أمل إبراهيم تكتب: معبودة الجماهير

أمل إبراهيم تكتب: معبودة الجماهيرأمل إبراهيم تكتب: معبودة الجماهير

*سلايد رئيسى29-11-2017 | 21:25

بينما كنت أقف فى شرفة بيتنا القديم، أسمع صوتًا جميلًا يأتى من عند الجيران ، أدخل مسرعة وأمسك الراديو و الغطاء الجلدى البنى اللون وأحرك الزر الجانبى بحثا عن أغنية تقول كلماتها " قولوا لعين الشمس ماتحماشى أحسن حبيب القلب صابح ماشى ، ولا أعرف كيف وأنا طفلة كنت  أحب هذه الأغانى وأحفظها  وأرددها  ربما لأن أمى كانت تحبها وكانت تبكى أحيانا وهى تسمعها ، وبمجرد أن تنتهى الأغنية أبدأ وراءها  أغنية خدنى معاك لو كنت مسافر خدنى معاك ، تخفيفا مما يسببه الفراق فالرفقة ممكنة والأمل باق .

ولا أنسى وأنا صغيرة عندما كنت أذهب إلى صالون التجميل مع أمى كان كل مرة يسألنى تريدين غرة شادية وقصة شعرها؟

شادية الجميلة معبودة الجماهير التى عشنا معاها أجمل الأوقات فى أفلام الأبيض وأسود وصديقتنا المفضلة فى كل وقت للفرح كان لها حضور دائم ومبهج فمن منا لم تتغنى بدبلة الخطوبة فى تجمعات البنات ومناسبات الفرح يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا

ونبني طوبة طوبة في عش حبنا

نتهنى بالخطوبة ونقول من قلبنا

يادبلة الخطوبة

حتى صورة شادية بفستان الزفاف كانت حلمًا لكثير من البنات وكان موديل الطرحة القصيرة فى أفلامها موضة ذلك الوقت وأمى وقريباتها كن يقلن إن الموديل مأخوذ من شادية وأغنية شباكنا ستايره حرير.

وأغنية شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بيطير وبقى لي كتير يا حبيبي يا حبيبي بقالي كتير استنى تجيب الفرحة والتوب الابيض والطرحة ونطير زي العصافير، ونضحك حين نتذكر  معاكسات التليفون القديمة قبل خاصية إظهار الرقم  كانت شادية حاضرة باتصال ينهى الخصام بين الأحبة وكان حيلة متعارف عليها " وفتحت الراديو مرة على غنوة بتعجبه ،سبت التليفون عليها وأنا بقصد أكلمه ،سمعها للنهاية وفرحت أنه معايا، من غير ما هو يعرف وقفلت السكة تاني اكمنه ياناس واحشني وخصامه كمان حايشنى".

ولا أحد ينسى فؤادة التى تمثل مصر القوية الفتية التى تواجه الظلم على مدى التاريخ وتقهر عتريس وتفتح الهوي سباب الأمل

إن حالة الحزن التى نعيشها منذ خبر وفاة السيدة الجميلة شادية هى نوع من الشجن والحنين للذكريات التى تمسنا جميعا والتى عشنا معها أوقاتا حلوة لا تنسى ، فربما تكون مطربتك المفضلة فيروز أو أم كلثوم ولكن فى وقت الفرح كانت شريكتنا هى شادية وربما نحن حزانى لأن هؤلاء الذين كانت لكل منهم سمة وبصمة خاصة من جيل العمالقة لم يتبق منهم إلا قليل ، جمعتهم أغنية وطنى حبيبى الوطن الأكبر التى تنقلنا إلى عالم مختلف من الصوت والموسيقى والصورة وطواهم الثرى ولكن وجودهم بيننا أقوى من الرحيل ، رحلت السيدة فاطمة كمال الدين شاكر لأن ليالى العمر معدودة وبقيت شادية جزءًا من تاريخ الغناء ووجدان كل محبيها و كل شىء يتغير .. واحنا بنكبر ونكبر.

ونفارق بعضنا.. و تبقى يا مصر دايما طفل هيفضل صغير

بنحبه كلنا .... بنحبه كلنا !!

أضف تعليق

إعلان آراك 2