أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، التحالف الكامل بين الدول لم يعد موجودًا، فمنذ عدة سنوات تلاحظ أن التحالف الناقص مقبولاً وأصبحت الدول تتفق على 70% من القضايا فقط، عكس ما كان متبع في فترة الستينيات حيث كان النظام الحاكم في العالم يقوم على أما التحالف أو العداء الكامل.
وعلق "الفقي" خلال لقاءه الأسبوعي مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" على فضائية "أم بي سي مصر"، على حفاوة استقبال تركيا للرئيس الإسرائيلي، موضحًا أن الموقف التركي نفعي وغير شريف طوال الوقت والتاريخ يشهد بذلك، وكل ما يفعله الرئيس التركي على العلن مجرد دور يقوم به، أما العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بينهما قوية.
وأوضح "الفقي" إن الحرب الروسية الأوكرانية هي أشد وأكبر أزمة تتعرض لها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لأنها تدار على أرضها عكس ما كان يحدث خلال السنوات الماضية، كما أن لديهم تخوف من العائدين من هذه الحرب وخاصة من المتطوعين من سوريا، مثلما حدث في المنطقة العربية من العائدين من أفغانستان، ولذلك تعد هذه الحرب من الأزمات التي لا يحتملها العالم طويلاً.
وأشار "الفقي" إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لا يقبل وساطة إسرائيل أو تركيا، وقد يقبل وساطة الصين، التي سوف تدعم بلاده في حالة تزايد ضغوطات العقوبات الاقتصادية، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن أن تكسب الصين عداء أمريكا الصريح، بسبب مصالحها ورغبتها في الحفاظ على السوق الأمريكية، إذ أن المصالح الاقتصادية هي التي تحكم بين الدول.
وأضاف "الفقي" إن "بوتن" اكتشف أن الأمر ليس سهلا كما كان متوقعا، ولكن لا يمكن أن يتراجع لأن ذلك يعني فشله، وهو يدرك أنه إذا ما واصل الضغط وسقطت العاصمة الأوكرانية سوف يملي شروطه ويحقق مكاسبه، متابعًا "روسيا في ظروف تتيج لها أن تفعل ما تريد وخاصة بعد ضمها جزيرة القرم".
وقال "الفقي" إن الحل الأوحد لهذه الأزمة هو وجود إلتزام دولي تضمنه القوى الكبرى بعدم أنضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، مشيرًا إلى أن رئيس أوكرانيا "أرعن" وكان من الممكن أن يجنب بلاده هذه الحرب، ومؤخرًا استخدم ورقة إسرائيل، ووصل الأمر إلى وجود مشاحنات بين الروس والأوكرانيين في إسرائيل.
وحول الموقف الأمريكي؛ شدد "الفقي" إنه لا يتسق مع كونها القوى العظمى في العالم، خاصة أنه جاء في وقت انحصار تواجدها في الخارج، وسياستها الخارجية غير واضحة وهذا يرجع إلى عمرها الدبلوماسي القصير مقارنة بدول أخرى مثل بريطانيا، كما أن موقفها مع أوروبا ليس متفقًا في جميع القضايا وهو ما ظهر حاليًا في بعض المواقف.