القاهرة - بروكسل.. هنا إفريقيا

القاهرة - بروكسل.. هنا إفريقياسعيد صلاح

الرأى23-2-2022 | 16:14

"حتى لا يتحمل الأفارقة نتائج الظروف التي مروا بها مرة أخرى".. هذه الجملة، التى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مؤتمر إيجبس تعكس مدى همه واهتمامه ب إفريقيا وشعوبها وكيف يحرص فى كل مناسبة أن يذكر العالم كله بحق الأفارقة فى حياة كريمة بعدما عانوا من أطماع قديمة وكثيرة وتألموا من قسوة الجغرافيا والتاريخ، وتأخروا عن التقدم الإنساني لأسباب تاريخية؛ لذلك بات من حقهم ألا يدفعوا فاتورة الآثار، التي نجمت عن الاستعمار مرة أخرى، وأن نعطيهم - لأسباب أخلاقية واقتصادية واجتماعية- فترة انتقالية أطول وندعم قدراتهم حتى تصبح بلادهم سوقًا غنيًا يستطيع شراء منتجات دول العالم.

فى بروكسل جميعنا شاهد كيف حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي هموم القارة الإفريقية على كاهله وطالب العالم أن يدعم قضاياها المختلفة، وعلى رأسها النظم الصحية وإنتاج اللقاحات – فقد عانت إفريقيا ولا تزال - من نقص اللقاحات الخاصة بكورونا بسبب عدم عدالة التوزيع وعدم قدرة معظم دولها على شراء أو إنتاج اللقاحات بنفسها، وكذلك الزراعة والتنمية المستدامة، والتعليم والثقافة والتدريب المهني والهجرة والتنقل، ودعم القطاع الخاص والتكامل الاقتصادي، والسلام والأمن والحكم، انتهاءً بتغيُّر المناخ والاستثمار.

الآمال المنعقدة على أوروبا كبيرة بأن تحقق هذه القمة فؤائد أكبر، خاصة فى ظل ما تؤكده الأرقام - وفق بيانات الاتحاد الأوروبي- بوصول حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 235 مليار يورو، وتخطى الاستثمارات الأوروبية فى القارة السمراء 222 مليار يورو ، واقتراب المساعدات الإنمائية من 20 مليار يورو، واستفادة 52 دولة أفريقية من اتفاقية الشراكة الاقتصادية (EPA)، فضلا عن مشروع التحالف الإفريقي الأوروبي للاستثمار المستدام الذى يهدف لدفع الاستثمار ودعم قطاع التعليم والتدريب المهني وتحسين بيئة العمل لخلق 10 ملايين فرصة عمل، خاصة للشباب والنساء حتى عام 2030.

هكذا كانت مصر فى قمة بروكسل وكانت قبل ذلك فى القمم (الإفريقية الروسية، الإفريقية الألمانية، الإفريقية الصينية، والإفريقية اليابانية)، تشارك بفاعلية وبحضور وتأثير رئيسى وقوى حاملة على عاتقها آمال وهموم وطموحات القارة الأم ، محاولة أن تبني جسورا بين إفريقيا وكل قارات العالم؛ لتحقيق حلم الأشقاء الأفارقة فى غدٍ أفضل من اليوم وأمس، فقد حرصت مصر على أن تطرح الرؤية والتجارب المصرية بشأن مسارات التعاون المستقبلية ما بين إفريقيا وقارات العالم المختلفة، وأن تكون جسر تواصل قوي؛ لعرض القضايا الإفريقية على طاولة المفاوضات الدولية والاقليمية وفى كل مكان وزمان وفى كل مناسبة قريبة أو بعيدة.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

إعلان آراك 2