الثانوية الغامضة

الثانوية الغامضةبهاء زيتون

الرأى18-3-2022 | 14:42

استوقفنى بشدة التصريح الغريب والعجيب الذى وجهه د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم لطلاب الثانوية العامة منذ أيام قليلة وذلك خلال لقائه بوزيرة التخطيط.. بألا يشغلوا بالهم بعقد الامتحانات ورقيًا أو إلكترونيًا.. وأن عليهم فقط التركيز والتحضير المناسب لكل أنواع الأسئلة أيًا كانت وسيلة الامتحانات سواء كانت ورقيًا أو إلكترونيًا.. والبُعد عن الجدل فى كيفية إجراء الامتحان والذى لا جدوى منه(!!).

والحقيقة أنه تصريح مستفز... فلم أتصور أنه حتى الآن لم يتم حسم الأمور حول طريقة إجراء امتحانات نهاية العام للثانوية إذا كانت ورقيًا أو إلكترونيًا!.. خاصة أنه لم يتبق على امتحانات نهاية العام إلا شهران ونصف الشهر فقط.

فلأول مرة فى تاريخ الثانوية العامة تكون طريقة امتحانها غير معروفة.. وغامضة حتى الآن ما بين ورقيًا وإلكترونيًا ورغم تجاوزنا إلى نصف العام الدراسى الثانى.

فكيف لا يكون الطلبة على علم ودراية بشكل وطريقة إجراء الامتحانات التى سيخوضونها؟.. فهذا دليل على التخبط.. وأن الوزارة ليس لديها تخطيط مدروس لتنفيذ الشكل الجديد للامتحانات.. وأن الأمور تسير حسب التساهيل وبطريقة "على ما تفرج" وليس وفق خطة مدروسة قابلة للتنفيذ.. وإن كنت أرى أن هذا التردد فى عدم حسم طريقة إجراء الامتحان سببه الاستعجال وعدم التجهيز المسبق والإعداد الجيد لتطبيق كل مقترح جديد.

إننى أختلف مع معالى الوزير فى رسالته التى وجهها لطلاب الثانوية بألا يشغلوا بالهم بطريقة عقد الامتحانات.. بل أرفضها لأنه كيف لا يكون الطلبة على علم إذا كانوا سيمتحنون ورقيًا أو إلكترونيًا حتى يتدربوا عليه؟.. وطبعًا هذا حقهم.. وكيف لا يعرف المسئول الأول عن التعليم وهو الوزير إذا كانت الامتحانات ستعقد ورقيًا أم إلكترونيًا حتى يستعد القائمون على المنظومة الامتحانية بالتجهيز لها؟.. وهذه مصيبة كبرى.

الأمر الذى يشعرنا بأن الوزير يتعامل على أن طريقة إجراء الامتحانات للثانوية سر حربي يجب إخفاؤه لآخر وقت.. وهذا أسلوب غير تربوى.. ودلالة قاطعة على إخفاق الوزارة فى تنفيذ ما أعلنته مسبقًا بأن الامتحانات ستعقد إلكترونيًا باستخدام "التابلت" والذى صدّع الوزير بها دماغنا.

فقد تعبنا من هذا التخبط الذى يزيد من رهبة الثانوية ويجعلها كابوسًا سنويًا للأسر.. وكان المفروض أن تكون طريقة إجراء الامتحانات واضحة ومعلنة من بداية العام الدراسى وليس قبل موعد عقد الامتحان بساعات.

والمفروض أيضا أن تعلن الوزارة عن أسباب هذا التردد حول طريقة إجراء امتحانات الثانوية حتى الآن لأنها امتحانات تحديد مصير.. وتحديد مستقبل لأبنائنا الطلبة ولا تكون الأمور متروكة هكذا حسب التساهيل.. وهذا ما نرفضه، وكفانا هذا العك وهذا التخبط.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2