تميزت مصر عبر العصور و الأزمنة المختلفة بهوية أصيلة و أخلاق و عادات و تقاليد علمت الدنيا كلها معنى الإنسانية و قد لعبت هذه الهوية و الأخلاق المصرية دورا مهما في التصدي للعديد من المحاولات المستمرة لمحو الهوية المصرية و تغيير الأخلاق الأصيلة إلى إتجاهات عكس كل ما يؤمن به المجتمع المصري لهدم و تفكيك المجتمع و قد إستخدمت هذه المحاولات كافة الآليات التقليدية و الحديثة لإختراق الهوية المصرية و لكنها لم تنجح في تحقيق ما تريد من تشويش الصورة الذهنية المجتمعية لدى العديد من فئات المجتمع المصري .
إن الوعي بأهمية أخلاقنا و عاداتنا و تقاليدنا في حماية المجتمع أمر أصبح في غاية الأهمية لأن ما نشأنا و تربينا عليه من قيم و أخلاق مبنية على الولاء و الإنتماء و حب الوطن و العمل المخلص و التضحية من أجل هذا الوطن تعتبر كلها عناصر القوة التي نريد أن نرسخها و نؤكد عليها و نحرص كل الحرص على تسليمها من جيل إلى جيل .
لقد تدخلت التكنولوجيا في صميم الحياة المجتمعية بشكل كبير و أصبحت التكنولوجيا و العالم الإفتراضي السيبراني الالكتروني بما يحمله من تطبيقات و مدونات و مواقع متعددة وسيلة سهلة لجمع المعلومات عن أدق تفاصيل حياتنا و كذلك التأثير المباشر على الرأي العام و توجيهه وفق أهداف من يسيطر على هذه التكنولوجيا و يتقن إستخدامها بشكل إحترافي و لا سيما الذكاء الإصطناعي الذي أصبح كاشفا لكل ما نهتم به و بكل ما نفكر فيه بشكل غريب فعندما تدخل على هذه المواقع و التطبيقات لمعرفة معلومة معينة عن أي شيء ستجد بعدها كلما استخدمت أي وسيلة من الوسائل التكنولوجية ستجد أن ما يظهر أمامك أولا هو كل ما يخص ما كنت تبحث عنه من قبل كما أنك حينما تجلس تتحدث مع الأصدقاء في موضوع معين يخص شيء بعينه و بعدها تستخدم هذه الوسائل الحديثة ستجد ما يظهر أمامك أولا هو كل ما يخص ما كنت تتحدث فيه مع الأصدقاء إنه أمر بحق خطير و وفقا للتطور اليومي المذهل في إستخدامات هذه التكنولوجيا سوف يزداد قوة و توغل في حياتنا الإجتماعية لنصبح كتابا مفتوحا أمام من يود أن يستخدم هذه التكنولوجيا في هدم و تفكيك المجتمع .
و من هنا تأتي الأهمية الكبيرة لتمسكنا بهويتنا و ثقافتنا و عادتنا و تقاليدنا لنتمكن من الحفاظ على المجتمع متماسكا صامدا في مواجهة أي تحديات في الوقت الحالي أو في المستقبل تهدد الأمن القومي الإجتماعي المصري .
علينا أن نهتم بنشر الوعي المجتمعي القيمي بكل الطرق و الوسائل التي تضمن لنا ترسيخ هذه المبادىء و القيم لدى الأجيال الحالية و توريثها للأجيال القادمة و هذا يفرض علينا ضرورة أن يكون لدينا إستراتيجية وطنية لبناء الوعي المجتمعي القيمي تخاطب كافة الشرائح المجتمعية كل منهم بالطريقة المناسبة له و تهتم أيضا بالفئات العمرية المختلفة لأن كل فئة عمرية تحتاج آلية خاصة في التعامل معها و فق العديد من العوامل الإجتماعية و الإقتصادية و البيئية و الثقافية الحاكمة لثقافتها المجتمعية .
إن الحرص على التمسك بهويتنا و عادتنا و تقاليدنا و أخلاقنا ليس بالعيب و لا التخلف كما يريد البعض أن يصدره لنا و إنما هو قمة التحضر و الرقي و التسليح المجتمعي القوي القادر على صد دعوات هدم و تفكيك المجتع حاليا و مستقبلا و سنظل على العهد يا بلادي حماة الوطن و تحيا مصر دائما و أبدا و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .