قام المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، برصد واقع تجربة نقل سكان بعض المناطق العشوائية غير الآمنة إلى منطقة جديدة آمنة بمشروع الأسمرات، والهدف من تلك الدراسة الحديثة هو التعرف على احتياجات قاطني هذه المنطقة ورؤيتهم المستقبلية تجاهها، مع التعرف على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية للأسر المستهدفة، ورصد الأوضاع السكنية للأسر بحي الأسمرات ، ومدى الرضا عن السكن الجديد، والتعرف على مدى توافر الخدمات (تعليمية - صحية- تجارية) بحى الأسمرات، وكفايتها وقدرتها على إشباع احتياجات الأسر، وهدفت الدراسة الكشف عن أهم المشكلات التي تواجه الأسر المستهدفة في المنطقة الجديدة ومقترحاتهم لحلها، والوقوف على احتياجات تلك الأسر في مجال العمل والتدريب لرفع مهاراتهم، والتعرف على مدى رضا الأسر عن الحياة في المنطقة الجديدة.
ولقد تم تطبيق الدراسة على عينة قوامها (1500) أسرة ، وكشفت الدراسة أن أكثر من نصف العينة راضون عن المسكن الجديد، لكن تمثلت أبرز مشكلات المنطقة في كثرة المشاجرات بين السكان وانتشار السرقات وعدم الإحساس بالأمان في الشارع لاسيما ليلا لعدم وجود دوريات ليلية.
و أكد أرباب الأسر على توافر مدارس التعليم الأساسي، وإن كان البعض يرون أنها ليست كافية ويحتاجون المزيد، كما تعاني المنطقة من عدم توافر المدارس الثانوي بأنواعها المختلفة، مع المطالبة بضرورة وجود مستشفى حكومي ومراكز طبية وصيدلية، وعدم الاقتصار على الوحدة الصحية والقوافل الطبية، وبينت الدراسة أن هناك بعض الخدمات رغم توافرها فأنها غير كافية لتلبية احتياجات السكان مثل المجمع الاستهلاكي، المخبز، خدمات النقل والمواصلات، كما أن معظم أفراد العينة لديهم دراية بخدمات الحماية الاجتماعية التي تقدمها وزارة التضامن مثل تكافل وكرامة ومعاش الضمان الاجتماعي، ولكن البعض يواجه صعوبة في إجراءات استخراج الأوراق المطلوبة للحصول تلك الخدمات.
ومن التوصيات التى خرجت بها الدراسة، أنه لابد من توعية السكان في مجالات عدة يأتي في مقدمتها: برامج تنظيم الأسرة نظرا لارتفاع نسبة الشباب في المجتمع، وبرامج توعية بيئية للحفاظ على نظافة المنطقة، مع برامج لمحو الأمية وذلك لارتفاع معدلات الأمية بين سكان المنطقة، وكذلك مدارس الفصل الواحد للمتسربين من التعليم، واستثمار طاقات الشباب في كل مجالات التنمية، والاهتمام بتنمية مهاراتهم من خلال مراكز التدريب المهني التي تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل، و صقل قدرات الأهالي ومهاراتهم الإنتاجية، وخلق فرص عمل لهم من خلال إقامة ال مشروعات الصغيرة في إطار تفعيل برامج التنمية الاجتماعية، مع العمل على تقديم سياسات وبرامج الحماية الاجتماعية تحت مفهوم تمكين الفقراء عن طريق تنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، والتي تحتاج إلى حملات للتعريف بخدمات وزارة التضامن، وبخاصة قروض ال مشروعات الصغيرة، وإعادة التخطيط لكل الخدمات بالصورة التي تساعد الأسر المنقولة على ممارسة حياتها بصورة طبيعية، ومن أهمها توفير الدوريات الأمنية ليلا، وتشجيع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية على تقديم بعض الخدمات الأساسية التي يحتاجها المجتمع.