المنوفية.. غير!

الرأى19-3-2022 | 08:37

"ابتسم.. أنت فى المنوفية"!

هذا الشعار استفزنى كثيرا أثناء زياراتى للمحافظ الأسبق للمنوفية، المستشار القدير عدلى حسين.

ولم أكن أفهم علاما أبتسم؟، فلست فى زيارة – مثلا – إلى شرم الشيخ؟ كما أننى ألتقى أهالينا المحترمين فى المنوفية "شديدى الحرص" عند الإنفاق، ولا يتركون حقهم لدى أى شخص، كما يتردد عنهم أنهم "ذقّوا" القطار، الذى تعطل عندهم حتى أوصلوه لمحافظة الشرقية!

وعندما التقيت مؤخرًا مع د. عادل مبارك، رئيس جامعة المنوفية أعدت عليه انطباعاتى وطرحت تساؤلاتى مع اعترافى أنهم حكمونا لسنوات طويلة!

وكان رده السريع والحاسم، واضح أنك شرقاوى!، لقد تركنا لكم الحكم لمدة عام.. كنتم "هاتودوا" البلد فى داهية، وبالطبع انفجر الجميع فى الضحك، ولم أرد الاستمرار فى "المناكفة"، حيث كنا فى "موقف" يتطلب الجدية وإظهار حُسن النية للتعاون البنّاء بين مؤسسة دار المعارف العريقة و جامعة المنوفية المتميزة.

نعم.. لقد ذهبت إلى جامعة المنوفية فى صحبة الصديق سعيد عبده، رئيس المؤسسة وزميلى أحمد النومى، عضو مجلس الإدارة لتوقيع "بروتوكول" تعاون مع الجامعة، والتفاهم على برنامج التنفيذ وتوقيتاته.

ولكن المنوفية، التى ذهبت إليها فى تلك الزيارة "غير" المنوفية، التى كنت أتردد عليها من قبل؛ طرق مرصوفة آمنة، وشوارع نظيفة والمبانى مبهجة، وعندما وصلنا إلى مبنى إدارة الجامعة اكتشفنا أن كل شىء معد سلفا وتنفيذ المهام يتم بجدية ملحوظة، مع حسن الاستقبال وكرم الضيافة (حيث تناولنا الغذاء فى مطعم فندق الجامعة)، وأثناء جلسة التعارف الأولى علمنا أن الجامعة تعمل طبقا لخطة استراتيجية تمتد لعشر سنوات، وهى الخطة الرابعة وإن كانت أطول زمنا، والمعنى أن "الرؤية" واضحة أمام الجميع (طلابا وأساتذة وعاملين)، والأهداف محددة؛ أن تصل الجامعة لأرقى درجات التعلم، وأن تحقق إنجازات ملموسة فى خدمة البيئة المحيطة، ومن ثم يتم التنفيذ طبقا لبرامج زمنية خاضعة لرقابة مستمرة..

ليس ذلك فقط، فقد اكتشفنا الحرص الشديد من قبل الطلاب على تحصيل العلم وتحقيق التفوق، ومن ثم صنفت المنوفية، كأعلى نسبة تعليم بين المحافظات المصرية، وهو ما دفع اليونيسكو إلى اختيار إحدى مدنها (سرس الليان)؛ لتأسيس أول مكتب لها خارج القاهرة، كما لفت نظرنا نوعية الكليات، التى تضمها الجامعة، مثل هندسة الإلكترونيات، الزراعة، معهد الكبد، الحاسبات والمعلومات.. هذا بخلاف الكليات التقليدية مثل (الطب، والآداب، والتجارة، والحقوق).

ولعل هذا "التنوع" العلمى هو، الذى مكّن الجامعة من خدمة المجتمع المنوفى من خلال القوافل الطبية المنتظمة، التى تزور القرى والعزب لتعالج المواطنين من كل الأمراض، فضلا عن "قرار" الجامعة الملزم للطلاب قبل تخرجهم بضرورة محو أمية عشرة أشخاص على الأقل حتى يتمكن من تسلم شهادة التخرج!

نعم.. لقد وجدنا منوفية مختلفة ولكن بذات أهلها الطيبين العمليين، وإن شاء الله سوف نحاول بكل جهدنا المساهمة فيما يجرى على أرض المنوفية من تغيرات إيجابية متسارعة.

ختاما.. شكرا د. عادل مبارك، رئيس الجامعة ود. أسامة مدنى، عميد كلية الآداب.. وتعاون مثمر بإذن الله.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2