قال الباحثون في كلية الطب جامعة "نيويورك"إن الأشعة السينية الرقمية للثدي يمكنها أيضا الكشف عن تراكم الكالسيوم في شرايين الثدي، وهى علامة مبكرة على الإصابة ب أمراض القلب .. هذه المناطق البيضاء ، والمعروفة بإسم " تكلس شرايين الثدي، هي إحدى علامات تصلب الشرايين والتي تتطور مع التقدم في العمر، والإصابة بمرض السكر النمط الثاني.
وقالت الدراسة أنه قد يؤدي تصوير الثدي الشعاعي ( الماموجرام) للفحص السنوي إلى أكثر من اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا - فقد يمنحك أيضًا تنبيهات حول مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وقال الدكتور" كارلوس إريبارين"، الأستاذ فى "مركز أبحاث ثورث كاليفورنيا" :" يمكن لاختبار واحد مقبل عالميا أن يعالج السببين الرئيسيين للوفاة عند النساء"، وبالنسبة للدراسة الحالية ، قام فريقه بمراجعة السجلات الصحية لأكثر من 5,000 امرأة ، تتراوح أعمارهن بين 60 و 79 عامًا ، وقد خضعن لفحص واحد أو أكثر من تصوير الثدي بالأشعة السينية، لم يكن لدى أي من هؤلاء النساء تاريخ من الإصابة ب أمراض القلب أو سرطان الثدي عندما بدأت الدراسة.
وذكر الدكتور إريبارين أنه تمت متابعة السيدات لمدة تصل لست سنوات .. ووجدت الدراسة أن أولئك الذين أظهر التصوير الشعاعي للثدي لديهم تكلسات في شرايين الثدي كانوا أكثر عرضة للإصابة ب أمراض القلب أو السكتة الدماغية بنسبة 51% مقارنة بالنساء اللائي لا يتراكم الكالسيوم في شرايينهن .. بالإضافة إلى ذلك ، أظهرت الدراسة أن النساء المصابات بتراكم الكالسيوم كن أكثر عرضة بنسبة 23% للإصابة بأي نوع من اضطرابات القلب أو الأوعية الدموية ، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية وفشل القلب والأمراض ذات الصلة.
وقال "إيريبارين":" توفر أشعة " الماموجرام" معلومات إضافية ولا يقصد به أن يحل محل أي عوامل خطر حالية لأمراض القلب".. مؤكدا ، إن الإستشارة يجب أن تتم في سياق خطر إصابة المرأة ب أمراض القلب بشكل عام، هذا وينصح الباحثون النساء ذوات المخاطر المنخفضة ،بأنه يجب أن يصبح وجود تكلس شرايين الثدي ( BAC ) دافعا للالتزام بأنماط الحياة الصحية، بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي للقلب ، وتجنب التدخين وممارسة الرياضة بانتظام" .. وأفاد أنه بالنسبة للنساء ذوات الخطورة المتوسطة ، يجب أن يحفز تكلس شرايين الثدي ( BAC ) أيضًا المناقشة مع الطبيب حول بدء العلاج لعوامل الخطر مثل الكوليسترول وضغط الدم و السكري التي لا يتم التحكم فيها بشكل جيد من خلال نمط الحياة وحده ".
وأشار أنه على الرغم من أن الإبلاغ عن مستويات تكلس شرايين الثدى ( BAC ) ليس إلزاميًا ، يجب على أطباء الأشعة تضمين هذه المعلومات في تقريرهم.
وقال الباحثون : "هناك نسبة صغيرة نسبيًا تفعل ذلك بالفعل ، ولكن الأهم من ذلك ، أن هناك بحثًا يظهر أن النساء يرغبن بشكل كبير في توفير هذه المعلومات لهن ولأطباء الرعاية الأولية".
وأضاف الباحثون "يجب علينا تقييم عوامل خطر الإصابة ب أمراض القلب مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم ومرض السكري" ، ومناقشة كيفية تحسين صحة القلب من خلال تغييرات نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي نباتي والبقاء نشطًا ، بغض النظر عن حالة تكلس شرايين الثدى ( BAC ) .