أصحاب الدين الحقيقي، والحديث عن الدين شخصاني، والإرهاب يتحدث عن نفسه فقط. وأشار الهلالي الى ان مدخلات الشباب اليوم تدل على ان الدين جاء بدعوة لاحترام الانسان لعقله ومن حق كل فرد ان يعتز بدينه ويقدسه حتى نعيش في وئام بعيدا عن الجماعة والطائفية كونها بداية الدمار. ومن جانبه أكد القيادي الفلسطيني، عاكف المصري، مقرر المؤتمر الشبابي ، أن هدف المشاركة في المؤتمر ليس فقط إيجاد طرح وجه نظرنا بضرورة إعطاء تسهيلات أكبر لتخفيف الحصار على قطاع غزة والتخفيف من معاناة سكانه، بل أيضًا تفاعل الشباب الفلسطيني مع اساتذة السياسة والشريعة في مصر لتبادل الآراء حول تجديد الخطاب الديني وتأثيره على القضية الفلسطينية . وأضاف "المصري"، أن هذا الوفد يمثل جميع شرائح الشباب في المجتمع المحلي لقطاع غزة، وليس له أي علاقة مطلقا بالتجاذبات السياسية على الساحة الفلسطينية، مؤكدا أن مشاركة الوفد الفلسطيني في المؤتمر الشبابي ليس محسوبا على أي طرف لا من قريب ولا من بعيد. ووجه الشكر إلى مصر على دورها في رفع الحصار والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال الإبقاء على معبر رفح البري، الرئة الرئيسية التي يتنفس منها قطاع غزة، مفتوحًا باستمرار وبشكل دائم. وأعرب شباب فلسطين المشاركين في الندوة عن سعادتهم بحسن استقبال المسؤولين المصريين لهم،بداية من دخولهم من المعبر حتى الوصول لمقر إقامتهم بالعين السخنة، مؤكدين أن مصر كانت ولازالت الداعم الأساسي والمشارك للقضية الفلسطينية وأوجاع الشعب الفلسطيني. وقال الشباب أثناء الندوة، أنهم يوجهون الشكر لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي بشمول عملية تجديد الخطاب الديني للفلسطينين وليس اقتصار الدعوة داخل مصر فقط، إلى جانب حرص مصر على المشاركة الشبابية والمرأة الفلسطينية للحضور بكثافة خلال الندوة . وأعلن الشباب عن إطلاق هاشتاج بعنوان "شكرا مصر على حسن الاستقبال" و"مصر تجمعنا" على مواقع التواصل الاجتماعي، للتأكيد على تقديرهم لجهود الدولة المصرية نحو مشاركة الشباب الفلسطينيين في التطرق لقضايا المجتمع. تأتي هذه الندوة في إطار الجهود التي تقوم بها مصر لدعم القضية الفلسطينية ، من منطلق إيمانها بأن الشباب فاعل أساسي في مستقبل القضية التي كانت وستظل هي القضية المحورية في الشرق الأوسط. ‏وتناقش الندوة على مدى يومين في أربع جلسات عمل ، الأولى بعنوان "دور الخطاب الديني المعتدل في دعم القضية الفلسطينية " وتحدث فيها الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر. والجلسة الثانية بعنوان " الصورة النمطية للعرب والمسلمين من وجهة نظر الغرب " ويتحدث فيها الدكتور مصطفى الفقي مساعد وزير الخارجية الاسبق. ‏وفي اليوم الثاني للندوة غدا / الأحد / الجلسة الأولى بعنوان "تجديد الخطاب الديني كمدخل للتوافق المجتمعي " ويتحدث فيها الدكتور أسامة الأزهري خطيب ومحاضر أزهري وعضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية. ‏الجلسة الثانية بعنوان "الشباب كفاعل أساسي في مستقبل القضية الفلسطينية" ويتحدث فيها الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2